تورونتو – أصدرت محكمة كندية حكماً بحصول رجل أعمال من أصل لبناني على تعويض مالي كبير، بعد تعرضه لحملة عنصرية من قبل أحد الشخصيات اليمينية المعادية للمسلمين على الإنترنت.
وفرضت قاضية في محكمة أونتاريو العليا، منتصف أيار (مايو) الماضي غرامة قدرها 2.5 مليون دولار كندي على الإعلامي كيفن جونستون، بسبب حملات تشويه وتشهير بحق رجل الأعمال محمد فقيه، مؤسس سلسلة مطاعم «باراماونت» للمأكولات الشرق أوسطية في كندا.
ونشر جونستون عام 2017 فيديوهات اعتبرت مسيئة للفقيه، على موقعه الإلكتروني الذي يروج لأفكار يمينية متشددة، «فريدوم ريبورت»، ووصف في أحدها فقيه بالـ«الإرهابي الاقتصادي» المدعوم من المخابرات الباكستانية. كذلك قام موقع «يوتيوب» بحظر قناة جونستون الذي زعم أن سلسلة مطاعم «باراماونت» لا تسمح بالدخول لأي شخص إن لم يكن «جهادياً»، الأمر الذي واجهته المحكمة بحدة، لتصف المزاعم بخطاب الكراهية المحرض «المرفوض تماماً».
وقالت القاضية جاين فيرغسون في نص الحكم إن «تصرفات جونستون تعكس استغلالاً للحريات التي تتيحها هذه البلاد، ومثالاً مقززاً لخطاب الكراهية في أسوأ أنواعه».
وعلق رجل الأعمال اللبناني الذي يحمل الجنسية الكندية، عبر حسابه على «موقع تويتر»، بعد صدور الحكم: «كندا ظهرت لنا كمحور للتناغم والأمل. علينا المحافظة عليها بهذا الشكل. علينا إبقاء كندا دافئة ومرحبة. لقد قمت برفع قضية ضد جونستون ليس من أجلي، بل من أجل أطفالي كي يعلموا أن من يتنمر وينشر الكراهية هو على خطأ».
ويعتبر فقيه (49 عاماً) من أبرز رجال الأعمال المهاجرين في كندا، حيث نجح بإطلاق مطاعم «باراماونت» عام 2006، التي لاقت شعبية كبيرة في مقاطعة أونتاريو، قبل انتشارها بمقاطعات كندية أخرى وحول العالم، وأصبح لديها أكثر من 80 فرعاً في أميركا الشمالية.
يشار إلى أن فقيه الذي هاجر إلى كندا عام 1999، حصل عام 2015 على شهادة دكتوراه فخرية من جامعة «رييرسون» لشراكته معها من أجل مساعدة اللاجئين السوريين على الاستقرار في كندا.
وإلى جانب نجاحه التجاري اللافت، يتميز فقيه الذي ولد في بيروت عام 1971 وهاجر إلى كندا عام 1999، بنشاطه الخيري، حيث قام بتوظيف أكثر من 150 لاجئ سوري في مطاعم «باراماونت» بمختلف أنحاء كندا. كما تبرع بتكاليف جنازات ضحايا هجوم إرهابي استهدف مسجداً بمدينة كيبيك عام 2016، إضافة إلى أعمال خيرية أخرى نال بموجبها شهادة دكتوراه فخرية من «جامعة ريرسون» الكندية العام الماضي.
كذلك برز اسم فقيه عام 2014 بدفاعه عن حقوق الفلسطينيين واعتراضه على لوحة جدارية بمدينة تورونتو تدعو العرب إلى العودة إلى بلدانهم، مما جعله هدفاً للمتطرفين من أمثال جونستون الذي يستعد بدوره لخوض سباق رئاسة بلدية مدينة ميسيساغا المجاورة لتورونتو، والتي تعد سادس أكبر مدينة كندية من حيث عدد السكان (722 ألف نسمة).
وقامت بلدية ميسيساغا العام الماضي بإطلاق اسم مطاعم «باراماونت» على المجمّع الرياضي في المدينة بموجب عقد رعاية جديد مع الشركة المملوكة لفقيه.
Leave a Reply