بعد توالي حوادث السطو المسلح في شرقي المدينة
إيمان جاسم – «صدى الوطن»
بعد توالي عمليات السطو المسلح في شرقي ديربورن، تداعت فعاليات رسمية وأهلية إلى اجتماع مفتوح عقد يوم الأربعاء الماضي في «مركز الحاج جميل» للبحث في سبل مكافحة الجريمة وإحلال الأمن، لاسيما بعد حادثة مقتل الشابة العراقية سجى الجنابي وتكرر حوادث السرقة وإطلاق النار في أحياء المدينة المحاذية لديترويت.
اللقاء جمع مسؤولين في بلدية ديربورن ودائرة الشرطة بممثلين عن الأحياء الشمالية الشرقية بينهم طلاب وناشطون اجتماعيون، في ظل تصاعد مشاعر القلق من الحوادث المتكررة على الرغم من اعتقال الجناة الضالعين بمقتل الجنابي وإحالتهم إلى المحاكمة بتهم جنائية متعددة.
رئيسة رابطة أصحاب المنازل في «حي الأفييشن» APOA، جاكلين زيدان، ومسؤولون في بلدية ديربورن ودائرة شرطتها، شرحوا للأهالي الحاضرين كيفية عمل المدينة على معالجة القضايا المتعلقة بالجرائم والحد منها بقدر الإمكان.
وأكد أعضاء في «اتحاد الطلاب العرب» ASU بـ«ثانوية فوردسون» اهتمامهم بالأسباب التي تدفع الشباب إلى الانحراف وارتكاب الجرائم.
وفي إشارة إلى الجنايات التي ارتكبت في السادس من سبتمبر الماضي، قالت رئيسة الاتحاد الطلابي زينب الهاشمي: «لقد ارتكبت تلك الجرائم من قبل مراهقين، وعلى الرغم من أن الجناة ليسوا من سكان ديربورن، إلا أن الجرائم ماتزال تؤثر على الكثير من شباب المدينة».
ولفتت إلى ضرورة أن تعمل المدينة وشرطتها على انتشال الشباب من الشوارع، ومساعدتهم لكي يندمجوا في المجتمع بطريقة إيجابية وصحية.
مديرة «العمل السياسي» في الاتحاد الطلابي، جنى قبيسي، أكدت على أهمية إقامة الجيران علاقات ودية مع بعضهم البعض، «لكي يشكلوا عائلة واحدة»، موضحة «هذا ما يحتاجه المجتمع». وقالت: «حتى لو لزمنا بعض الوقت لتأسيس روابط لمراقبة الأحياء، إلا أنه يمكنكم القيام بذلك بأنفسكم». وتابعت: «كوّنوا صداقات مع جيرانكم، وإذا ما حدث شيء خاطئ، فسوف يقوم جيرانكم بالتواصل معكم وتنبيهكم، والعكس صحيح».
وخلال الاجتماع، أعرب بعض السكان عن قلقهم من كون بعض شوارع ديربورن وأزقتها غير مضاءة بشكل كاف، وربط بعض الحاضرين بين الجريمة والإضاءة الشحيحة في الجانب الشرقي من ديربورن، فيما أشار آخرون إلى المراسيم البلدية المتعلقة بإنارة الشوارع الداخلية تفادياً لإزعاج نوم السكان ليلاً.
وبحسب المجلس البلدي، فإنه توجد طريقتان لحل المشاكل المتعلقة بإنارة الشوارع الداخلية. تتمثل الأولى باستبدال المصابيح المعطلة، أما الثانية فتتطلب إجراء دراسة للكتل السكنية التي تفتقر للإضاءة الكافية. وفي حال وجدت الدراسة أن المصابيح باهتة للغاية، يتعين على المجلس البلدي إرسال تقارير إلى شركة «دي تي إي» للطاقة ومطالبتها بتحسين الإنارة.
ووفقاً للمسؤولين البلديين، يمكن للمواطنين الذي يعانون من ضعف الإنارة في شوارعهم، التواصل مع «دائرة الأشغال العامة» بالبلدية، ومع المجلس البلدي الذي تناط به مسألة التحقق من جدية تلك المشاكل والعمل على حلها بمراسيم إصلاحية.
وكان التقرير السنوي لدائرة شرطة ديربورن، قد أشار إلى ارتفاع عدد جرائم السطو المسلح في ديربورن من 55 في 2018 إلى 79 في 2019، في حين أشار إلى أن المعدل تناقص بشكل ثابت منذ ثمانينيات القرن الماضي حين كان يبلغ معدل حوادث السطو المسلح حوالي 200 جريمة سنوياً.
وشجعت دائرة شرطة ديربورن الحاضرين على أن يكونوا يقظين وحذرين دائماً مما يجري حولهم، وأوصتهم بإنارة شرفات بيوتهم ليلاً، وتجهيز منازلهم بأنظمة الإنذار، ونصب كاميرات المراقبة، وتقليم الأشجار المحيطة بمنازلهم لتحسين مجال الرؤية. كما تنصح الشرطة بالتأكد من إقفال جميع الأبواب والنوافذ، والاتصال بها فوراً في حال الاشتباه بأمور غير طبيعية.
وأثنى الحاضرون في الاجتماع على جهود شرطة المدينة وتكثيفها للدوريات في الأحياء الداخلية، فيما اقترح البعض تسيير دوريات متخفية إلى جانب الدوريات بسيارات البوليس الاعتيادية.
وحضّت رئيسة رابطة APOA السكان على التواصل مع المجلس البلدي من أجل إيصال مخاوفهم المتعلقة بالأمن والسلامة العامة في أحيائهم، لافتة إلى أنه يمكن للأهالي الحصول على المعلومات المستجدة حول أحياء ديربورن الشمالية الشرقية من خلال تنزيل تطبيق Remind على هواتفهم الجوالة، عبر إبراق رسالة نصية jzeida@ على الرقم ٨١٠١٠.
Leave a Reply