براونزتاون – أعلنت شرطة منتزهات هيورون–كلينتون متروبوليتان، الأسبوع الماضي عن توقيف أحد عناصرها عن العمل لإطلاقه عبارات عنصرية بحق أسرة عربية أثناء تواجدها في منتزه ببلدة براونزتاون في جنوب مقاطعة وين.
الحادثة التي وثّقت بعدسة أحد زوار المنتزه أثارت احتجاجات حقوقية في منطقة ديترويت ومطالبات بتأديب الشرطي وعدم التسامح مع سلوكه العنصري.
وكان فيديو مصور، نُشر على الانترنت، مطلع تموز (يوليو) الجاري، قد أظهر شخصاً وهو ينبّه أسرة عربية أميركية –كانت تستجم بمنتزه «ليك إيري»– بأن أحد عناصر الشرطة قد وجه لهم الكلام، قائلاً: «عودوا من حيث جئتم!».
وأظهرت اللقطات شخصين آخرين وهما يسائلان الشرطي، باستغراب: «هل قلت ذلك، حقاً؟»، فيما سأله آخر «وأنت، من أين جئت؟».
وكان جواب الشرطي الذي كان مرتدياً لباسه الرسمي وجالساً داخل سيارة رباعية الدفع: «نعم، لقد فعلت ذلك»، فيما أجاب على السؤال الثاني: «من إيلينوي»، في إشارة إلى المنطقة التي جاء منها.
ووجّهت «الرابطة العربية الأميركية للحقوق المدنية» رسالة إلى قائد جهاز شرطة منتزهات هيورون–كلينتون، مايكل ريز، وصفت فيها سلوك الشرطي بأنه «مخالف» لمهمة الشرطة، وبأنه «مهين» لزوار المنتزه.
وأضافت رسالة الرابطة: «كشرطي يخدم في منطقة تضم أعداداً كبيرة من العرب الأميركيين، فإن تعليقاته تؤدي إلى انعدام ثقة الناس بقيادة شرطة هيورون–كلينتون، وموظفيها، وإدارتها»، وتابعت: «بينما ندافع عن حقوق جميع المواطنين بحرية التعبير، فإن مثل هذه التعليقات العنصرية البغيضة لموظف حكومي، لا يمكن احتمالها، على الإطلاق».
وفي السياق ذاته، دعا المدير المحلي لـ«مجلس العلاقات الأميركية الإسلامية» (كير)، داود وليد، شرطة منتزهات هيورون–كلينتون إلى «إنجاز التحقيقات، بأسرع وقت ممكن، واتخاذ الإجراءات التأديبية المناسبة بحق الشرطي، بناء على نتائج التحقيق».
وأضاف في بيان صدر الجمعة الماضي: «إن اعتذار الشرطي سيكون أجوف، في ظل تصاعد المشاعر المعادية للمسلمين والمهاجرين، وهي المشاعر التي رأيناها على مستوى البلاد، مدفوعة بخطاب وسياسات دونالد ترامب المعادية للأجانب».
من جانبه، أشار ريز إلى أن الشرطي –الذي لم يتم الإعلان عن اسمه– مُنح إجازة إدارية وأنه سوف يبقى موقوفاً عن العمل لحين انتهاء التحقيقات الداخلية.
وأكد على أنه لن يناقش أية تفاصيل أخرى بشأن الحادثة حتى يتم الانتهاء من التحقيق، وقال: «عندما ينتهي التحقيق، سننشر جميع الحقائق، وسوف نكون شفافين في هذا الشأن».
وبحسب ريز، اتخذت الدائرة قرار توقيف الشرطي في اليوم التالي من اطلاعها على الفيديو الذي انتشر عبر مواقع التواصل الاجتماعي بوضعه في إجازة إدارية، لافتاً إلى أن دائرته تبحث عن الشخص الذي قام بتصوير الفيديو، وعن العائلة التي تم استهدافها بالتعليقات العنصرية لاستكمال التحقيقات.
وعلمت «صدى الوطن» أن الشخص الذي تعرض لتعليقات الشرطي العنصرية، يدعى هادي داغر، وكان برفقة أفراد من عائلته في منتزه «لايك إيري» يوم 30 حزيران (يونيو) الماضي عندما وقعت الحادثة.
أما الشخص الذي قام بتصوير الفيديو ونشره على صفحته الشخصية على «فيسبوك»، في الأول من يوليو الجاري، فيدعى فرانك وايت.
وقال ريز لصحيفة «ديترويت نيوز»: «إننا نأخذ الشكاوى المقدمة ضد عناصرنا على محمل الجد، ومن المهم أن يشعر الزوار بالأمان، والاستمتاع بوقتهم»، مشيراً إلى أن دائرة الشرطة لم تتلق أية شكاوى أخرى بشأن تعليقات عنصرية أخرى للشرطي الموقوف، والذي وصفه ريز، بأنه شرطي متقاعد انتسب لشرطة المنتزهات منذ عامين.
Leave a Reply