لانسنغ – اعتمد مجلس ميشيغن التربوي الأسبوع الماضي معايير جديدة لمناهج العلوم الاجتماعية من مرحلة الحضانة إلى الثانوية، في أول تحديث للمناهج المدرسية في الولاية منذ عام 2007 رغم اعتراض المحافظين الذين وجدوا في المنهاج الجديد انتهاكاً للتعاليم الدينية المسيحية وانحيازاً للأجندة الليبرالية.
من جهتهم، حال الليبراليون دون اعتماد مقترحات تقدم بها المحافظون من قبيل إلغاء الإشارة إلى «حقوق المثليين جنسياً» و«التغيّر المناخي» و«الجمعية الوطنية لتقدّم الملونين»، فيما وصف المعارضون المنهاج الجديد الذي يبدأ تطبيقه بشكل كامل في غضون خمس سنوات، بأنه منحاز إلى اليسار.
وقبل تصويت المجلس التربوي الذي يتألف من ثمانية أعضاء، قالت رئيسة بلدية تروي السابقة جانيس دانيلز، في مداخلة لها خلال الجلسة التي انعقدت في لانسنغ الثلاثاء الماضي، إنه «من المخجل أن يتبنى المسؤولون المنتخبون هذا النوع من الأجندة المعادية لأميركا»، لافتة إلى أن التعديلات الجديدة «معادية للمسيحية» وتحتوي على معلومات «غير دقيقة».
وجاء منهاج العلوم الاجتماعية الجديد في 146 صفحة، ليلحظ بشكل أكبر الأدوار التي لعبتها المرأة ومنظمات الأقليات والمسلمون والأفارقة الأميركيون في تاريخ الولايات المتحدة.
وجاءت جلسة التصويت بعد أن عقدت سلسلة ندوات عامة لمناقشة مختلف الآراء حول المنهاج الجديد الذي يحدد للطلاب المواد التي تتوجب عليهم معرفتها في كل صف دراسي.
في المقابل، أعرب عدد من المتحدثين في الجلسة عن دعمهم للتعديلات. وقالت أريكا سبونسلر، وهي مدرسة علوم اجتماعية لطلاب المرحلة الثانوية في مقاطعة جاكسون، إنها تؤيد الوثيقة النهائية التي تم اعتمادها. واستدركت قائلة: «نعلم أنها ليست مثالية، فلا شيء مثالي، ولكن أكثر ما نقدره هو العملية التي اتبعت لاعتمادها».
وأثارت نتيجة التصويت (6–2) عقب جلسة الاستماع التي دامت نحو ساعتين ونصف، حنق بعض الحضور الذين توعدوا بسحب أطفالهم من مدارس ميشيغن العامة.
أما أكبر الرابحين من التعديلات المعتمدة، فهم أتباع ديانة السيخ الهندية في ميشيغن، الذين نجحوا عبر جهود منظمة في الحصول على اعتراف رسمي بهم في المناهج التعليمية، بعدما أعرب ناشطون منهم عن سخطهم لتجاهل دينهم وتاريخهم في مواد العلوم الاجتماعية المعمول بها حالياً في ميشيغن، علماً بأن السيخ يمثلون خامس أكبر ديانة في العالم، ويعيش حوالي نصف مليون نسمة منهم في الولايات المتحدة.
ومن المعلومات التي سيتم تدريسها حول ديانة السيخ، أن العمامة وعدم الشعر، يعبران عن الالتزام بالعدالة والتسامح والمساواة.
وقال الناشط الهندي الأميركي إيمانديب غريوال «غالباً ما يتم تدريس التاريخ من منظور واحد، حيث يتم تقليدياً تجاهل وجهات النظر المختلفة»، مؤكداً أن «الوقت قد حان لتصحيح ذلك».
Leave a Reply