فارمنغتون هيلز – في تطور لافت حول قضية المراهق السوري الأميركي محمد الطنطاوي، المتهم بقتل والدته في منزل العائلة بمدينة فارمنغتون هيلز صيف 2017، نقضت محكمة الاستئناف في ميشيغن، الأسبوع الماضي، قراراً لمحكمة مقاطعة أوكلاند برفض طلب سلُطات الولاية بانتزاع حضانة شقيقتي المتهم من والدهم رغم تاريخ من العنف المنزلي.
وقالت محكمة الاستئناف في قرارها إنها وجدت عدة أخطاء في كيفية تعامل القاضية فيكتوريا فالنتاين مع القضية، من بينها، تجاهل حوادث عنف منزلي سابقة، مثل شهادة إحدى الابنتين التي أفادت بأن والدتها (ندى حورانية) كانت خائفة للغاية من والدها (الدكتور باسل الطنطاوي) لدرجة أنها جعلتها تنام بينهما في الفراش.
وأمر قضاة الاستئناف الثلاثة بإعادة القضية إلى محكمة مقاطعة أوكلاند وإسنادها إلى قاضٍ آخر، نظراً لموقف القاضية فالنتاين المسبق من وزارة الخدمات الاجتماعية في ميشيغن ومكتب الادعاء العام لمقاطعة أوكلاند.
وحاولت السلطات انتزاع حضانة الطفلتين من والدهما بداعي الحفاظ على سلامتهما، لكن القاضية فالنتاين شككت بدوافع الطلب ورفضته في تشرين الأول (أكتوبر) الماضي، بوصفه محاولة من الادعاء العام لتعزيز الشهود في القضية، من خلال استخدام الفتاتين ضد شقيقهما ووالدهما خلال المحاكمة.
ويواجه المراهق محمد الطنطاوي تهمة قتل والدته وإلقائها من نافذة الطابق العلوي لمنزل العائلة السورية المكون من ثلاث طوابق، لتبدو الجريمة كأنها حادث طبيعي.
ويقول المحققون إن الحادث وقع في 21 آب (أغسطس) 2017. وكان عمر الابن المتهم 16 عاماً، فيما كان عمر شقيقتيه 14 و12 عاماً، وكانتا في المنزل لحظة سقوط والدتهما.
وكشف تقرير الطب الشرعي أن وفاة حورانية لم تنتج عن السقوط، بل نجمت عن تعرضها للخنق ولضربة قوية على الرأس.
العنف المنزلي
في المقابل، يشتبه الادعاء العام بأن تاريخ العنف المنزلي الذي شهدته عائلة طنطاوي، ربما يكون قد لعب دوراً في مصرع حورانية (35 عاماً) عبر تحريض الابن على أمه بسبب سلوكها ولباسها المخالف للتقاليد الإسلامية.
ويقول الادعاء إنه من غير المناسب إبقاء الشقيقتين بحضانة والدهما الذي سبق أن مُنع من الاتصال بهما دون رقيب خلال سير إجراءات الطلاق من زوجته. ويشار إلى أن إحدى الشقيقتين، كانت أول من اكتشف جثة الأم بعد سقوطها من النافذة.
ورفضت القاضية فالنتاين طلب انتزاع الحضانة مشيرة إلى عدم وجود دليل كافٍ على أن الطنطاوي فشل في تقديم الرعاية المناسبة لابنتيه.
لكن قضاة محكمة الاستئناف رأوا في قرار القاضية فالنتاين انحيازاً ضد مكتب المدعي العام ووزارة الخدمات الاجتماعية بالتشكيك بدوافعهما من طلب الحضانة المؤقتة للشقيقتين.
وأجمع القضاة على أن قرار فالنتاين استند إلى أحكام مسبقة، مما لا يؤهلها لمواصلة النظر في القضية التي ستحال إلى قاضٍ آخر في محكمة مقاطعة أوكلاند. وأثنى مكتب الادعاء العام على قرار محكمة الاستئناف، غير أنه رفض الإدلاء بمزيد من التفاصيل حول القضية التي أثارت الرأي العام المحلي ولا تزال معلقة في أروقة المحاكم.
وكان محامي طلاق حورانية، روبرت زيفيان، قد مثل أمام محكمة الاستئناف وأدلى بشهادته حول سلوك باسل الطنطاوي أثناء إجراءات الطلاق من زوجته. وقالت محكمة الاستئناف إنه قدم معلومات كان يجب على فالنتاين أخذها في الاعتبار.
وبحسب شهادة زيفيان، كان الطنطاوي عدائياً بشكل صريح مع موكلته خلال الجلسات المشتركة، وكان يرفض النظر إليها أو الحديث معها واعتبر أنها فقدت إنسانيتها لرفضها ارتداء الحجاب، مما أثار قلق زيفيان على سلامة حورانية، وفق شهادته.
وتشير وثائق المحكمة إلى أن الخلاف استفحل بين الطنطاوي وزوجته بسبب تبنيها لأسلوب الحياة الغربية بعيداً عن تقاليد العائلة السورية الأصل، مما أدى إلى انفصال الزوجين إلى إنهاء إجراءات الطلاق الرسمية التي لم تنجز بسبب مصرع حورانية الغامض.
كذلك قالت إحدى الابنتين في شهادتها أمام محكمة مقاطعة أوكلاند: «أرى ما يفعله أبي عندما يغضب من أمي وأتساءل عما إذا كان سيفعل الشيء نفسه معي إذا كنت أكبر سناً».
وأضافت أن والدها رفض إعادة هاتفها المحمول إليها، بعد استخدامه للتحدث مع جدتها، وهددها بتدميره بنفس الطريقة التي كان يهدد بها والدتها.
ولا تزال قضية الطنطاوي معلقة بانتظار جلسة استماع ستعقد أمام محكمة الاستئناف للنظر بقانونية الأخذ بأقوال الطنطاوي التي أدلى بها للمحققين في شرطة فارمنغتون هيلز عقب اعتقاله في أغسطس 2017.
وقدم الطنطاوي لاحقاً روايات مختلفة للأحداث وهو ما أرجعه محامي الدفاع إلى صغر سن المتهم مطالباً بعدم عرضها أمام هيئة المحلفين في محكمة مقاطعة أوكلاند. ومن المتوقع أن تبت محكمة الاستئناف في المسألة الشهر المقبل.
ولا يزال الطنطاوي محتجزاً في إصلاحية للأحداث بمقاطعة أوكلاند منذ سنتين.
Leave a Reply