عباس الحاج أحمد – «صدى الوطن»
بمبادرة من قنصلية لبنان العامة في ديترويت، غٌرست شجرة أرز في مدينة ديربورن يوم 23 آب (أغسطس) المنصرم، بحضور حشد رسمي واجتماعي، ضم قضاة ومسؤولين لبنانيين أميركيين إلى جانب ممثلين عن العديد من المنظمات اللبنانية والعربية الأميركية.
تخلل الحفل الذي أقيم في الحديقة الأمامية لمقر شرطة ديربورن، كلمات ألقاها كل من قائد الشرطة رونالد حداد، ورئيسة المجلس البلدي سوزان دباجة، والقاضي في محكمة المدينة سام سلامة، وجميعهم من أصل لبناني. وقد أشاد المسؤولون بمبادرة القنصلية العامة، واختيارها لمدينة ديربورن لزراعة شجرة الأرز، مؤكدين على الدلالة الرمزية التي تحملها الشجرة للأجيال القادمة، وارتباطها الوثيق بتراث الوطن الأم، لبنان.
وكان من بين الحضور أيضاً، كل من عضو المجلس البلدي اللبناني الأميركي مايك سرعيني وزميلته في المجلس ليزلي هيريك، إضافة إلى القاضي في محكمة المدينة مارك سومرز والقاضي اللبناني الأميركي في محكمة مقاطعة وين هلال فرحات، إضافة إلى قادة مؤسسات عربية أميركية وشخصيات دينية وإعلامية واقتصادية.
وفي كلمتها، أشارت القنصل العام سوزان موزي ياسين إلى الرمزية التراثية والثقافية لشجرة الأرز «التي لا تتوسط العلم اللبناني وحسب بل تعد شعاراً لصلابة الوطن وصموده أمام المحن والأزمات»، مذكرة بكلمات النشيد الوطني: «مجده أرزه.. رمزه للخلود». وأضافت أن شجرة الأرز تعد كذلك رمزاً «للانفتاح ومد الجسور بين الأمم حيث كانت مادة أساسية استخدمها الفينيقيون للتجارة وتعزيز العلاقات مع بقية الشعوب والممالك».
وشبهت القنصل العام، شجرة الأرز بالمغترِب اللبناني، «فبالرغم من انتماء جذوره إلى لبنان، تنقل بعطاءاته وأثمر في الأرض التي استقر عليها أينما انتشر»، مؤكدةً أن الشجرة التي زرعت في ديربورن هي بمثابة «شاهد على اعتزاز الجالية اللبنانية بهويتها الثقافية من ناحية وبمتانة العلاقات اللبنانية الأميركية من ناحية ثانية».
وكانت القنصلية اللبنانية قد احتفلت في صباح اليوم نفسه، بزراعة شجرة أرز في مدينة برمنغهام، كما قامت بزراعة شجرة ثالثة في «جامعة أوكلاند» يوم الخميس الماضي، 29 أغسطس.
ختامها أرز
في حديث خاص لـ«صدى الوطن»، كشفت القنصل العام أنها أرادت اختتام مهمتها الديبلوماسية في منطقة ديترويت بزراعة أشجار الأرز «علّها تساهم في استحضار المغترب لتراثه بكل فخر واعتزاز بهويته الثقافية»، مؤكدة أن شجرة الأرز ترمز أيضاً إلى «العنفوان والشموخ ورباطة الجأش، وهذا ما نراه في جاليتنا الكريمة، وفي حضورها المدوي في مختلف الميادين».
وحول التفاعل مع المبادرة، قالت: «حظيت مبادرة زراعة الأرز في مدينتي برمنغهام وديربورن بترحيب كبير من المسؤولين المحليين الذين أشادوا بالفكرة وأبدوا كل استعداد للتعاون».
وتابعت «لقد أسعدني جداً الحضور والاهتمام الرسمي إضافة إلى اهتمام أبناء الجالية اللبنانية والعربية والعديد من الأصدقاء الأميركيين الذين شاركوا في احتفالية زراعة الشجرة»، وهو ما وصفته بأنه «مؤشر على إيمان الجميع بقدرة الثقافة على الجمع والتلاقي ومد الجسور»، آملةَ بأن «ينتقل هذا الإيمان إلى الأجيال الجديدة.. لأن في ذاكرتنا الحضارية الكثير مما يبعث على الفخر والاعتزاز بأوطاننا الأم ويثير الفضول لمعرفة المزيد عن تاريخنا وتراثنا».
وعن تجربتها الديبلوماسية في ميشيغن والغرب الأوسط الأميركي عموماً، قالت القنصل العام التي تستعد لمغادرة منصبها في أيلول (سبتمبر) المقبل، «تجربتي المهنية في الولايات المتحدة الأميركية، رغم قصر مدتها الزمنية، كانت فترة حافلة وغنية بالخبرات» وقد شكّلت «مساحة للتواصل والتفاعل مع جالية ذات طاقات كبرى… جالية ملهمة وتعد رصيداً بشرياً هاماً للبنان».
موزي ياسين التي تولت منصب القنصل العام في ديترويت شتاء عام 2018، أشادت باحتضان الجالية اللبنانية لأعضاء البعثة الديبلوماسية «في جو من الالفة والمودة والتواصل البناء»، مؤكدة أنها ستعود إلى لبنان «محمّلة بالكثير من الذكريات الطيبة والصداقات المتينة التي سوف أعتز بها على الدوام».
وختمت بالقول «رسالتي الأخيرة إلى الجالية اللبنانية والعربية الأميركية هي، المحافظة على وحدة الأهداف، وتوحيد مسارات العمل المؤسساتي بما يخدم مصالح الجالية ويعزز حضورها»، مؤكدة على أهمية التعاون من أجل «صياغة أجندة مخصصة للشباب ومعالجة مختلف التحديات التي تواجههم لاسيما مشكلة الإدمان على المواد المخدرة، ومساعدتهم على تحقيق التوازن المنشود بين انتمائهم الأصيل واندماجهم الفاعل في المجتمع الأميركي».
Leave a Reply