فرح حرب – «صدى الوطن»
في الانتخابات التمهيدية للمجلس البلدي بمدينة ديربورن هايتس، تصدّر أعضاء المجلس الثلاثة الذين يسعون لإعادة انتخابهم، قائمة المتأهلين الستة لخوض الانتخابات العامة في تشرين الثاني (نوفمبر) القادم، فيما أسقط الناخبون بمنطقة كريستوود التعليمية مقترحاً بزيادة الضريبة العقارية، بنسبة 3 مِل لمدة 16 عاماً.
وبلغت نسبة التصويت –الثلاثاء الماضي– 27.23 بالمئة، وهي أعلى من نسبة المشاركة في الانتخابات التمهيدية السابقة التي لم تشتمل سباق رئاسة البلدية، حيث أدلى 10,782 ناخباً بأصواتهم من أصل 39,594 ناخباً مسجلاً.
وأسفرت نتائج فرز أقلام الاقتراع الـ27 في المدينة عن فوز رئيسة المجلس البلدي الحالية، ليزا هيكس–كلايتون، بالمرتبة الأولى بواقع 2,212 صوتاً (20.28 بالمئة)، تلاها العضو راي موسكات في المرتبة الثانية بـ1,561 صوتاً (14.31 بالمئة)، ثم العضو العربي دايف عبد الله في المرتبة الثالثة بـ1,425 صوتاً (13 بالمئة).
وجاء ترتيب المرشحين الفائزين من خارج المجلس البلدي، وفق الترتيب الآتي: ستيفن هنري 1,215 صوتاً (11.14 بالمئة)، ولاري هيني بـ1,084 صوتاً (9.94 بالمئة)، وروز تربيبي بـ1,024 صوتاً (9.39 بالمئة).
وكان المرشح العربي جمال بزي أفضل الخاسرين بحصوله على 1,005 أصوات (9.21 بالمئة)، تبعه نيد أبيجيان بـ741 صوتاً (6.79 بالمئة)، ثم نادين جونز التي حلت تاسعة بـ627 صوتاً (5.75 بالمئة).
بزي الذي أقصي من السباق التمهيدي بفارق 19 صوتاً فقط عن أقرب منافسيه (تربيبي)، أكد لـ«صدى الوطن» اعتزامه التقدم بطلب لإعادة فرز الأصوات، وقال: «ستكون هناك عملية إعادة فرز للأصوات في وقت لاحق من الأسبوع المقبل، لأنني أعتقد حقاً بأن خطأ قد حصل في مكان ما». وأضاف: «السبب في أنني أقول ذلك.. هو أن معظم الأصوات الغيابية قد ذهبت لجميع المرشحين.. باستثنائي»، مؤكداً: «أنا لا أتهم مكتب الكليرك، بل أريد فقط إعادة الفرز، للتأكد من إحصاء كل أصوات الناخبين الذين صوّتوا لي».
وهنأ المرشح اللبناني الأصل، الفائزين بالانتخابات التمهيدية الذين «صرفوا أوقاتاً طويلة رغم جداولهم المزدحمة»، على حد تعبيره، كما توجه بالشكر للناخبين الذين حضروا إلى مراكز الاقتراع وأدلوا بأصواتهم، وقال: «الكثير من العرب الأميركيين المقيمين في ديربورن هايتس كانوا في لبنان (خلال فترة الانتخابات)، وقد يكون لذلك تأثير على النتائج».
وأضاف: إن الأشخاص الذين صوتوا هم الذين يهتمون حقاً بمستقبل المدينة، داعياً أعضاء المجلس البلدي إلى العمل معاً من أجل جعل ديربورن هايتس أفضل.
وتابع: «لقد قدنا حملة محترمة، ربحت أصدقاء وأنا ممتن لذلك. لدي أيضاً احترام عظيم لعضو المجلس دايف عبد الله الذي أدار حملة نظيفة، وإنني أتمنى له التوفيق» في انتخابات نوفمبر.
من جانبه، قال عبد الله: «أعتقد أنه من المثير حقاً أن أحظى بثقة السكان، لقد كان شرفاً لي أنني نلت أصواتهم في المرة الأولى (قبل أربع سنوات) لكن انتخابي للمرة الثانية يظهر أنهم سعداء بما أقوم به». وأضاف: «لازالت هنالك انتخابات نوفمبر لنفوز بها، ولكنني متحمس للغاية لثقة الناس، وكل ما يمكنني قوله للمرشحين الآخرين، إنه لمن المشرف حقاً الترشح لحكومة أميركية محلية».
وتابع: «مبروك للذين فازوا، واحترامي لجميع الذين ترشحوا.. إنني فقط أطلب من الجميع الخروج والتصويت، إنه لأمر فظيع أن يكون لدينا إقبال منخفض».
وعزا الوسيط العقاري تدني المشاركة الانتخابية إلى كون انتخابات هذا العام تقتصر على انتخابات جزئية للمجلس البلدي (ثلاثة مقاعد من أصل سبعة)، ولكونها لا تتضمن انتخابات رئاسة البلدية، معرباً عن أمله في ارتفاع نسبة المشاركة في الانتخابات العامة، قائلاً: «أود أن أرى نسبة المشاركة في نوفمبر تقترب من 40 بالمئة، وأود أيضاً أن أرى المزيد من العرب الأميركيين وهم يخرجون للإدلاء بأصواتهم».
هيكس– كلايتون، التي جاءت في المرتبة الأولى، قالت: «إنني أستيقظ كل يوم وأنا أفكر في كيفية جعل المدينة أفضل للسكان»، وأضافت لـ«صدى الوطن» قائلة: «عندما نظرت إلى الأرقام، شعرت بالتواضع، وغرقت بالدموع.. بسبب دعم الناخبين الكبير».
وأكدت: «يشرّفني أن أعمل في الخدمة العامة، عندما أقوم بهذا النوع من العمل، فإنني لا أبحث عن الشكر، لكن نتيجة الانتخابات أكدت لي أن الناس يقدرون ما أقوم به». وأشارت إلى أن الخدمة المجتمعية تحتاج إلى فهم هموم الناس وأن يكون المسؤولون محايدين في تلبية احتياجاتهم، وقالت: «يسعدني أن أكون عضوة في المجلس البلدي، من أجل سكاننا الذين كانت أصواتهم مدوية ومدهشة». وأضافت: «الذين أخدمهم، قالوا كلمتهم.. يوم الثلاثاء».
فشل مقترح مدارس كريستوود
إلى جانب انتخابات المجلس البلدي، تضمنت ورقة الاقتراع مقترحاً بزيادة الضريبة على الأملاك العقارية في المدينة بمقدار 3 مل (٣ بالألف من قيمة العقار الضريبية)، لمدة 16 عاماً، من أجل تمويل مدارس كريستوود العامة التي تخدم أحياء وسط وشمال ديربورن هايتس حيث تتركز الكثافة العربية الأميركية في المدينة.
وقد أدلى 2,143 ناخباً بأصواتهم في الاستفتاء على الزيادة الضريبية التي تستثني أصحاب المنازل المقيمين في عقاراتهم، حيث صوت 56.7 بالمئة ضد المقترح مقابل تأييد 43.3 بالمئة.
وتضم منطقة كريستوود التعليمية خمس مدارس فيها نحو ٣٨٠٠ طالب معظمهم من أصول عربية.
ووصفت عضو مجلس كريستوود التربوي، ناديا بري، نتيجة الاستفتاء بأنها «مخيبة للآمال بشكل كبير» بسبب تدني نسبة الإقبال، وقالت: «إن المشرف العام على المنطقة التعليمية لم تفعل شيئاً للترويج للمقترح»، مؤكدة: «لذلك، سنعود ونحاول تثقيف السكان لكي يدركوا أن المقترح لن يؤثر عليهم سلباً».
زميلتها في المجلس التربوي، العضو كاترينا كريزانك، جاء موقفها مماثلاً لبري، حيث حملت مسؤولية سقوط المقترح لغياب الحملات التثقيفية بشأنه، مشيرة إلى إمكانية إعادة طرح الاستفتاء في انتخابات قادمة.
وأعربت كريزانك عن أملها في التمكن من تثقيف الناس حول المقترح، لافتة إلى أن «العديد من الناخبين ظنوا بأن إقراره سيرتب عليهم زيادة في ضرائب الملكية، وهذا ليس صحيحاً»، حيث كانت الزيادة ستطال أصحاب العقارات التجارية أو الصناعية أو السكنية المؤجّرة.
Leave a Reply