ديترويت – مع اقتراب حلول فصل الخريف الذي يبدأ رسمياً في 23 أيلول (سبتمبر) من كل عام، أصدر الموقع الإلكتروني المتخصص بالمواقع السياحية SmokyMountains.com، توقعاته السنوية لموسم تلوّن الأشجار في أنحاء الولايات المتحدة، بما فيها ولاية ميشيغن.
وتتيح تنبؤات الموقع لعشاق الطبيعة وألوان الخريف، فرصة التخطيط مسبقاً لرحلاتهم للاستمتاع بذروة المناظر الطبيعية الخلابة في مثل هذا الوقت من السنة.
ليست هناك طريقة واحدة للاستمتاع بمهرجان الألوان التي تكتسي بها أشجار وغابات ميشيغن ابتداء من أواخر الشهر الجاري. إذ يمكن القيام بجولة شاطئية على متن سفينة أو قارب كاياك، أو الذهاب برحلة برية سواء بالسيارة أو الدراجة الهوائية أو النارية… في الواقع، يمكنك الاستمتاع بمناظر ألوان الخريف سواء توجّهتَ إلى أقاصي شمال الولاية، حيث طريق «أم 22» المشهور وطنياً كمقصد لعشاق تلوّن الأشجار، أو بقيتَ في منطقة ديترويت الكبرى، حيث أنه –حتى في مقاطعة وين الأكثر كثافةً سكانياً– يمكنك الاستمتاع برونق ألوان الخريف، لاسيما في المنتزهات الكبرى مثل «هاينز بارك».
خريطة تفاعلية
أصدر موقع «سكاي ماونتينز» خريطة تفاعلية لموسم تلوّن أوراق الأشجار في كل مقاطعة أميركية على حدة لهذا الخريف، وذلك استناداً إلى بيانات الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي NOAA المتعلقة بالسجلات التاريخية لدرجات الحرارة وهطول الأمطار في كل مقاطعة، إضافة إلى توقعات الطقس الصادرة عن الوكالة لهذا العام. كما أُخذ في الاعتبار كذلك تاريخ تلوّن الأشجار في كل منطقة. ولفت معدّو الخريطة إلا أنها دليل سياحي تقريبي، ولا تعتبر دقيقة بنسبة 100 بالمئة.
وقال ويس ميلتون، وهو أحد مؤسسي الموقع، إنه «على الرغم من أن المفهوم العلمي لكيفية تغيّر ألوان أوراق الأشجار بسيط إلى حد ما، إلا أن التنبؤ بلحظة حدوث ذلك يمثل تحدياً كبيراً»، لافتاً إلى أن العوامل الرئيسية التي تتحكم بذروة ألوان الأشجار هي: أشعة الشمس، وهطول الأمطار، ورطوبة التربة ودرجة الحرارة.
وأضاف أنه «على الرغم من أننا لا نستطيع التحكم في الطبيعة الأم وضمان دقة التوقعات بنسبة 100 بالمئة، إلا أن البيانات التي نعتمد عليها هي على أعلى مستوى، وفي كل عام نقوم بتحسين نموذجنا الحسابي محققين دقة أعلى مع مرور الوقت».
للاطلاع على الخريطة التفاعلية يمكن زيارة الرابط التالي: smokymountains.com/fall–foliage–map
ميشيغن
في ولاية البحيرات العظمى، تشير خريطة «سكاي ماونتينز» إلى أن ألوان الأشجار ستقترب من ذروتها في شبه الجزيرة العليا والأطراف الشمالية من شبه الجزيرة السفلى، مع بداية الأسبوع الأخير من شهر سبتمبر الجاري، والذي يبدأ يوم 28 منه، بينما تكون أوراق الأشجار قد بدأت بالتلوّن جزئياً في وسط وجنوب الولاية.
وبحلول الأسبوع الذي يبدأ في 5 تشرين الأول (أكتوبر)، يصل مهرجان الألوان إلى ذروته في شمال ميشيغن، أما مناطق وسط وجنوب الولاية فتقارب ذروتها في الأسبوع التالي (12 أكتوبر)، حيث تبدأ الأشجار بالتلوّن بكثافة في مقاطعات وين وأوكلاند وماكومب –التي تشكل منطقة ديترويت الكبرى– إلى أن تبلغ الذروة بحلول 19 أكتوبر المقبل.
وفي الأسبوع الأخير من الشهر القادم، تكون معظم مقاطعات ميشيغن قد تجاوزت ذروة الألوان، لتبدأ أوراق الأشجار بعدها بالتساقط معلنة عن قرب بداية موسم الشتاء، مع الإشارة إلى أن المقاطعات الجنوبية الغربية المحاذية لولاية إنديانا هي آخر المناطق التي تتلوّن فيها الأشجار بولاية ميشيغن.
كيف تتلوّن أوراق الأشجار؟
في فصل الخريف تفقد أوراق الأشجار لونها الأخضر، وتكتسب فجأة اللون الذهبي أو البرتقالي أو الأحمر… لكن من أين تأتي هذه الألوان الزاهية؟
الكلوروفيل هي المادة التي تمنح النباتات لونها الأخضر، وهي المسؤولة عن عملية التمثيل الضوئي، ولكن مع انخفاض درجات الحرارة ليلاً، وتجمّد المياه في أوراق الأشجار، تنتفي حاجة الشجرة إلى أوراقها في عملية التمثيل الضوئي. فتدرك الشجرة بأنه حان الوقت للاستعداد لفصل الشتاء، فيتحلل الكلوروفيل ببطء وتتخزن مكوناته في الفروع وفي الجذع. وعندما تستنفد الشجرة كامل الكلوروفيل في أوراقها، تنتهي مهمة تلك الأوراق، فتتشكل طبقة عازلة بينها وبين الأغصان قاطعة عنها إمدادات المياه والغذاء، فتكتسب الأوراق ألواناً مختلفة بحسب الصبغيات الكامنة فيها.
إذ لا تحتوي ورقة الشجر على الكلوروفيل فحسب، بل أيضاً على صبغيات بألوان مختلفة، غير أن اللون الأخضر يمنع عادة ظهور تلك الألوان.
ويمنح صبغ «الكاروتين»، أوراق الأشجار، لونها الأصفر الذهبي أو البرتقالي، فيما يمنحها «الأنثوسيانين» اللون الأحمر.
وبعد تساقطها، تتعفن أوراق الأشجار وتتحلل نتيجة لتفاعلات البكتيريا والفطريات، فتتحول إلى مواد عضوية غنية تغطي التربة لغاية الربيع، حين تستيقظ الأشجار من سباتها مجدداً وتعود لإنتاج الأوراق الخضراء والتمثيل الضوئي من جديد.
Leave a Reply