واشنطن – سعيد عريقات
اختبرت صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية «استعداد الديمقراطيين لانتقاد إسرائيل» واستنتجت أن حفنة فقط من المرشحين الـ21 أبدت استعداداً لانتقاد إسرائيل بشكل واضح وبدون تبريرات.
ونشرت الصحيفة سلسلة مقاطع الفيديو، لمقابلات طرحت فيها أسئلة على الطامحين للحصول على ترشيح الحزب الديمقراطي للانتخابات الرئاسية، ومن بين الأسئلة التي طرحت، كان سؤال حول ما «إذا كانت إسرائيل تنفذ المعايير الدولية لحقوق الإنسان»، في ما وُصف كمحاولة لامتحان استعدادهم لإسماع انتقاد لإسرائيل وقالت «إن معظمهم امتنع عن ذلك».
إلا أن مقاطع الفيديو نفسها أظهرت أن الكثير منهم وجّه انتقادات حذرة لإسرائيل أو حضوها على «العودة» إلى المحافظة على حقوق الإنسان.
وأعرب بعضهم من عن قلقهم من إعلان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مؤخراً عن دعمه لتوسيع القانون الإسرائيلي ليشمل مستوطنات الضفة الغربية، وهو ما يُعتبر شكلاً من أشكال الضم الفعلي.
وطرحت الصحيفة على 21 مرشحاً –لم يكن بينهم نائب الرئيس الأميركي السابق جو بايدن، الذي رفض المشاركة– سؤالاً مفاده: «هل تعتقد أن إسرائيل تفي بالمعايير الدولية لحقوق الإنسان؟»، مفسرة «لقد اعتقدنا أن هذا السؤال سوف يختبر استعداد الديمقراطيين لانتقاد إسرائيل، وتبين لنا أن هناك القليل من المرشحين على استعداد لفعل ذلك».
وأوضحت الصحيفة أن «وجهات النظر بين أوساط الحزب الديمقراطي إزاء إسرائيل في تغير مستمر»، وأضافت «لقد أعاد الرئيس ترامب تحديد الدور الأميركي في المنطقة وهناك جيل شاب من الليبراليين والتقدميين في الحزب يشككون في حكمة دعم الديمقراطيين المستمر لسياسات إسرائيل الأمنية ويحتجون على تلك السياسة بدرجات متفاوتة».
ورد السناتور المستقل من ولاية فيرمونت والمرشح اليهودي الوحيد، بيرني ساندرز، على السؤال بالقول، «لدي مخاوف كبيرة حول الدور الذي يلعبه نتنياهو» في تقويض معايير التزام إسرائيل بحقوق الإنسان. وتابع قائلاً إن «دور الولايات المتحدة يجب أن يكون العمل مع جميع الكيانات في المنطقة، بما في ذلك الفلسطينيين، والقيام بذلك بطريقة عادلة».
بدوره، قال رئيس بلدية مدينة نيويورك، بيل دي بلازيو، وهو من أشد أنصار إسرائيل «أعتقد أن إسرائيل لا تعمل لضمان حقوق الإنسان. هناك الكثير الذي يمكن القيام به… لقد ارتكبت الحكومة الإسرائيلية الحالية الكثير من الأخطاء التي أعاقت عملية السلام».
وقالت السناتور إليزابيت وورن من ولاية ماساتشوستس، والتي تحتل الموقع الثاني في السباق وراء بايدن «إن إسرائيل تتواجد في منطقة صعبة للغاية»، وفي الوقت الذي حضت فيه على الحاجة للعمل مع إسرائيل، التي تُعتبر «حليفاً قوياً» و«ديمقراطية ليبرالية»، قالت وورن أيضاً إن على الولايات المتحدة «تشجع حليفنا بالطريقة التي نشجع فيها صديقاً جيّداً على السير نحو مفاوضات سلام».
وأضافت أن «الوضع الحالي غير قابل للاستمرار. قد يكون قابلاً للاستمرار لمدة أسبوع، أو لمدة شهر ولكنه ليس في مصلحة الإسرائيليين أو الفلسطينيين على المدى الطويل».
وكان ساندرز ووورن من بين المرشحين الديمقراطيين للرئاسة الذين أدانوا تعهد نتنياهو، قبل الانتخابات الإسرائيلية في 9 نيسان (أبريل) الماضي، بضم جميع المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية كما أعادا التأكيد على معارضتهما لضم مستوطنات الضفة الغربية في وقت سابق من الشهر الحالي، حيث دعم السناتوران مشروع قرار يدين أي خطة من هذا القبيل.
ووصف رئيس بلدية مدينة ساوث بند بولاية إنديانا، بيت بوتيجيج، سجل إسرائيل في حقوق الإنسان بأنه «إشكالي ويسير في الاتجاه الخاطئ في ظل حكومة اليمين الحالية».
وأضاف: إنني قلق للغاية، وخاصة بعد الحديث مؤخراً عن ضم الضفة الغربية، بأن حكومة إسرائيل تبتعد عن السلام بطريقة تضر على المدى.
وفي وقت سابق من الشهر الحالي، حذر بوتيجيج من أن ضم إسرائيل لمستوطنات الضفة الغربية قد يقابل بتقليص المساعدات الأميركية للدولة العبرية، في حال تم انتخابه رئيساً للولايات المتحدة في عام 2020.
وقال السناتور كوري بوكر من ولاية نيوجيرزي، «لدينا مشكلة الآن في أميركا مع الطريقة التي نناقش فيها المسائل المتعلقة بإسرائيل»، وحث على الاعتراف بالمخاوف الأمنية الإسرائيلية وتعهد بـ«تأكيد كرامة الشعب الفلسطيني وحقه في تقرير مصيره» مؤكداً اعتقاده بأنه «بإمكاننا العودة إلى نوع السياسات التي تؤكد حل الدولتين وحقوق الإنسان».
وقال عضو الكونغرس السابق عن ولاية تكساس، بيتو أورورك، «أدرك أن إسرائيل تحاول أن تفي بالمعايير الدولية لحقوق الإنسان، وأدرك أن بإمكانها القيام بعمل أفضل».
بينما قالت النائبة في الكونغرس عن هاواي، تولسي غابارد، إن هناك «بعض التحديات مع إسرائيل (في سجل حقوق الإنسان) يجب معالجتها».
Leave a Reply