ديربورن – في مشهد ثقافي لافت، استقطب الفيلم اليمني «عشرة أيام قبل الزفة» جمهوراً عريضاً من اليمنيين الأميركيين في منطقة ديترويت، حيث توافد أكثر من 800 متفرج، أغلبهم من النساء، لحضور العرض السينمائي في مسرح «مركز فورد للفنون» بمدينة ديربورن، الأحد الماضي.
الفيلم، الذي دخل سباق الأوسكار عن جائزة «أفضل فيلم أجنبي» العام الماضي، نجح بنقل أجواء الحرب وأصدائها وتأثيرها على المواطن اليمني العادي إلى أكبر محافل الفن السابع في العالم، إضافة إلى كونه أول عمل سينمائي يعرض في اليمن، الأمر الذي جعله يمثل حدثاً فريداً في تاريخ السينما اليمنية، بحسب مخرجه عمرو جمال الذي أدار عدسته بحرفية بارعة لرصد الظلال السوداء التي ألقتها الحرب على حياة الناس البسطاء ومحدودي الدخل.
ومن المفارقات الفنية، أن إنتاج «عشرة أيام قبل الزفة» تم خلال الحرب، ليكون الفيلم الأول من نوعه، من فئة الأفلام الطويلة، حيث لم ينتج اليمن سوى بضعة أفلام قصيرة، كان أطولها بعنوان «يوم جديد»، الذي أسهم بإنتاجه في 2004، فريق فني بريطاني، واقتصر عرضه على المهرجانات الثقافية.
وتدور أحداث «عشرة أيام قبل الزفة» في محافظة عدن، وتتناول قصة خطيبين يواجهان بعض المتاعب والعراقيل في سعيهما الحثيث للارتباط. وبينما يبحث الشاب عن سكنٍ ملائم، ويواجه تهديداً بفقدان مصدر رزقه الوحيد، تبحث الفتاة عن مهربٍ من اتكالية والدها وتربّص أخيها المتسلط.
أما المعالجة السينمائية للفيلم، فاعتمدت بشكل أساسي على السخرية، كوسيلة أخيرة، لمواجهة المعاناة وهزيمتها، بلغة رشيقة تتسم بالظرافة والعفوية، وتبتعد عن التعقيد والتجهم، وهي مزايا مكنت الفيلم من نيل إعجاب الجمهور والنقاد على حد سواء.
ويحسب للفيلم، ميله إلى الأجواء الكوميدية وعدم إغراقه في مناخ الحروب الحزينة والمضنية، فكانت النتيجة أنه جاء عملاً مضحكاً على كل ما فيه من ألم وحرب وشقاء، متصالحاً مع الحياة، ماضياً بخفة طبيعية مدهشة، عاكساً التسمية الراسخة (اليمن السعيد) للبلد الذي يشهد منذ عدة سنوات أقسى موجات القتل والتدمير.
Leave a Reply