يفضّل الحوار مع إيران .. ويتعهد بمنعها من امتلاك سلاح نووي
قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب إن الولايات المتحدة وبريطانيا عازمتان على منع إيران من تطوير أسلحة نووية، ووقف تمويلها للإرهاب.
وأوضح ترامب خلال مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس الورزاء البريطانية تيريزا ماي، الثلاثاء الماضي، أن انتشار الأسلحة النووية أكبر تهديد نواجهه اليوم، مشيراً إلى أن بلاده عازمة مع بريطانيا على منع النظام الإيراني من حيازة أسلحة نووية ووقف تمويله للإرهاب.
وفي المقابل، قالت ماي إن لندن تتفق مع واشنطن بشأن تحقيق الأهداف المتعلقة بالملف الإيراني.
وأوضحت ماي أن بريطانيا لا تريد أن يستمر التصعيد بين واشنطن وطهران.
وتصاعد التوتر بين الولايات المتحدة وإيران منذ مطلع مايو الجاري، بعدما سارعت الولايات المتحدة إلى إرسال حاملة الطائرات «أبراهم لينكولن» ومجموعة قاذفات استراتيجية من طراز «بي 52»، كما أعلنت اعتزامها على إرسال 1500 جندي إلى المنطقة.
وفي مايو 2018، سحب الرئيس الأميركي بلاده من الاتفاق النووي الذي أبرمته القوى الست العالمية مع إيران، وأعاد فرض عقوبات صارمة ضدها بسبب برنامجها الصاروخي والنووي، ودورها في زعزعة الاستقرار بمنطقة الشرق الأوسط.
ولمّح ترامب، إلى إمكانية قيام بلاده بتحرك عسكري ضد إيران، إلا أنه استدرك قائلاً إنه يفضل التفاوض مع طهران، بشأن برنامجها الصاروخي والنووي.
وقال الرئيس الأميركي، في معرض رده على سؤال خلال مقابلة تلفزيونية مع الإعلامي بيرس مورغان، بشأن ما إذا إن كان سيتحرك عسكرياً ضد إيران، فقال: «الاحتمال وارد دائماً».
إلا أن ترامب عاد وأكد مجدداً على رغبته في الحوار مع إيران بشأن برنامجيها الصاروخي والنووي قائلاً: «أفضل التحاور مع إيران».
وفي رده على سؤال بشأن ما إذا كان يمكن أن يتحدث مع الرئيس الإيراني حسن روحاني، قال ترامب: «نعم بالطبع أفضل التحاور دائماً».
وفي فرنسا، قال ترامب للصحافيين قبيل لقاء ثنائي مع نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون «أفهم أنهم (الحكومة الإيرانية) يريدون التحدث، هذا جيد جداً. سنتحدث، ولكن ثمة شيء أكيد: ليس بمقدورهم الحصول على سلاح نووي، وأعتقد أن الرئيس الفرنسي سيوافقني تماماً».
وأضاف أن إيران تفشل كدولة بعد العقوبات الصارمة التي فرضتها الولايات المتحدة عليها. وتابع أنها كانت عند وصوله إلى البيت الأبيض «دولة إرهابية بما للكلمة من معنى»، وأنها لا تزال كذلك إذ «رأيناهم يقاتلون في 14 مكاناً، بين اليمن، سوريا، وغيرها … حالياً لم يعودوا يفعلون ذلك. لديهم أداء سيء كبلد. إنهم يفشلون. لا أتمنى ذلك. بإمكاننا قلب الأمور سريعاً جداً. كانت العقوبات فعالة بامتياز».
ماكرون قال من جانبه «نريد أن نكون متيقنين من أنهم لن يحصلوا على السلاح النووي»، ولكنه أضاف «لدينا أداة لذلك تستمر حتى 2025» في إشارة إلى الاتفاق النووي الموقع في فيينا عام 2015 والذي رفضه ترامب في وقت لاحق معتبراً أنه لا يفي الغرض منه.
وأضاف الرئيس الفرنسي أن بلاده والولايات المتحدة تشتركان الهدف ذاته فيما يتعلق بإيران وهو منعها من امتلاك أسلحة نووية، مضيفاً أنه يتعين بدء مفاوضات دولية جديدة لتحقيق هذه الغاية.
وعرض الرئيس الفرنسي سلسة من الأهداف بالنسبة لباريس بينها تقليص النشاط البالستي لإيران والحد من نفوذها الإقليمي، وأضاف إليها «هدفاً رابعاً مشتركاً» مع واشنطن وهو «السلام في المنطقة» والذي لأجله «ينبغي علينا الشروع في مفاوضات جديدة». وقال «أعتقد أن الكلمات الصادرة عن الرئيس ترامب اليوم، مهمة جداً».
وساطة يابانية
في سياق متصل، قال متحدث باسم الحكومة اليابانية إن رئيس الوزراء شينزو آبي سيزور إيران في محاولة للحد من التوترات بين طهران وواشنطن.
وقال كبير أمناء مجلس الوزراء يوشيهيد سوجا الخميس الماضي إن زيارة آبي ستكون الأولى التي يقوم بها زعيم ياباني لإيران منذ 41 عاماً. ورفض آبي تحديد مواعيد الرحلة أو غيرها من التفاصيل.
وقالت وكالة كيودو نيوز ووسائل إعلام محلية إن آبي سيزور طهران في الفترة من 12 إلى 14 يونيو وسيلتقي بالزعيم الأعلى آية الله علي خامنئي والرئيس حسن روحاني.
يزور أيرلندا مطَمئناً
في اليوم الثالث من جولته الأوروبية، حطّ الرئيس دونالد ترامب الأربعاء الماضي في أيرلندا للمرة الأولى بصفته رئيساً للولايات المتحدة، حيث طمأن الدولة الأوروبية بأن خروج جارتها بريطانيا من الاتحاد الأوروبي سيصب في صالحها.
واستغل رئيس الوزراء الأيرلندي ليو فارادكار اجتماعه مع ترامب، للتأكيد على مخاوف بلاده من «بركسيت» الذي قد يؤثر عليها أكثر من أية دولة أخرى في الاتحاد الأوروبي. وتتمثل القضية الأكثر تعقيداً في جهود بريطانيا للخروج من الاتحاد الأوروبي في كيفية حماية حدود أيرلندا، التي يبلغ طولها 500 كيلومتر، مع إقليم أيرلندا الشمالية التابع لبريطانيا، وضمان ألا تؤدي هذه العملية لتقويض السلام المستمر منذ عقدين في الإقليم.
وقبل اجتماعه مع فارادكار، قال ترامب للصحفيين «الوضع على الحدود الآن جيد… وأنا أعلم أن هذه نقطة خلاف كبيرة فيما يتعلق بخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي. أنا متأكد من أن الأمور ستسير بشكل جيد».
وأمضى ترامب ليل الأربعاء في منتجع الغولف الذي يملكه في بلدة دونيبغ الأيرلندية قبل أن يتوجه صباح الخميس إلى فرنسا لإحياء ذكرى الإنزال التاريخي في منطقة النورماندي.
يطلق حملته الانتخابية من فلوريدا
أعلن الرئيس دونالد ترامب أنه سيُطلق رسمياً حملته الانتخابية لولاية رئاسية ثانية، في 18 حزيران (يونيو) الجاري في أورلاندو بولاية فلوريدا التي فاز بها خلال انتخابات عام 2016. وكتب ترامب على تويتر «سأعلن ترشحي لولاية رئاسية ثانية بصحبة السيدة الأولى ميلانيا ونائب الرئيس مايك بنس… في 18 يونيو بأورلاندو في فلوريدا».
ولايزال منافس ترامب الديمقراطي في اقتراع الثالث من تشرين الثاني (نوفمبر) 2020، مجهولاً مع تنافس 23 مرشحاً على بطاقة الحزب الديمقراطي في سباق مفتوح على كل الاحتمالات.
وفلوريدا ولاية تشهد تقليدياً منافسة حادة، وقد فاز فيها باراك أوباما في 2012 على ميت رومني بفارق لا يتجاوز 1 بالمئة، كما فاز فيها ترامب على هيلاري كلينتون في 2016 بفارق يزيد قليلاً على واحد بالمئة.
يحيي الذكرى الـ75 لإنزال النورماندي
أحيى الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الأسبوع الماضي، الذكرى الـ75 لـ«يوم الإنزال» –أو ما يسمى بالـ«دي داي» (يوم إنزال قوات الحلفاء على شواطئ النورماندي الفرنسية)– بالمشاركة في احتفالات في كل من بريطانيا وفرنسا التقى خلالها زعماء القارة العجوز على ضفتي بحر المانش.
نحى ترامب مؤقتا السياسة وعلاقته المضطربة بنظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون يوم الخميس، وأفرط في الثناء على قدامى المحاربين الأميركيين في كلمة ألقاها بالمناسبة متجنبا القضايا السياسية العالقة مع أوروبا.
وتعانق الزعيمان بحرارة لدى وصولهما إلى مقبرة لقتلى الحرب الأميركيين تطل على شاطئ أوماها، حيث قُتل 2500 جندي أميركي بنيران المدافع الرشاشة والمدفعية الألمانية في السادس من حزيران (يونيو) 1944، في اليوم الأول لهجوم قوات الحلفاء لطرد النازيين من فرنسا.
وقال ترامب «فيض الشجاعة انبثق من فيض الإيمان… لقد أتوا إلى هنا لإنقاذ الحرية ثم عادوا إلى الوطن وعلمونا جميعا معنى الحرية».
وكان ترامب قد اختتم زيارة استمرت ثلاثة أيام إلى بريطانيا بحضور احتفال ذكرى «يوم الإنزال» الذي شكل بداية هزيمة القوات النازية إبان الحرب العالمية الثانية.
وانضم إلى ترامب والملكة إليزابيث ورئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي، كل من رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو والرئيس الفرنسي والمستشارة الألمانية أنغيلا ميركل وزعماء 11 دولة أخرى للمشاركة في هذا الحدث إلى جانب المحاربين القدامى، الذين يبلغ أصغرهم من العمر اليوم 90 عاماً.
واستعرض الجيش الملكي البريطاني قطعاً عسكرية شاركت بالحرب العالمية الثانية، فيما أقيم عرض عسكري يحاكي عملية الإنزال الأكبر قي تاريخ الجيش البريطاني إبان الحرب العالمية الثانية. وتضمنت الاحتفالات في مدينة بورتسموث على الشاطئ الجنوبي للمملكة المتحدة، فيلماً لمدة ساعة يروي أحداث الانزال مع شهادات محاربين قدامى، بالإضافة إلى عروض مسرحية وعزف موسيقي مباشر، واستعراض جوي.
وفي إعلان مشترك بالمناسبة، أكدت الدول الـ16 المشاركة في الاحتفالات على مسؤوليتها المشتركة في منع تكرار مآسي الحرب العالمية الثانية. وجاء في الإعلان «خلال الأعوام الخمسة والسبعين الماضية، وقفت أممنا من أجل السلام في أوروبا والعالم، من أجل الديمقراطية، والتسامح وحكم القانون».
يجدّد دعمه لـ«بركسيت» في زيارة دولة إلى بريطانيا
وصل الرئيس دونالد ترامب، الاثنين الماضي، إلى بريطانيا في زيارة دولة استمرت ثلاثة أيام، في وقت تعيش فيه المملكة المتحدة اضطرابات سياسية بعد قرار رئيسة الوزراء تيريزا ماي بالاستقالة من زعامة حزب المحافظين الحاكم جرّاء إخفاقها في تنفيذ خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي -أو ما يعرف بالـ«بركسيت» الذي يلقى تأييد ترامب.
وفي مساء اليوم الأول من الزيارة، أقامت ملكة بريطانيا إليزابيث الثانية أول مأدبة عشاء ملكي على شرف الرئيس الأميركي والسيدة الأولى ميلانيا ترامب.
وخلال المأدبة الملكية التي أقيمت بقصر باكنغهام، تحدث ترامب وملكة بريطانيا عن القيم المشتركة و«التحالف القوي» القائم بين البلدين. وأعربت الملكة إليزابيث (93 عاماً) عن قناعتها بأن «القيم والمصالح المشتركة ستستمر في توحيدنا». وأضافت: «اليوم نكرم التحالف الذي ساعدنا في ضمان أمن وازدهار شعبينا خلال عقود من السنين، والذي أثق بأنه سيبقى قائما لسنوات طويلة».
من جانبه، وصف ترامب الملكة إليزابيث بأنها «امرأة عظيمة»، وأعاد إلى الأذهان التحالف بين الولايات المتحدة وبريطانيا أثناء الحرب العالمية الثانية، قائلاً: «مع تكريمنا لنصرنا وتراثنا المشترك، نؤكد على القيم المشتركة التي ستواصل توحيدنا طويلاً في المستقبل».
ولم يكتف ترامب خلال العشاء بخرق البروتوكول من خلال لمس الملكة، بل رفع الكأس معرباً عن شكره لها، «ليس فقط على كرم الضيافة، بل أيضاً على الطقس الجميل»، مما أثار ضحك الملكة.
وفي اليوم الثاني من الزيارة عقد ترامب مؤتمراً صحافياً مشتركاً مع رئيسة الوزراء البريطانية قبل أيام من استقالتها المقررة في السابع من يونيو، متوقعاً أن تتوصل الولايات المتحدة إلى «اتفاق تجاري مهم للغاية» مع بريطانيا بعد تنفيذ خروجها من الاتحاد الأوروبي.
وكان ترامب، المعروف بدعمه لـ«بركسيت»، قد وجّه مراراً انتقادات للاستراتيجية التي اعتمدتها ماي في التفاوض لتنفيذه، داعياً إلى طرح «الخروج من دون اتفاق» كخيار محتمل خلال التفاوض مع الاتحاد الأوروبي دون أن يستبعد إمكانية مقاضاته.
وتطرق ترامب وماي خلال المؤتمر الصحفي إلى التحالف التاريخي المتين بين البلدين رغم الخلافات في بعض الملفات مثل التعامل مع إيران والصين والتغير المناخي. وستبقى ماي رئيسة للوزراء إلى حين العثور على بديل لها بين 13 مرشحاً سيتعين على الفائز فيهم اتّخاذ قرارات صعبة قبيل حلول مهلة الانسحاب من الاتحاد الأوروبي في 31 تشرين الأول (أكتوبر)، بعد أن تأجلت مرتين.
Leave a Reply