بفارق صوت واحد .. تحول تاريخي في قيادة ثاني أكبر مقاطعات ميشيغن
بونتياك – بعد نصف قرن من حكم الجمهوريين، عيّن مجلس مفوضي مقاطعة أوكلاند، الأسبوع الماضي، رئيسَ بلدية مدينة فيرنديل، ديفيد كولتر، كأول محافظ ديمقراطي للمقاطعة خلفاً للجمهوري الراحل أل. بروكس باترسون، وذلك بعد صدام حزبي حاد في جلسة صاخبة انتهت بفارق صوت واحد لصالح كولتر بحصوله على أصوات 11 مفوضاً ديمقراطياً مقابل معارضة جميع الأعضاء الجمهوريين العشرة.
ورغم الاحتجاج عالي النبرة لبعض الأعضاء الجمهوريين على «انتهازية الديمقراطيين»، أصرّ الديمقراطيون على استغلال أغلبيتهم الضئيلة في المجلس لأقصى الحدود، فأقدم رئيس المجلس ديفيد وودورد على سحب استقالته قبل ساعات قليلة من جلسة التصويت، بعدما تبين له أن حظوظه شبه معدومة لخلافة باترسون، ليرجّح بصوته هذا، كفّة مرشح حزبه لانتزاع رأس السلطة التنفيذية في ثاني أكبر مقاطعات ولاية ميشيغن، بعد مقاطعة وين.
وكان وودورد –رئيس المجلس والمفوض الديمقراطي عن مدينة رويال أوك– قد قدم استقالته من المجلس قبل نحو أسبوع في إطار سعيه لتولي المنصب، إلا أنه لم يتمكن من الحصول على إجماع الديمقراطيين أو دعم أي من المفوضين الجمهوريين، مما اضطره إلى سحب استقالته لحماية الأغلبية الديمقراطية التي فرضت في نهاية المطاف كولتر محافظاً لمقاطعة أوكلاند بفارق صوت واحد، في خطوة أثارت استياء واسعاً بين الجمهوريين الذين تكتلوا خلف بقاء نائب المحافظ السابق جيرالد بويسون في المنصب، لإكمال ولاية باترسون التي تستمر حتى نهاية العام 2020.
ولوّح عدد من المفوضين الجمهوريين باللجوء إلى القضاء رفضاً لتعيين كولتر باعتبار أن مشاركة وودورد في التصويت غير قانونية، في حين استند الأخير إلى رأي قانوني يعتبر أن الاستقالة من هيئة تشريعية لا تعتبر سارية إلا بعد التصويت على قبولها من الهيئة المعنية.
مرحلة انتقالية
ورغم السخط الجمهوري، أدى كولتر (59 عاماً)، الاثنين الماضي، قسَم اليمين أمام القاضية شالينا كومار في مقر محكمة المقاطعة بمدينة بونتياك، ليصبح بذلك أول محافظ مثلي الجنس للمقاطعة المحاذية لمدينة ديترويت.
وقال كولتر لحوالي ٢٠ شخصاً حضروا المراسم «سأعقد لقاءات مع الإدارات والموظفين، وأنا حريص على المضي قدماً». وأضاف معلقاً على تصفيق الحضور: «هذا ليس احتفالاً بالنسبة لي.. فأنا أعلم أنه لا يمكن لأحد أن يحل محل بروكس باترسون، ولن أحاول ذلك… لكنني سأبذل قصارى جهدي».
وفور تعيينه، توالت استقالات كبار المسؤولين في الإدارة الجمهورية السابقة، وفي مقدمتهم بويسون، ومديرة الميزانية فاليري فانبلت، ومدير الشؤون المالية روبرت دادو.
وأشار كولتر في تصريحات لاحقة إلى أن تعيينه جاء «لإدارة مرحلة انتقالية»، وليس بهدف إجراء تغييرات جذرية في إدارة المقاطعة. وعلى الرغم من تثمينه عالياً لخبرة المسؤولين المستقيلين، وإبداء رغبته بالاستفادة من خبراتهم الطويلة في المقاطعة، إلا أن كولتر سارع في اليوم التالي من توليه المنصب، إلى تعيين، رئيسة الموظفين في مكتب سكريتاريا الولاية، هيلاري تشايمبرز. نائبةً له خلفاً لبويسون، لتصبح أول امرأة تتولى منصب نائب المحافظ في تاريخ مقاطعة أوكلاند.
وسيستمر المحافظ الجديد في منصبه 16 شهراً، إلى حين انتخاب محافظ أصيل في انتخابات تشرين الثاني (نوفمبر) 2020، دون أن يستبعد كولتر إمكانية ترشحه للاحتفاظ بالمنصب، قائلاً إنه «من المهم تأمين انتقال سلس للسلطة احتراماً لذكرى باترسون».
وكان محافظ مقاطعة أوكلاند السابق قد توفي عن عمر ناهز 80 عاماً قضى منها 27 سنة على رأس السلطة التنفيذية (1993–2019) في المقاطعة البالغ عدد سكانها نحو 1.25 مليون نسمة.
وفارق باترسون الحياة يوم الثالث من آب (أغسطس) الحالي في منزله ببلدة إندبندنس محاطاً بأسرته وأصدقائه المقربين، بعد أشهر قليلة من اكتشاف إصابته بسرطان البنكرياس.
ومن المتوقع أن يطوي رحيل باترسون حقبة سياسية مهمة في تاريخ مقاطعة أوكلاند، باعتباره آخر محافظ جمهوري يتولى قيادة المحافظة الأكثر ثراء في ميشيغن، حيث تشير نتائج الدورات الانتخابية الأخيرة إلى ميل أغلبية متزايدة من الناخبين في أوكلاند نحو الخيارات الديمقراطية، مما يجعل انتخاب محافظ جمهوري جديد للمقاطعة تحدياً صعباً للغاية.
يشار إلى أنه منذ تبني مقاطعة أوكلاند لنظام حكم المحافظ عام 1974، توالى على المنصب محافظان اثنان فقط هما الجمهوريان دانيال مورفي وأل. بروكس باترسون
نبذة عن كولتر
جاء اختيار رئيس بلدية فيرنديل لتولي منصب محافظ أوكلاند، بعد تداول اسمه في الكواليس لحوالي أسبوع تقريباً، وسط انقسامات الديمقراطيين حول اختيار المرشح الأنسب للمنصب، حيث كانت المنافسة محتدمة بين وودورد، وأمين خزانة المقاطعة آندي مايزنر، اللذين كانا أبرز المرشحين لخلافة باترسون، إلى أن تم التوافق على اسم كولتر لتولي المنصب الذي يبلغ راتبه نحو 200 ألف دولار سنوياً.
وأقرّ المحافظ الجديد لوسائل الإعلام بأنه لم يكن يتوقع مغادرة رئاسة بلدية فيرنديل بهذه السرعة، مع الإشارة إلى أنه كان يخطط للترشح في انتخابات 2020 لعضوية مجلس نواب الولاية عن «الدائرة 27» التي تضم مدن فيرنديل وهايزل وبيركلي وأوك بارك وبلزنت ريدج إضافة إلى بلدة رويال أوك.
وكولتر حائز على بكالوريوس في العلوم الاجتماعية من «جامعة ميشيغن ستايت» وشهادة تعليم تنفيذي من كلية «جون أف كينيدي» للعلوم الحكومية بـ«جامعة هارفرد»، كما عمل لمدة 13 سنة في شركة الغاز التابعة لـDTE، قبل أن يتم انتخابه لعضوية مجلس مفوضي مقاطعة أوكلاند عن فيرنديل لأربع دورات متتالية (2003–2010).
وفي 2010، مني كولتر بهزيمة انتخابية يتيمة في سجله السياسي، إثر خسارته السباق التمهيدي للديمقراطيين لعضوية مجلس شيوخ الولاية عن «الدائرة 14»، ليتم بعد ذلك تعيينه رئيساً لبلدية فيرنديل، حيث انتخب للاحتفاظ بالمنصب لأربع دورات متتالية في 2011 و2013 و2015 و2017، لكنه لم يكن ينوي الاستمرار بمنصبه بعد العام 2019.
Leave a Reply