آناربر – يواجه أستاذ موسيقى وفنون في «جامعة ميشيغن» بمدينة آناربر، تهماً باغتصاب طالب سابق بولاية تكساس عام 2010 بمساعدة زوجه المثلي، فيما تواجه «جامعة ميشيغن» بدورها، اتهامات بترك الأستاذ «المفترس جنسياً» طليق اليد في حرم الجامعة المرموقة، حيث اعتدى على أحد الطلاب إثر تنويمه في حادثة مماثلة، وفق دعوى قضائية منفصلة قدمت أمام المحكمة الفدرالية في ديترويت.
وفي تفاصيل قضية تكساس، قررت هيئة محلفين بولاية تكساس بتوجيه تهمة الاغتصاب لمغني الأوبرا السابق ديفيد دانييلز (53 عاماً)، وهي جناية تصل عقوبتها إلى السجن لمدة 20 سنة. كذلك وجهت إلى زوج دانييلز –وليام والترز (36 عاماً)– تهمة المشاركة في الجريمة التي وقعت في شهر أيار (مايو) 2010.
وقال المدعي، سامويل شولتز، لوكالة «أسوشيتيد برس» في كانون الثاني (يناير) الماضي، إنه قرر التقدم بالدعوى بعد كل هذه السنوات بهدف تشجيع الضحايا الآخرين الذين يخشون الإبلاغ عن الاعتداءات التي تعرضوا لها ويبقونها طي الكتمان.
وبحسب تقرير الشرطة، كان الضحية طالباً في «جامعة رايس» يبلغ من العمر 23 عاماً، عندما حضر حفل «أوبرا» غنائي ثم توجه على أثره إلى شقة دانييلز ووالترز اللذين قاما بدعوته إلى منزلهما لمواصلة الاحتفال في تلك الليلة.
وقال شولتز إنه تعرض للتخدير بواسطة عقار «أمبيان» المنوّم الذي دس في شرابه الكحولي قبل الاعتداء عليه جنسياً.
من جانبه، قال مات هينيسي، محامي الدفاع عن دانييلز ووليامز، في بيان إن «مزاعم سام شولتز غير صحيحة… وإنه ليس ضحية»، مشيراً إلى أنه قاد سيارته بنفسه إلى شقة الزوجين حوالي الساعة 3:20 فجراً لمقابلتهما بعد ليلة احتفالات صاخبة.
ولفت محامي الدفاع إلى أن شولتز دائماً ما يتجاهل هذا التفصيل في كل مرة يسرد فيها قصته، متسائلاً عن السبب وراء ذلك.
ويبقى دانييلز طليقاً بموجب سند كفالة بانتظار مثوله أمام المحكمة في 19 أيلول (سبتمبر) المقبل.
ولم يبلغ شولتز عن الحادث حتى تموز (يوليو) 2018، حيث باشرت شرطة هيوستن بالتحقيق وعثرت على سجلات طبية بتاريخ حزيران (يونيو) 2010، تؤكد أن شولتز خضع لعلاج طبي جراء إصابات تعرض لها في تلك الليلة. كما اطلع المحققون على ملاحظات طبيب نفسي زاره شولتز بعد الحادث لتلقي العلاج من مشاعر الصدمة والقلق التي انتابته جراء الحادث.
وفي حادثة منفصلة، رفع أندرو ليبيان، وهو طالب سابق بـ«جامعة ميشيغن»، دعوى مدنية أمام المحكمة الفدرالية في ديترويت، ضد الجامعة العريقة لفشلها في منع دانييلز من التحرش به والاعتداء عليه جنسياً بطريقة مشابهة لحادثة شولتز.
وقال ليبيان إن دانييلز دعاه إلى شقته في آذار (مارس) 2017 لمشاهدة سباق سيارات ومناقشة مسيرة الطالب المستقبلية.
ولدى وصول ليبيان إلى الشقة، قدم له دانييلز عدة كؤوس من الخمر إلى جانب عقار «أمبيان» المنوم ليبدأ التحرش به وملامسته بمناطق حساسة، وفق الدعوى.
ولم يتقدم ليبيان بدعوى جنائية ضد أستاذه السابق، مكتفياً بمقاضاة الجامعة أمام المحكمة الفدرالية.
وقالت المحامية ديبورا جوردن، إن دانييلز «كان يتصرف كمفترس جنسي في الجامعة»، لافتة إلى أنه لم تكن لديه أية خبرة سابقة في التدريس، إلا أن «جامعة ميشيغن» تعاقدت معه في خريف عام 2015 كأستاذ في كلية الموسيقى والمسرح والرقص، وقد روجته على موقعها الإلكتروني كـ«نجم كبير» أحيى عروض أوبرا في شيكاغو وسان فرانسيسكو وسانتا فه.
والجدير بالذكر أن دانييلز ووالترز كانا معروفين بعلاقتهما المثلية في أوساط الأوبرا، وقد حظي زواجهما باهتمام كبير عام 2014، وأشرفت على مراسم زفافهما القاضية الليبرالية في المحكمة الأميركية العليا روث بايدر غينسبرغ.
ورغم التهم الصادمة التي ظهرت ضد دانييلز، اكتفت «جامعة ميشيغن» بوضعه في إجازة إدارية مدفوعة الأجر ابتداء من آب (أغسطس) 2018. وتظهر بيانات الرواتب على موقع الجامعة الإلكتروني أن دانييلز حصل على 191,635 دولاراً في العام الماضي.
وفي تصريح لصحيفة «ديترويت فري برس»، قال المتحدث باسم الجامعة ريك فيتزجيرالد، إن الإدارة بدأت عملية إقالة دانييلز في نيسان (أبريل) الماضي، لكنه لم يكشف عما إذا لا يزال يتلقى راتبه دون عمل حتى الآن.
Leave a Reply