لوس أنجليس – أعلن تحالف يضم 22 ولاية أميركية، بينها ميشيغن، عن رفع دعوى قضائية ضد إدارة الرئيس دونالد ترامب لقيامها بإلغاء القيود التي فرضتها الإدارة السابقة على قطاع الفحم في الولايات المتحدة، مما سيسمح بالإبقاء على محطات إنتاج الطاقة العاملة على الفحم رغم ما تسببه من تلوث بيئي.
ومنذ انتخابه في 2016، سحب ترامب الولايات المتحدة من اتفاق باريس حول المناخ وسعى إلى تفكيك القواعد البيئية الصارمة التي أقرت في عهد سلفه الديمقراطي باراك أوباما، والتي كانت ستؤدي إلى القضاء على صناعة الفحم في أميركا خلال العقد القادم.
وبين أبرز التشريعات التي أقرها أوباما، «خطة الطاقة النظيفة» (كلين باور بلان) التي كانت تهدف إلى إغلاق محطات توليد الكهرباء على الفحم، عبر تحديد انبعاثات الغازات الدفيئة المسموح بها، لحماية الأرض من مخاطر الانحباس الحراري.
إلا أن خطة أوباما لم تدخل حيز التنفيذ عملياً، وقرر ترامب عند توليه السلطة أن يطبق بدلاً منها تشريعاً أقل صرامة هو خطة «الطاقة النظيفة بأسعار معقولة».
وقال كزافييه بيسيرا المدعي العام لكاليفورنيا، الولاية الديمقراطية التي تقود المعركة القضائية ضد سياسة ترامب في مجال المناخ، إن «هذه الحكومة قررت إلغاء “خطة الطاقة النظيفة” وتبني بديل غير فعال لها».
وتقضي الخطة التي يريدها ترامب بأن تحدد كل ولاية أميركية معاييرها الخاصة لمحطات الفحم التي تعمل على أراضيها.
وتنص الدعوى القضائية التي رُفعت أمام محكمة فدرالية في واشنطن، على أن خطة ترامب تناقض الالتزامات القانونية المحددة في الوكالة الفدرالية للبيئة وتقلص فعلياً صلاحيات هذه الهيئة.
وانضمت المدعي العام لولاية ميشيغن، دانا نسل، إلى الدعوى بجانب مدعين عامين ديمقراطيين في 21 ولاية أخرى، وست مدن كبرى بينها نيويورك ولوس أنجليس وشيكاغو.
وكان من المتوقع أن تؤدي سياسات أوباما إلى إغلاق ١٥ محطة لإنتاج الكهرباء على الفحم في ميشيغن بحلول العام ٢٠٣٠.
ورأى حاكم كاليفورنيا غافين نيوسوم أن حكومة ترامب تعمل «للأمد القصير فقط». وأضاف «إنهم يهملون بالكامل الجيل المقبل، عار عليهم».
ويشيد ترامب باستمرار بـ«الفحم النظيف الرائع» ويشكك بنظرية الاحتباس الحراري أو دور الإنسان في تغير المناخ.
ويواجه قطاع الفحم الأميركي أزمة على الرغم من ملايين الدولارات التي تخصص للأبحاث لتحسين إنتاجية المحطات الحرارية.
وتقول وزارة الطاقة إنه بوجود حلول أقل كلفة وأكثر نظافة، أصبح استهلاك الفحم في أدنى مستوى له منذ أربعين عاماً، بينما يزداد عدد المناجم التي يتم إغلاقها، علماً بأن الفحم يبقى المصدر الرئيسي للكهرباء في الولايات المتحدة.
وقال مكتب المدعي العام في نيويورك في بيان إن خطة ترامب تشكل انتهاكاً لـ«قانون الهواء النظيف» كما أنها تحد من قدرة الولايات على التحول من الفحم إلى مصادر أخرى لتوليد الطاقة، والتي وصفتها بأنها «النهج الأكثر فاعلية من حيث التكلفة، والأنجح في السيطرة على انبعاثات الغازات الدفيئة».
من جانبه، قال مايكل عبود، المتحدث باسم وكالة حماية البيئة، إن إدارته عملت بجد لوضع الخطة الجديدة، معرباً عن اعتقاده بأنها ستلقى تأييد المحاكم.
وإلى جانب ميشيغن شملت الولايات المنضمة إلى الدعوى كلاً من: كاليفورنيا، كولورادو، كونيتيكت، ديلاوير، هاواي، إيلينوي، ماين، ماريلاند، ماساتشوستس، مينيسوتا، نيوجيرزي، نيو مكسيكو، نيويورك، نورث كارولاينا، أوريغون، بنسلفانيا، رود آيلاند، فيرمونت، فرجينيا، واشنطن وويسكونسن.
Leave a Reply