جهاد خير: هذا ما أنجزناه .. وهذا ما نتطلع إلى تحقيقه .. والخلافات بين المغتربين ليست في مصلحة بيت ساحور
أجرى الحوار: وليم سلايطة
تقيم «جمعية بيت ساحور في أميركا» حفل استقبال مساء السبت الرابع عشر من أيلول (سبتمبر) الجاري على شرف رئيس بلدية بيت ساحور في الضفة الغربية جهاد خير، الذي يزور ميشيغن حالياً من أجل تعزيز جسور التواصل بين أبناء المدينة في الولايات المتحدة وكندا والوطن الأم. وعلى هامش الزيارة التقينا مع رئيس البلدية وكان هذا الحوار:
■ حدثنا عن مدينة بيت ساحور؟
– بيت ساحور مدينة «حقل الرعاة»، هي مدينة سياحية تاريخية تقع شرق بيت لحم مهد المسيح وتبعد عنها حوالى كيلومتراً واحداً فقط وفيها ثلاثة مواقع تاريخية سياحية هامة وهي «كنيسة حقل الرعاة» المكان الذي بشر فيه الملائكة الرعاة بميلاد ملك ورسول المحبة والسلام سيدنا المسيح له المجد. والموقع الثاني هو بئر السيدة العذراء وهو المكان الذي حدثت فيه أعجوبة العذراء مريم أثناء عبورها من بيت ساحور إلى الناصرة ومنها إلى مصر. أما الموقع الثالث فهو البلدة القديمة حيث البيوت والمباني التراثية التي تعكس إرث وحضارة وثقافة أهالي مدينة بيت ساحور.
المدينة تعتمد في اقتصادها على السياحة والصناعات الحرفية مثل خشب الزيتون والصدف والتطريز. وتوجد فيها حالياً خمسة فنادق ومطاعم سياحية، وفي غضون السنوات الثلاث القادمة سيتم بناء ثمانية فنادق ومطاعم سياحية جديدة، وذلك بسبب تنامي السياحة الداخلية والخارجية، حيث يصل عدد زوار المنطقة سنوياً إلى ما يقارب من ثلاثة ملايين سائح. تبلغ مساحة بيت ساحور 5,200 دونم ضمن المخطط الهيكلي والتنظيمي للمدينة، وحوالي 8,500 دونم كمساحةكلية شاملة لمناطق «ج»، وهي الأراضي الفلسطينية التي وضعت إسرائيل اليد عليها قبل وبعد اتفاقية أوسلو.
■ كيف هو التوزيع السكاني في المدينة؟
– التوزيع السكاني للمدينة هو كالآتي، 80 بالمئة من السكان مسيحيون، و20 بالمئة مسلمون منهم عائلتان من سكان المدينة الأصليين (شعيبات وجبران) والباقون من اللاجئين ويبلغ عدد سكان المدينة اكثر من ١٥ ألف نسمة والمدينة مقسّمة إلى أريع عائلات رئيسية هي: القزحة والمراشدة والمصالحة والجرايسة. وتتفرع من هذه الحمائل جميع عائلات المدينة وتعتبر عائلات خير وبنورة وقمصية أكبر ثلاث عائلات في بيت ساحور.
■ كيف تصف العلاقة بين المسيحيين والمسلمين في المدينة؟
– تعتبر بيت ساحور نموذجاً للتآخي المسيحي الإسلامي والعيش المشترك بين الطوائف، ويتجسد ذلك بالعلاقات الاجتماعية والنضال الوطني المشترك والزيارات المتبادلة بجميع المناسبات والمهرجانات. وبلدتنا بيت ساحور هي مثال يحتذى في التعددية والتنوع والعيش المشترك.
■ إلى أي مدى يشارك سكان المدينة في مقاومة الاحتلال الإسرائيلي؟
– بيت ساحور تسمى بمدينة العصيان المدني، وذلك لأن أهالي المدينة وبقيادة الشخصيات الاعتبارية والمؤسسات الرسمية فيها، وعلى رأسها بلدية بيت ساحور في فترة رئاسة المرحوم خليل خير بالوكالة رفضت دفع الضريبة للاحتلال الصهيوني وقاموا برمي وتسليم الهويات تحت شعار Notaxation without representation أي لا دفع للضرائب بدون تمثيل وسيادة للشعب، وتعتبر المدينة بجميع سكانها ومؤسساتها نموذجاً للنضال الوطني والعيش المشترك والتآخي.
وكان المرحوم خليل خير في تلك المرحلة رئيساً لبلدية بيت ساحور بالوكالة أثناء سفر الرئيس المنتخب حنا الأطرش لخارج البلاد وكان هو من معه من أفراد القوى الوطنية فرسان العصيان المدني الذي أصبح عنواناً لمدينة بيت ساحور وشعارا تتغنى به المدينة وأهلها وكل الشعب الفلسطيني.
■ متى وكيف أصبحت رئيساً للبلدية؟ وهل انتخبت بعملية ديمقراطية شارك فيها الناخبون من سكان المدينة؟
– لقد أصبحت رئيساً لبلدية بيت ساحور بداية العام 2017وذلك بعد إجراء الانتخابات بعملية ديمقراطية شارك فيها كل أطياف المدينة بفصائلها الوطنية وعائلاتها وتجمعاتها الشبابية والنسائية والمؤسساتية وقد شارك بالانتخابات أكثر من قائمة انتخابية وصل عددها إلى ست قوائم انتخابية وقد حصدت قائمتنا أعلى المقاعد والأصوات وتفوقت بفارق يزيد عن 450 صوتاً عن أقرب القوائم المنافسة. وقد أشرفت على الانتخابات لجنة الانتخابات المركزية والسلطة الوطنية الفلسطينية وممثلون عن قوى الفصائل السياسية والقوائم الانتخابية المتنافسة.
■ يتردد في مجتمع بيت ساحور الاغترابي في ميشيغن وعموم الولايات المتحدة، أن هناك خلافات ونزاعات على رئاسة البلدية، ومنهم من يتهمك بأنك انتزعت الرئاسة بطرق غير ديمقراطية فكيف ترد؟
– لا يوجد صراع على رئاسة البلدية لأن الصراع يعني تنازع طرفين على موضوع واحد، وبحالة المجلس البلدي المنتخب فهو مجلس سيد نفسه وهو صاحب القرار، والقانون فوق الجميع. فالمجلس ينتخب رئيسه وبإمكانه حجب الثقة عنه وانتخاب رئيس جديد إذا رغب بذلك. ولكن إذا قصدتم الأخ مكرم ، فهو تصعيد من طرف واحد فقط، ويعود في الأساس الى تنصل الأخ والزميل مكرم من الاتفاق الأساسي بحركة فتح واعتماد فتح الى اتفاق ثاني لحل الخلاف بحيث تعود فيه تسمية الرئيس لحركة فتح بالتوافق مع أعضاء الكتلة في حال تعذر استلام اي من مرشحي قوائم حركة فتح لرئاسة البلدية . وبالتالي يكون المجلس سيد نفسه بأختيار رئيسه دون أزمة او افتعال للخلافات .لذلك لا يوجد صراع، والأزمة من طرف واحد فقط، وهذا شأن قانوني بحت ولا يحق لأيٍ كان مناقشته واثارة البلبلة فيه ، لأنه بالنهاية ما يختاره المجلس بأغلبية أعضائه هو المعتمد قانونياً ولدى جميع الجهات الرسمية.
■ منذ ترؤسك للمجلس البلدي ما هي أهم الإنجازات التي تحققت في عهدك؟
– على الرغم من كثرة الاحتياجات وقلة الموارد وأزمة السلطة المالية وشح الدعم الخارجي، إلا أن الإنجازات للمجلس البلدي الحالي كبيرة مقارنة بالمجالس السابقة. ومن أهم ما تحقق:أولاً، على صعيد البنية التحتية والتنمية البيئية، تم تأهيل العديد من شوارع المدينة بقيمة ما يقارب 2 مليون شيقل ومن أهمها شارع الرشماوي وشارع اسطيح وشارع المدارس وشارع الجناب وشارع واد أبو سعدى والملوي، وخلال الثلاثة شهور القادمة سيتم تأهيل ستة شوارع رئيسية وفرعية بالمدينة بقيمة تصل إلى حوالي 4 مليون شيقل، جزء منها منحة من الصناديق العربية الإسلامية وصندوق تطوير وإقراض البلديات والحكم المحلي، والباقي تمويل ذاتي من صندوق البلدية. ثانياً، تم تأهيل شبكات الكهرباء واستبدال أعمدة الإنارة على طول ثلاثة كيلومترات من شوارع بالمدينة، وأيضاً تم تركيب شبكات جديدة للصرف الصحي والمياه وتصريف مياه الأمطار بقيمة حوالي مليون ونصف شيقل.
على صعيد التنمية الاجتماعية، تم تأهيل بعض البيوت التاريخية بالبلدة القديمة ضمن إطار رؤية البلدية لحفظ التراث وتوفير فرص عمل لدعم الشباب والمرأة والحرفيين والسياحة وذوي الاحتياجات الخاصة، ومن أهمها: بيت دار عواد ودار قمصية ودار أبو سعدى ودار صبابا وشعيبات وغريب وهي بيوت قديمة تم ترميمها وتجميلها لإحياء البلدة القديمة ودعم المجتمع المحلي بقيمة ما يقارب مليون دولار أميركي. وتم إحياء البلدة القديمة أيضاً من خلال المهرجانات والنشاطات لدعم المنتجات المحلية وإحياء التراث والثقافة والدبكة الشعبية والأزياء الفلسطينية وغيرها، كمهرجان «سوق حكاية» ومهرجان «الرعاة» و«لملمة» و«عيد الميلاد» وغيرها، بقيمة ما يقارب مئتي ألف دولار أميركي.
وعلى صعيد التعليم، تم دعم برنامج رقمنة التعليم والتعلم الذكي بالمدارس بقيمة مئة ألف دولار على حساب صندوق المعارف، وتمت صيانة وترميم المدارس الحكومية وتأهيل ملعب مدرسة خاصة وطراشة مدرستين على حساب بلدية بيت ساحور وصندوق المعارف. وعلى صعيد الصحة، تم توقيع اتفاقية لتمويل مستشفى بقيمة 40 مليون دولار كمنحة من الحكومة الهندية. وقد استطاعت البلدية وبالتعاون مع اللجنة الرئاسية العليا لشؤون الكنائس، بصفتي عضواً فيها ورئيساً للبلدية، بالحصول على 15 دونماً من أراضي بطريركية الروم الأرثوذكس لإقامة مستشفى عليها.
وعلى صعيد المخطط التنظيمي، فإن المدينة تعمل على أساس مخطط معمول به منذ عام 1956 ولم يتم اعتماد غيره قط، لكن مجلسنا البلدي اتخذ قراراً جريئاً منذ انتخابه، وقد عملنا منذ سنة ونصف على وضع مخطط تنظيمي جديد سيتم اعتماده بنهاية هذا العام وسيحدد استخدامات الأراضي بشكل يخدم السياحة وتطوير المدينة برؤية جديدة. وسيتم توسيع المخطط التنظيمي ليغطي كل أراضي بيت ساحور بما فيها مناطق «ج» لتصبح المساحة التنظيمية في بيت ساحور 8,500 دونم، وبالتالي توسيع مساحة المدينة وتحرير الأرض وتأهيل مناطق عش غراب والجناب وجبل هراسا وجبل الديك وإحياء تلك الأراضي كي يتمكن سكان المدينة من الاستثمار والتوسع فيها، وهذا إنجاز وطني كبير سيسجله التاريخ للمجلس الحالي ورئيس البلدية.
على صعيد التنمية الاقتصادية، استطاع مجلسنا إعادة الثقة بالبلدية وبشراكة القطاع الخاص بمشاريع مدرة للدخل ومنها مشروعان أساسيان، الأول مع د. أغلب خوري لعمل مركز تخصصي للعيون، والثاني بـ«عش غراب» لبناء مطعم سياحي وبالتالي رفع إيرادات البلدية وتحقيق الاستدامة المالية للمدينة
وهنالك أيضاً ثلاثة مشاريع أخرى قيد الدراسة بالشراكة بين البلدية والقطاع الخاص، من أجل الاستثمار والتنمية الاقتصادية بالمدينة وخلق فرص عمل جديدة للشباب.
■ ماذا عن الوضع الإداري للبلدية حيث أن هناك العديد من الشكاوى لسكان مدن أخرى في الضفة الغربية من التسيب الإداري والفساد… هل يختلف الوضع عندكم؟
– بما يخص الحكم الرشيد والحوكمة أو الإدارة الرشيدة، فقد عملنا على هيكلية الموظفين وتقييم الأداء حسب نظام موظفي الهيئات المحلية وليس كما كان في السابق كضرائب انتخابية أو تعيينات عشوائية، وأيضاً تبنينا نظاماً مالياً وإدارياً محوسباً لضبط جميع المعاملات المالية الداخلة والخارجة، واعتمدنا نظام موازنة المواطن لإعداد موازنة البلدية والموازنة المقروءة وذلك لأول مرة بتاريخ بلدية بيت ساحور وأيضاً اعتمدنا نظاماً خاصاً للصيانة والتشغيل مع الحرص على شفافية العمل ومنع الفساد وبالتالي تقليل مصاريف البلدية. كذلك لدينا نظام مراقبة لعمل الموظفين، وخلال الشهور القادمة سنحصل على منحة من صندوق تطوير وإقراض البلديات، وبصفتي عضواً في مجلس إدارة الصندوق سنقوم بتحويل عمل البلدية لتكون بلدية إلكترونية.
بالنسبة لدعم المؤسسات، أولا، دعمنا مؤسسة «رفيق الدرب» لذوي الاحتياجات الخاصة بمنحة من خلال «مركز حفظ التراث» لترميم أحد البيوت القديمة لبصبح مقراً ومركزاً رسمياً لها داخل المدينة، والبيت حالياً قيد الترميم. ثانياً، ترميم بيت آخر لدعم السياحة بالمدينة سيكون لمؤسسة «مسار إبراهيم الخليل»، وعمل برامج سياحية لزائري المدينة والمحافظة وسيتم التشغيل من خلال القطاع الخاص. ثالثاً، دعم الاتحاد النسائي بمنحة بقيمة 50 ألف شيقل لتوسعة مطبخ الاتحاد وتحسين الدخل والمنحة مقدمة من مجموعة الاتصالات الفلسطينية ومن خلال البلدية. رابعاً، ترميم وبناء مركز الواحة التشغيلي لذوي الاحتياجات الخاصة وتحويلهم من مواطنين مستهلكين إلى منتجين يعملون بالحرف وخشب الزيتون وماكينات الليزر. خامساً، قمنا بدعم مؤسسة «وساطة» للعمل الشبابي وذلك عبر مشاريع تطوعية لزراعة أشجار وتجميل البلدة القديمة وتنظيم مهرجان «سوق حكاية» الأول والثاني. سادساً، دعم شباب المدينة والحراك الشبابي لعمل نشاطات رياضية مثل دوري العائلات لكرة السلة وكرة القدم وسباق الحرية. سابعاً، تأهيل ملعب كرة قدم في عش غراب والملعب البلدي وتأثيث قاعة النادي الأرثوذكسي بقيمة 70 الف دولار بمنحة مقدمة من وزارة ومجلس الرياضة والشباب. ثامناً، ترميم قاعة كنسية الروم الكاثوليك بمنحة من الصندوق العربي للإنماء الاقتصادي والاجتماعي.
إضافة إلى تمويل العديد من النشاطات والاحتفالات الكبيرة بالمدينة ومنها، إنارة شجرة الميلاد ومهرجان الفرح العظيم، مسيرة العذراء مريم، مسيرة السلام والشموع، مسيرة سبت النور، إفطار رمضان بالشهر الفضيل، أحد الشعانين واحتفالات يوم المرأة وعيد الأم وعيد العمال… إلخ.
ترميم المقبرة الإسلامية أيضاً من إنجازات المجلس الحالي وإعداد خطة لمشروع ترميم مقبرة الروم الأرثوذكس وكنيسة بئر السيدة العذراء.
وبخصوص المشاريع الاستثمارية ضمن الخطة التنموية الاستراتيجية والتي نسعى لتجنيد الأموال لها هي كالآتي:أولاً، بناء خمسة طوابق فوق مبنى المسكة بسوق الشعب ليكون مجمعاً تجارياً سياحياً. ثانياً، ترميم أربعة بيوت قديمة في إطار خطط تشغيلية مع شباب ومؤسسات في المدينة وللحفاظ على التراث والمباني القديمة. ثالثاً، مشروع بيت رعاية للمسنين وتوفير عناية تمريضية مستمرة لهم. رابعاً، تأهيل باقي شوارع المدينة وخصوصاً بمناطق «ج». خامساً، شق وتوسيع ستة شوارع بالمدينة، ثلاثة منها بمناطق «ج». سادساً، إنشاء فندق سياحي بالشراكة مع القطاع الخاص في أرض الموقف الخاص بالبلدية مقابل المنتزه في محيط كنيسة حقل الرعاة. سابعاً، تأهيل المنطقة المهمشة في الجناب ومعالجة المكرهة الصحية فيها وإزالة مخالفات البناء التي خلقها الخارجون عن القانون وتحويلها لقرية شبابية وحديقة عامة وملاعب. ثامناً، بناء خزان مياه احتياطي لتغذية منطقتي هراسا وعشّ غراب.
■ لماذا هذا التباعد والنفور بين أبناء المدينة الواحدة في المجتمع الاغترابي، يقال إن رئاسة البلدية السبب في ذلك؟
– أعتقد أنه لا علاقة لرئيس البلدية بالتباعد أو الخلافات الموجودة بين أبناء المدينة المغتربين وذلك لأن رئيس البلدية هو شخصية اعتبارية تمثل كل المدينة بأطيافها وألوانها المختلفة وليس له علاقة مباشرة أو غير مباشرة بهذا التباعد، بل على العكس فقد بادرت البلديات الثلاث في بيت ساحور وبيت لحم وبيت جالا إلى عقد مؤتمر لأبنائها للمغتربين بهدف توحيدهم ونبذ الخلافات وذلك لأن الهدف واحد، وهو تطوير وبناء البلد والمساعدة في صمود الناس في أرضهم ووطنهم. وأيضاً لزيارتي أنا شخصياً هدف أساسي بتوحيد أهلنا السواحرة بأميركا وليس هناك داعٍ لأي خلاف بينهم لأننا كلنا نحب البلد وهدفنا واحد وخلافاتنا هنا أو هناك لا تحقق أي هدف بل هي خسارة للجميع وللبلد. لذلك، علينا جميعاً أن نضع أيدينا بأيدي بعض لبناء بلدنا وتحقيق مصالحنا العامة بتغليب النحن على الأنا كي تكون أعمالنا ناجحة وبنّاءة، بعيداً عن الأنانية والخلافات والصراعات الداخلية التي لا تصب في مصلحة أحد.
■ يقال إن الأرض المنوي بناء مشروع مركز المسنين عليها هي أرض غير مملوكة للبلدية، وحتى لو كانت البلدية تمتلكها فإن السلطات الاسرائيلية لن تسمح لكم بالبناء عليها، لماذا؟
– بالنسبة لمشروع المسنين تناولته في مناسبات عديدة وتحدثت عنه بالتفصيل وفي حال عدم موافقة السلطات الاسرائيلية فهناك الكثير من البدائل التي ندرسها في الوقت الحاضر ومنها تبرع احد رجالات المدينة المغتربين بقطعة ارض لإتمام المركز وهذا الموضوع لا يقلقنا على الإطلاق . وبهذا الشأن هناك ثلاثة مقترحات سنتحدث عنها بالتفاصيل، مع خرائط مساحة توضح المواقع والتفاصيل الدقيقة للمشروع وبالتأكيد سنطلع اهالى ببت ساحور في اميركا وفي العالم أولا بأول عن كل ما يجد ويستجد .
■ ما هي توقعاتكم من هذه الزيارة؟
– نتطلع إلى بناء علاقة استراتيجية مع المغتربين ومؤسسات المدينة لما فيه مصلحة الجميع. فنحن نريد إشراك أبنائنا المغتربين بصنع القرار وسماع مقترحاتهم لما فيه مصلحة المدينة، وخلق بيئة من أجل التواصل الدائم. كذلك نتطلع إلى تشجيع المغتربين على العودة للمدينة ووضع بصماتهم فيها بالطريقة التي يرونها مناسبة والاستفادة من خبراتهم. وبالطبع نتوقع حسن الضيافة الساحورية الفلسطينية التي تربينا عليها جميعاً وتعلمناها من آبائنا وأجدادنا لأننا نكمل أحدنا الآخر، وهذه أخلاق الساحوري الذي يتمتع بالمواطنة والانتماء العظيم للبلد وأهلها بعيداً عن المصالح الشخصية والخلافات التي لا أساس لها وليست من شيمنا وعاداتنا. أيضاً، نحن هنا ليس لحشد الدعم المالي بقدر الدعم المعنوي وروح الانتماء لنقول لفلسطين وبيت ساحور راجعين يا دار معاً لبناء البلد وتطويرها وخلق جيل صالح قادر على القيادة وتحمل المسؤولية. وهنا اغتنم هذه المناسبة للتوجه بالشكر لجميع المغتربين في مشيغين وكندا والولايات الأخرى والمدن الاميركية على الاستقبال الرائع الحفاوة والتكريم وأيضا للجالية العربية الاميركية في ديربورن وفلنت على كل ما قدموه لنا .
Leave a Reply