لندن – لطالما أثارت تسريحات نجوم كرة القدم مثل اللاعب الفرنسي بول بوغبا حديث وسائل الإعلام، وذلك لاختلافها وتميزها عن تسريحات الشعر العادية، فهي أكثر «بهرجة» وتنوعا بالألوان، وخطفاً للأنظار، ولكن ما لا يعرفه كثيرون هو أن شاباً عراقياً هو «العقل المدبر» لتلك التسريحات.
أحمد السنوي هو حلاق عراقي شاب، لم يتجاوز الـ29 من العمر، أتاحت له موهبته أن يصبح حلاقاً لنجوم كرة القدم الأوروبية. وبدأ السنوي ممارسة الحلاقة كموهبة في المنزل، بعد أن هاجر مع عائلته من بغداد للعاصمة الإنكليزية لندن في عمر 8 سنوات، ليصقل موهبته بحلاقة شعره بنفسه، ثم حلاقة شعر أفراد عائلته وأبناء الجيران.
وفي عام 2013، قرر السنوي وشقيقه افتتاح صالون حلاقة أطلقا عليه اسم A Star Barbers، قبل أن يحصل على عقد بحلاقة الشعر للاعبي نادي تشلسي اللندني تحت 21 عاماً.
وقال السنوي في حديث خاص لموقع «سكاي نيوز»: «بينما كنت أقوم بحلاقة الشعر للاعبي تشلسي الشباب، تلقيت في يوم من الأيام مكالمة هاتفية من قائد الفريق الأول، جون تيري الذي طلب مني الحضور لمركز التدريب، وحلاقة شعره».
ومن هنا بدأت الحكاية، فبعد حلاقته لشعر قائد المنتخب الإنكليزي السابق جون تيري، بدأ نجوم الصف الأول في تشلسي بطلب السنوي لحلاقة شعرهم.
وبمساعدة وسائل التواصل الاجتماعي، وترويج نجوم تشلسي له، أصبح السنوي شيئاً فشيئاً، الحلاق الأول لنجوم كرة القدم في أوروبا.
وأصبح السنوي كذلك، الحلاق المفضل لدى البلجيكي إيدن هازارد والفرنسيين كيليان مبابي وعثمان ديمبيلي، ونجمي منتخب إنكلترا جيسي لينغارد وماركوس راشفورد، وحتى أساطير اللعبة مثل الفرنسي تييري هينري، ولكن التسريحات الأكثر «جرأة» هي تلك التي يقوم بها السنوي للفرنسي بول بوغبا.
وأوضح الحلاق العراقي الشاب: «جميع تسريحات بوغبا التي تثير الأنظار خلال الموسم قمت أنا بابتكارها، ومنها التسريحة التي حفر عليها وسم «المساواة» (Equal)، وهي الشعار الذي دعا فيه بوغبا لنبذ العنصرية، والتي تحدثت عنها وسائل الإعلام كثيراً».
ولم يفرق المونديال الأخير في روسيا بين السنوي وبين صديقيه النجمين بوغبا وهازارد، حيث تم تعيينه كحلاق رسمي لمنتخبي فرنسا وبلجيكا خلال المونديال.
وعن هذه التجربة بيّن السنوي: «كان شعوراً رائعاً في روسيا، وخاصة عندما أحرزت فرنسا اللقب، ووجه النجمان بوغبا وبينجامين ميندي الشكر لي وأهدياني لقب كأس العالم، خلال فيديوهات نشروها، كان أمراً رائعاً».
وأشار السنوي إلى أنه نجح بإقناع عدد من نجوم الكرة بتغيير تسريحة شعرهم «للأفضل»: «لقد أقنعت دييغو كوستا بقص شعره الطويل، مما جعله يظهر بشكل أفضل، كما أن هازارد كان يحلق شعره بنفسه، ولكن الأمر تغير بعد أن تعرف علي، لقد هذبت له شعره ومنظره كثيراً».
أما عن أسرار اللاعبين، فقال السنوي إن لديه «الكثير منها»، ولكنه رفض الكشف عنها، لأن جميع اللاعبين أصبحوا أصدقاءه على الصعيد الشخصي، كما أن صفة «كاتم الأسرار» هي صفة الحلاق الجيد، على حد وصفه.
وفيما يتعلق ببلده الأم، قال السنوي إن ذكرياته جميلة عن بغداد، فقد عاش طفولة مرحة في التسعينيات، قبل هجرته إلى بريطانيا، مضيفاً «دائماً أخبر اللاعبين أنني من العراق، وعادة ما تكون ردة فعلهم إيجابية تجاه الأمر. لا أخفي أصلي أبدا، ويسعدني أن أعكس صورة جميلة عن العراق».
وعن حلمه القادم، قال السنوي: «أحلم بحلاقة شعر النجمين ليونيل ميسي وكريستيانو رونالدو يوماً ما».
Leave a Reply