براونزتاون – أعادت شرطة منتزهات هيورون–كلينتون، أحد عناصرها إلى الخدمة، في التاسع من آب (أغسطس) المنصرم، بعد توقيفه بشكل مؤقت عن العمل، لإطلاقه عبارات عنصرية ضد أسرة عربية كانت تستجم في منتزه عام ببلدة براونزتاون في جنوب مقاطعة وين.
وقالت الدائرة إن قرار إعادة الشرطي جاء بناء على تحقيقات داخلية خلصت إلى أن تعليقاته «لم تكن عنصرية»، لكنها كانت «غير مهذبة» وحسب.
وكان فيديو مصور، نُشر على الانترنت، مطلع تموز (يوليو) الماضي، قد أظهر شخصاً وهو ينبّه أسرة عربية أميركية في منتزه «ليك إيري»– بأن أحد عناصر الشرطة قد وجه لهم الكلام، قائلاً: «عودوا من حيث جئتم!». وقد أثارت الحادثة التي وثّقت بعدسة أحد زوار المنتزه احتجاجات حقوقية في منطقة ديترويت ومطالبات بتأديب الشرطي وعدم التسامح مع سلوكه العنصري.
وكانت «صدى الوطن» قد كشفت –حينها– بأن الشخص الذي تعرض لتعليقات الشرطي العنصرية، يدعى هادي داغر، وكان برفقة أفراد من عائلته في المنتزه يوم 30 حزيران (يونيو) الماضي عندما وقعت الحادثة. أما الشخص الذي قام بتصوير الفيديو ونشره على صفحته الشخصية على «فيسبوك»، في الأول من يوليو الماضي، فيدعى فرانك وايت.
وأفاد بيان صادر عن شرطة منتزهات هيورون–كلينتون متروبوليتان، بأن شاباً (عربياً) كان يقود سيارةً تحمل لوحة إيلينوي، ويردد بأنه لن يعود إلى المنتزه مرة أخرى، فعلق الشرطي على تصرفاته، قائلاً: إذا كان بإمكانك القيادة بهذه الطريقة في إيلينوي، إذن.. اذهب إلى هناك».
وبحسب التحقيقات، لم تتوفر لدى الشرطة «أدلة مرجحة» لتثبيت الاتهام بأن الشرطي أبدى «تحاملاً لفظياً أو إيمائياً»، فيما يتعلق بالعرق أو الأصل القومي تجاه الأسرة العربية.
وأشار المحضر إلى أنه كان يتوجب على الشرطي أن يفهم بأن الإدلاء بـ«تعليق غير ضروري» من شأنه تصعيد الموقف، طالما أن الرجل وأسرته كانوا يهمّون بمغادرة المنتزه، لافتاً إلى أن الشرطي الذي يعمل لدى دائرة المنتزهات منذ أكثر من عامين، انتهك قواعد السلوك التي تنص على أنه «يجب أن يكون مهذباً ولبقاً، وأن يتحلى بروح انضباطية مثالية».
وخلال مقابلته مع شرطة منتزهات هيورون–كلينتون، أخبر داغر المحققين بأن التعليق –الذي لم يسمعه بنفسه– يطال أصوله الشرق أوسطية، مضيفاً أنه ليست لديه أية رغبة بأذية الشرطي أو طرده من العمل أو إعاقته عن إعالة أسرته، وقال إنه كل ما أراده هو أن تتم معاملته باحترام.
وأكد الشرطي بأن زوجة داغر تقدمت إليه واعتذرت عن سلوك زوجها الذي كان حينها «يعيش يوماً عصيباً بسبب ارتفاع الحرارة، وبكاء طفلهما»، مبدياً استغرابه من فهم تعليقه بأنه عنصري، وقال كان من الممكن أن يُفهم التعليق بأنه عنصري لو لم أقل «إيلنيوي»، في إشارة إلى أنه قال عودوا إلى إيلينوي، وليس عودوا من حيث جئتم.
وفي حين خلصت التحقيقات إلى أن تعليقات الشرطي لم تكن مبنية على العرق أو الأصل القومي، إلا أنها رأت أنه كان من الممكن تجنب الوضع برمته، لو أن الشرطي «اعتمد محاكمة (عقلية) أفضل، ولم يدلِ بأي تعليق على الإطلاق».
وأضافت بأنه لم يكن هنالك «سبب وجيه» للإدلاء بالتعليق، وأن الشرطيين الأكثر تعقلاً وحكمة يتفهمون «البيئة والسياق المحيط بهم» عندما يتخذون أية إجراءات، مشيرة إلى أنه كان يجب على الشرطي أن يفهم بأن التعليق قد يفاقم الأمور.
Leave a Reply