ديترويت – تحت شعار «إذا نقاتل ننتصر»، «أقامت الجمعية الوطنية لتقدّم الملوّنين» NAACP مؤتمرها الوطني العاشر بعد المئة، في مدينة ديترويت بين 20 و24 تموز (يوليو) الجاري، بمشاركة قيادات ديمقراطية في الكونغرس ومرشحين رئاسيين بارزين أجمعوا على أهمية الوحدة لمواجهة إدارة الرئيس دونالد ترامب والإطاحة به في الانتخابات الرئاسية المقررة العام المقبل.
وشهدت فعاليات المؤتمر، خطابات لكل من رئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي، وحاكمة ميشيغن غريتشن ويتمر، إضافة إلى السناتورين في مجلس الشيوخ الأميركي عن ميشيغن، غاري بيترز وديبي ستابينو، وأعضاء الكونغرس عن الولاية، ديبي دينغل وبرندا لورنس ورشيدة طليب وسياسيين آخرين.
وشارك في فعاليات المؤتمر حشد كبير من القادة والمسؤولين المحليين بينهم رئيس بلدية ديترويت مايك داغن ومحافظ مقاطعة وين، وورن أفينز وآخرون انضموا إلى احتفالات «الجمعية» التي تأسست عام 1909 للدفاع عن الأفارقة الأميركيين وضمان المساواة السياسية والتعليمية والاجتماعية والاقتصادية بين جميع الأعراق والقضاء على التمييز العنصري.
عنصرية ترامب
في كلمتها، انتقدت السناتورة ستابينو، وزيرة التعليم الأميركية بتسي ديفوس التي تنحدر من مدينة غراند رابيدز بالقول: «أتمنى حقاً لو أنها لم تكن من ميشيغن، لكنني أعتقد أننا يجب أن نعيدها»، في إشارة إلى رفضها للسياسات التي تنتهجها ديفوس في إضعاف نظام التعليم العام لصالح المدارس الخاصة ومدارس التشارتر.
وقالت ستابينو إنه على منظمة NAACP الحقوقية الرائدة في مجتمع الأفارقة الأميركيين، بذل كل الجهود الممكنة للتصدي للعنصرية التي يبثها الرئيس ترامب الذي وصفته بـ«المتنمر».
وحذّرت السناتورة الديمقراطية مجتمع السود مع عودة «سم العنصرية»، محمّلةً الرئيس الأميركي مسؤولية تأجيج الخطاب العنصري في البلاد، وقالت «لقد أعطى دونالد ترامب إذناً للأشخاص الذين اعتادوا الوقوف تحت الملاءات البيض في منتصف الليل (في إشارة إلى جماعة «كو كلوكس كلان» العنصرية)، للوقوف تحت الأضواء وأمام الميكروفونات. وهذا خطأ».
من جانبه، وصف السناتور بيترز انتخابات 2020 بأنها معركة «من أجل روح البلد». ويخوض السناتور معركة إعادة انتخابه بالتزامن مع الانتخابات الرئاسية في خريف العام القادم.
واتهم بيترز ترامب بالسعي لإذكاء الخوف والانقسام بما يخدم مصالحه الانتخابية، «لكننا نعلم في قلوبنا ونفوسنا بأن هذا البلد يكون أقوى عندما نتحد».
كذلك كانت عضو الكونغرس الفلسطينية الأصل، النائبة رشيدة طليب، إحدى نجوم المؤتمر، لاسيما في ظل المناوشات القائمة بينها وبين الرئيس ترامب. وقالت طليب وسط تصفيق حاد من الحضور: «لن أذهب إلى أي مكان، حتى أقوم بإقالة هذا الرئيس».
وبشأن مطالبة ترامب لها ولثلاث مشرعات أخريات من الأقليات، بمغادرة الولايات المتحدة، أوضحت طليب أن الأمر أكبر من «فرقة الأربع» (طليب من ميشيغن، وألكساندريا أوكاسيو كورتيز من نيويورك، وأيانا بريسلي من ماساتشوستس وإلهان عمر من مينيسوتا)، «بل الأمر يتجاوزنا نحن الأربع.. أنتم جميعكم الفريق، ثقوا بي».
من جانبها، لم تتناول رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي، الرئيس ترامب مباشرة في خطابها، مفضلة اقتباس كلمة ملهمة من خطب توماس باين ومارتن لوثر كينغ جونيور، مطالبة بالتعاون والعمل الحثيث من أجل تحقيق العدالة التي نادى بها الآباء المؤسسون، سواء العدالة الاجتماعية أو البيئية أو الجنائية.
وأشارت بيلوسي إلى أن 60 بالمئة من الأعضاء الديمقراطيين في مجلس النواب هم، إما نساء أو ملوّنون أو من مجتمع المثليين والمتحولين جنسياً.
كما شهد مؤتمر NAACP، إقامة ندوة خاصة لمناقشة المخاطر الإضافية التي يواجهها المثليون والمتحولون جنسياً من الأفارقة الأميركيين سواء من الجانب الصحي أو بسبب التمييز ضدهم، لاسيما بعد موجة عنف غير مسبوقة أدت إلى مقتل خمسة منهم خلال الشهرين الماضيين في ديترويت.
عجقة مرشحين
واختتم المؤتمر بإقامة منتدى حواري ضم أبرز المرشحين الديمقراطيين للرئاسة، بينهم نائب الرئيس السابق جو بايدن، وأعضاء مجلس الشيوخ المرشحين بيرني ساندرز (فيرمونت)، كامالا هاريس (كاليفورنيا)، وإيمي كلوبوشار (مينيسوتا)، وإليزابيث وورن (ماساتشوستس)، وكوري بوكر (نيوجيرزي)؛ إضافة إلى وزير الإسكان والتنمية السابق جوليان كاسترو، ورئيس بلدية ساوث بند بيت بوتيجيدج (إنديانا)، والنائب السابق بيتو أورورك (تكساس).
وتعتبر NAACP من أبرز المنظمات المؤثرة في الصوت الإفريقي الأميركي بالولايات المتحدة، ولذلك حرص معظم المرشحين الديمقراطيين الجديين على الحضور إلى ديترويت للمشاركة في المنتدى، رغم أنه من المقرر أن يعودوا إلى المدينة بعد أيام قليلة، للمشاركة في المناظرة التلفزيونية التي ستقيمها شبكة «سي أن أن» على مسرح «فوكس» في وسط المدينة يومي 30 و31 يوليو الجاري.
وتحظى ولاية ميشيغن بأهمية خاصة في الانتخابات القادمة، لاسيما بعد المفاجأة الانتخابية التي حققها ترامب عام 2016 بأنه أصبح أول مرشح جمهوري للرئاسة يفوز بولاية ميشيغن منذ ثمانينيات القرن الماضي، بتفوقه على منافسته الديمقراطية هيلاري كلينتون بفارق لم يتجاوز 11 ألف صوت.
Leave a Reply