واشنطن، سان بول – جدد الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الثلاثاء الماضي، هجومه على النائبة الديمقراطية المسلمة رشيدة طليب، ووصفها بأنها «معادية للسامية» بعد قرار إسرائيل إلغاء زيارتها إلى الأراضي المحتلة بناء على نصيحة منه.
وقال ترامب في تغريدة عبر «تويتر» إن طليب «تكره إسرائيل وكل الشعب اليهودي… إنها معادية للسامية».
جاء تعليق ترامب في أعقاب مؤتمر صحفي عقدته طليب، النائبة عن ديترويت، مع زميلتها في المجلس إلهان عمر (ديمقراطية عن مينيسوتا)، وانتقدتا فيه إسرائيل بسبب قرار تل أبيب منعهما من الدخول في طريقهما إلى الضفة الغربية.
وفي حين أن طليب أجهشت في البكاء أثناء الكلمة التي أدلت بها خلال المؤتمر الصحفي، رد ترامب عبر «تويتر» معلّقاً: «أنا لا أصدق دموع النائبة طليب.. شاهدت عنفها وجنونها وكلماتها منذ فترة طويلة، وهي الآن تدمع؟».
وأعلنت تل أبيب، رفض زيارة طليب وعمر، إلى الأراضي الفلسطينية لاتهامهما «بالترويج لمقاطعة إسرائيل».
ولاحقاً، أعلن وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي أرييه أدرعي، موافقته السماح لطليب فقط، بزيارة جدتها لكن حسب شروط وضعها، فرفضت طليب إجراء زيارة مقيدة بشروط إسرائيلية تعسفية، وقررت إلغاءها.
وفي تعليقه على تراجع طليب عن زيارة الضفة بسبب «الشروط التعسفية» التي فرضتها تل أبيب، وصف ترامب خطوة طليب بأنها كانت «مسرحية مخططاً لها»، وكتب على «تويتر»: «إسرائيل عاملت النائبة رشيدة طليب ببالغ الاحترام واللطف، وسمحت لها بزيارة جدتها. وما إن حصلت على الإذن، حتى حاولت إبهار الجمهور وأعلنت بصوت عال أنها لن تزور إسرائيل»، في إشارة إلى تقدم طليب برسالة خطية لإسرائيل للسماح لها بزيارة جدتها مقابل تعهدها بـ«عدم الترويج لحركة مقاطعة إسرائيل»، قبل أن تتراجع طليب عن طلبها في غضون ساعات.
واعتبر ترامب أن إسرائيل تصرفت «بشكل مناسب» وتساءل: «ألا يمكن أن يكون ذلك مسرحية»، وتابع: «إنها مسرحية متكاملة، والفائز الحقيقي الوحيد هنا هي جدة طليب، التي لم تعد مضطرة لرؤيتها الآن!».
وبررت طليب رفضها الإذن الإسرائيلي المشروط لها بزيارة الضفة، وقالت: «محاولة إسكاتي ومعاملتي على أنني مجرمة ليس هو الأمر الذي تريده مني (جدتي)». وأضافت: «لقد قررت أن زيارة جدتي تحت هذه الشروط الظالمة تتعارض مع كل قناعاتي حول محاربة العنصرية والظلم والاضطهاد».
المؤتمر الصحفي
خلال المؤتمر الصحفي المشترك مع عمر في مدينة سان بول بولاية مينيسوتا، تحدثت طليب بحرارة، عن ذكرياتها المتعلقة بزيارتها للقدس في الطفولة، وهي تكاد تبكي.
وقالت طليب: «عندما زرت فلسطين للتواصل مع أجدادي والعائلة البعيدة، وأنا طفلة صغيرة، رأيت أمي تمر بمعابر التفتيش غير الإنسانية على الرغم من أنها كانت مواطنة أميركية فخورة».
كما تذكرت طليب أحاديثها الأخيرة مع جدتها التي كانت تنوي زيارتها خلال رحلتها إلى فلسطين.
وحبست طليب دموعها أثناء الحديث عن ذكرياتها ووصف جدتها لها بـ«العصفورة».
وقالت إنها ناقشت مع جدتها «ستي» في مكالمة مشحونة بالعواطف، مسألة الزيارة وحثتها جدتها على عدم قبول القيود الإسرائيلية المهينة.
ونقلت عن جدتها قولها لها: «أنت حلمي الكبير الذي يتجلى… أنت الطائر الحر وكيف تقبلين أن تعودي محبوسة في قفص وأنت التي رفعنا رأسنا بك عالياً عند انتخابك؟».
وحظيت طليب بتضامن لافت من كبار زعماء الحزب الديمقراطي في الكونغرس، إضافة إلى مشرعين جمهوريين اعتبروا قرار إسرائيل بمنعه طليب وعمرا من دخول أراضيها «دليل ضعف، لا يتوافق مع القيم الديمقراطية» التي تمثلها إسرائيل برأيهم.
من جانبها، أشارت عمر إلى أن الولايات المتحدة تقدم مساعدات مالية لإسرائيل كل سنة «على أساس أنها حليف مهم للولايات المتحدة في المنطقة والديمقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط، ولكن رفضها لزيارة عضوين منتخبين في الكونغرس لا يتطابق مع صفتها كحليف».
وأضافت أن من مسؤوليات المشرعين «مراقبة السياسة الخارجية لحكومتنا وما يحدث بملايين الدولارات التي نقدمها كمساعدات».
واعتبرت عمر قرار السلطات الإسرائيلية منعها وطليب من دخول إسرائيل «محاولة للمساس بقدرتنا على أداء وظيفتنا كمسؤولين منتخبين».
وشجعت عمر زملاءها في الكونغرس «على القيام بالزيارة ومقابلة الأشخاص الذين كنا سنلتقي بهم ورؤية الأشياء التي كنا سنراها وسماع القصص التي كنا سنسمعها» عن فظائع الاحتلال الإسرائيلي، مضيفة «يجب أن لا نترك المجال أمام ترامب ونتنياهو مفتوحا لينجحا في إخفاء الواقع القاسي للاحتلال عنا (المواطنين الأميركيين)».
وأضافت أنه على واشنطن وقف المساعدات إلى دولة الاحتلال «لأن قرار إسرائيل لا يتوافق مع كونها حليفة للولايات المتحدة ودولة ديمقراطية».
جدة طليب
من جهتها، جذبت مفتية طليب، جدة النائبة الديمقراطية عن ديترويت، اهتمام وسائل الإعلام الأميركية والعالمية، حيث وجهت انتقادات شديدة اللهجة إلى ترامب، لدوره في الحيلولة دون زيارة حفيدتها إلى الضفة الغربية المحتلة.
وأعربت السيدة المسنة (90 عاماً)، وهي جالسة أمام منزلها، عن استيائها من ترامب، رداً على تصريحه بأنها الرابحة الأكبر من إلغاء زيارة حفيدتها.
وقالت: «ترامب أخبرني أن علي أن أكون سعيدة لأن رشيدة لن تأتي.. الله يهد ترامب»، حسب وكالة «رويترز».
وأكد نجل مفتية وعم رشيدة، بسام طليب، أن والدته لم تر حفيدتها منذ عام 2006 وكانت تنوي ذبح خروف وطبخ الوجبة المفضلة لحفيدتها «ورق العنب» احتفالاً بوصولها.
وأشار بسام إلى أن رشيدة تعتبر جدتها كأنها والدتها الثانية، وتعتقد أنها تدين لها بنجاحها.
وعلى الرغم من التطورات الأخيرة، لا تزال مفتية تأمل في أن تصل حفيدتها إليها، إذ ذكرت: «يقول لي قلبي إنها ستأتي».
Leave a Reply