لندن – كشفت دراسة دولية حديثة لتحليل العلاقة بين جينات الوراثة والشذوذ الجنسي –وهي الأكبر من نوعها على الإطلاق– عن أن عامل الوراثة يلعب دوراً في تحديد الميول الجنسية للشخص بنسبة تقارب الثلث، في حين تلعب عوامل اجتماعية أو بيئية دورها في النسبة المتبقية.
وأوضحت الدراسة –التي شملت نحو نصف مليون شخص، ونشرت في مجلة «ساينس»– أن التأثير على الشذوذ الجنسي لا يأتي من جين واحد، بل من عدة جينات، ولكل منها تأثير ضئيل، مما يجعل من المستحيل استخدام الجينات للتنبؤ بالميول الجنسية للشخص.
وحللت الدراسة، البيانات الوراثية لأربعمئة وثمانية آلاف رجل وامرأة من قاعدة بيانات بريطانية كبيرة (البنك الحيوي البريطاني) الذين أجابوا عن أسئلة بين عامي 2006 و2010، عندما كانت أعمارهم تتراوح بين 40 و69 عاماً.
كما استخدم الباحثون بيانات مما يقرب من سبعين ألف عميل (من أصول أوروبية) من خدمة الاختبارات الجينية «23 أند مي» (23andMe) الأميركية.
ووجدت الدراسة الجديدة أن جميع الآثار الوراثية من المحتمل أن تمثل نحو 32 بالمئة بشأن ما إذا كان شخص ما سيكون مثلياً أم لا.
وأثارت الدراسة جدلاً وقلقاً؛ إذ يخشى أنصار مجتمع المثليين والمتحولين جنسياً من استخدام النتائج للإشارة إلى أن الشذوذ سلوك اختياري، وليس قهرياً، مما قد يعزز برأيهم التحيز والتمييز ضد المثليين على أسس علمية.
وتؤكد نتائج الدراسة أن الشذوذ الجنسي ليس أمراً حتمياً في جينات الشخص، وأن عوامل أخرى بيئية واجتماعية وشخصية تلعب دوراً في هذا السلوك.
Leave a Reply