بدعوى الضجيج وإزعاج الجوار
فرح حرب – «صدى الوطن»
بدعوى تجاوز الحدود المسموح بها للصخب والضوضاء في ديربورن هايتس، قامت شرطة المدينة بإصدار مخالفة بحق منظمي «مهرجان الثقافة والتنوع» الذي استضافه «مركز هايب الرياضي» بين 22 و25 آب (أغسطس) الماضي.
منظمو المهرجان عبّروا عن مظلوميتهم سيما وأنهم استحصلوا على تصريح ساري المفعول، وامتثلوا للقوانين البلدية ذات الصلة، بحسب منسق الفعالية، علي السيد مؤسس ورئيس نادي «هايب».
المهرجان الذي يقام للمرة الأولى، تميز باستضافة عروض فنية ومأكولات من قرابة 16 دولة، تنوعت بين اليابان والهند والمكسيك وبلدان الشرق الأوسط، ونجح باجتذاب آلاف الزائرين الباحثين عن الترفيه والمتعة، والراغبين باستكشاف الثقافات الأخرى والتعرف عليها.
لكن فرحة المنظمين والزوار لم تكتمل، إذ قامت الشرطة بإصدار مخالفة مجحفة بحق المهرجان متذرعة بشكاوى البعض من سكان الجوار ممن أعربوا عن انزعاجهم واستيائهم من الصخب العالي للعروض الفنية والموسيقية.
ولفت السيد إلى أن عناصر الشرطة حاولوا في البداية التشكيك في «قانونية» المهرجان، عبر القول إن المنظمين لم يستصدروا التصاريح المطلوبة لإقامة الفعالية.
وأكد السيد لـ«صدى الوطن»، بأن المنظمين استصدروا تصريحاً باستضافة المهرجان في شهر أيار (مايو) الماضي، والذي يمنح الإذن لـ«هايب» بإقامة الفعالية لمدة أربعة أيام، من الساعة الحادية عشرة صباحاً وحتى الساعة الحادية عشرة ليلاً.
وفي ليلة الجمعة، ٢٣ أغسطس، اشتكى بعض سكان ديربورن هايتس من صخب المهرجان وضجيجه العالي، وأحاطت الشرطة، السيد، علماً بتلك الشكاوى. وفي الليلة التالية، حضر عناصر الشرطة في حوالي الساعة العاشرة مساء وأبلغوه بأنهم حضروا لإغلاق المهرجان.
وأكد السيد بأن الضجيج في تلك الليلة لم يكن عالياً، وقال: «لقد أخبرت الفرق الموسيقية بالتوقف عن متابعة عروضهم، وأبلغت الشرطة أننا على وشك الإقفال في غضون بضعة دقائق».
ولدى سؤاله عما إذا كان المهرجان قد خالف قوانين التنظيم البلدي، نفى السيد أن يكون قد تم قياس الضوضاء موضحاً بأنه «عند الساعة العاشرة والربع، كان قد تم الانتهاء من تقديم العروض الفنية، ولكن الشرطة أصدرت على الفور مخالفة باسمي، وعليها عنوان منزلي، وليس باسم المركز، أو عنوانه»، مؤكداً أن الأمر كان مبيّتاً، وقال: «كانت مخالفة محررة مسبقاً».
وعلى الرغم من أن التصريح يسمح باستمرار الفعالية حتى الـ11 ليلاً، إلا أن الشرطة حررت المخالفة قبل أن يحين موعد الإغلاق، بحسب السيد الذي قال: «لقد تسلمت المخالفة.. وشعر الناس بالغضب.. آلاف المشاركين في المهرجان كانوا غاضبين».
وأضاف: «لقد كان مهرجاناً رائعاً يعزز الوحدة والتنوع من خلال الموسيقى والطعام والمرح في بيئة آمنة، لكننا شعرنا بأنه تمت إهانتنا والتقليل من احترامنا»، مشيراً إلى أن المنظمين أعربوا عن خيبة أملهم لرئيس البلدية دان باليتكو وأعضاء المجلس البلدي، وأن المنظمين كلفوا فريقاً قانونياً لـ«تحدي المخالفة».
وقال: «أعتقد أنه كان على المدينة بأكملها أن تقوم بعمل أفضل، عبر إخبار جميع الإدارات بالفعالية، لمنع حدوث ذلك الالتباس وما نجم عنه».
من جانبه، أكد عضو المجلس دايف عبد الله أن المشتكين من الضوضاء كان ينبغي أن يكونوا أكثر انفتاحاً في أفكارهم ومواقفهم «عندما كان الآخرون يحاولون الاستمتاع بالمهرجان»، وقال: «لا أعتقد أنه كان يجب تحرير تلك المخالفة… وكان على الشرطة أن تتعاون مع «هايب» بدلاً من مخالفته».
ووصف عبدالله، المهرجان الذي نظمه «هايب»، بأنه «مهرجان ثقافي متنوع عرض أكثر من 16 ثقافة متنوعة، وهذا شيء عظيم». وأضاف بأن «هايب» «منظمة رائعة في هذه المدينة، وكان يجب السماح للناس بقضاء وقت ممتع، خاصة مع منظمة كهذه، تساعد حقاً في التقريب بين المجتمعات».
وقال إنه كان حاضراً ليلة الإغلاق، وأن الصخب لم يكن عالياً إلى تلك الدرجة، وأنه «لم يتعد صخب حفل زفاف»، مستدركاً بأنه لم يقم بقياس الضحيح، «لكنه لم يكن شيئاً غير اعتيادي». وأعرب عبد الله عن دعمه الكامل لـ«مركز هايب الرياضي» كمنظمة اجتماعية ورياضية، وثمّن جهودها في خدمة المجتمع المحلي.
وعبر صفحتها على موقع «فيسبوك»، أكدت عضو المجلس البلدي ليزا هيكس–كلايتون دعمها للمهرجان، مشيرة إلى أنها حضرت مع عائلتها حفل الافتتاح. وقالت إن مسألة الضجيج والضوضاء كان يجب أن يُحقّق بها، مؤكدة دعمها «لجميع الفعاليات التي تدعم نمونا واقتصادنا المحلي».
واتصلت «صدى الوطن» بمكتب رئيس البلدية للوقوف على رأيه بما حصل، ولكن تمت إحالتنا إلى دائرة شرطة ديربورن هايتس التي لم تستجب لاتصالات الصحيفة قبل صدور هذا التقرير.
Leave a Reply