تعيين الحقوقية رولا عون مساعدة قاضٍ في محكمة ديربورن

نِك ماير – «صدى الوطن»

أدت المحامية العربية الأميركية رولا عون، اليمين الدستورية كمساعدة قاضِ (ماجستريت) في «المحكمة ١٩» بديربورن، مساء 18 أيلول (سبتمبر) الماضي، أمام القاضي سالم سلامة.

وكان سلامة قد عيّن المحامية اللبنانية الأصل خلفاً للماجستريت هلال فرحات الذي استقال من منصبه إثر تعيينه قاضياً في محكمة مقاطعة وين من قبل حاكمة ميشيغن غريتشن ويتمر، في 28 آذار (مارس) المنصرم.

عون (31 عاماً)، التي تشغل منصب مدير «الرابطة العربية الأميركية للحقوق المدنية» (آي سي آر أل)، تولت أولى الجلسات القضائية في محكمة ديربورن، بداية الأسبوع الماضي، ووصفت وظيفتها الجديدة بـ«المثيرة للغاية». وقالت في حديث مع «صدى الوطن»: «بكل تواضع، أتشرف بتعييني في هذا المنصب من قبل القاضي سلامة الذي أقدّر جهوده في تنويع القضاة (في محكمة ديربورن)، وكذلك لتعيينه امرأة».

كما وصفت المنصب الجديد بـ«الفرصة العظيمة»، وقالت: «إنه شيء تقدره المحاميات الشابات ويتطلعن إليه، خاصة بوجود عدد كبير منهن في المنطقة».

وأشارت إلى أن طموحها الوظيفي هو أن تصبح قاضية، لافتة إلى أنها لا تتوقع أن «تُسمّى قاضية في المستقبل القريب»، وقالت: «أنا متشوقة، وأشعر بأنني استحق (هذا المنصب)، وآمل أن يكون باستطاعتي التفوق في سلك القضاء في المستقبل».

وأعربت عون عن حماسها لما حققه زميلها القاضي هلال فرحات، وقالت: «أنا اعتبره صديقاً شخصياً. إنه عضو في هيئة أمناء الرابطة العربية الأميركية للحقوق المدنية، إنه شخص مخلص للغاية، وأعتقد أنه سيكون قاضياً استثنائياً».

وأكدت أن تعيين ناشطة حقوقية في محكمة ديربورن يمنح الناس الشعور بالاطمئنان، مضيفة: «الناس سيشعرون بالارتياح عندما يأتون إلى المحكمة وهم يعلمون بأنهم سيمثلون أمام شخص كان ناشطاً في مجال الخدمة العامة وكان يدافع عن الحقوق المدنية للمواطنين».

وشكرت عون عائلتها على الدعم الذي قدمته لها، وخصت بالامتنان والدها، رجل الأعمال شاكر عون الذي وصفته بأنه «القوة الدافعة وراء كل ما أنجزته»، على حد تعبيرها.

كما وجهت الماجستريت الشابة شكرها لزملائها الذين عملت معهم في الماضي. 

وقالت: «لن أسمّي أحداً..لكنني أشكر جميع المشرفين والمحامين الذين كانوا يتصلون ويقدمون الدعم والمشورة.. لقد كان هنالك الكثير من الأشخاص الذين ساعدوني ووقفوا إلى جانبي في جميع الظروف، وإنني أكنّ لهم جميعاً كامل الاحترام والتقدير».

من جانبه، أعرب مؤسس «الرابطة العربية الأميركية للحقوق المدنية»، المحامي نبيه عياد، عن سعادته لتعيين عون كماجستريت في «المحكمة ١٩»، وقال:  «إننا متحمسون لتعيين مديرة رابطتنا في هذا المنصب، ونحن متأكدون من أنها ستضطلع بهذه المهمة بكل كفاءة»، مضيفاً: «بخبرتها وتفهمها، أعتقد أنها ستكون ماجستريت ممتازة، وسوف تشكل رصيداً لمحكمة ديربورن ولسكان المدينة».

والجدير بالذكر أن محكمة ديربورن تضم ثلاثة قضاة، إضافة إلى ثلاثة مساعدي قضاة (ماجستريت).

ولفت إلى أن عون هي «حلقة أخرى في سلسلة المواهب العظيمة التي تتمتع بها الرابطة الحقوقية»، قائلاً: «نحن فخورون ونتشرف بالإنجازات التي حققها أعضاء هيئة الأمناء في الرابطة العربية الأميركية للحقوق المدنية»، مشيراً إلى تعيين سكرتيرة المنظمة، المحامية منى فضل كماجستريت في «المحكمة ٢٠» بمدينة ديربورن هايتس، وتعيين المحامي هلال فرحات قاضياً في محكمة مقاطعة وين.

ولدت عون في الولايات المتحدة، لمهاجرين لبنانيين من الجنوب اللبناني (شاكر ومنى عون)، وقضت السنتين الأخيرتين من دراستها الثانوية في «ثانوية ستار أكاديمي» بمدينة ديربورن هايتس. وبعد التخرج، انتسبت إلى «جامعة ميشيغن»–فرع ديربورن، وتخرجت منها حاملة شهادة البكالوريوس في الشؤون الدولية والعلوم السياسية.

ثم انتسبت إلى «جامعة وين ستايت» حيث درست فيها اللغة الفرنسية، قبل أن تتخرج من «كلية الحقوق» في الجامعة نفسها. وحول طموحها الأكاديمي، قالت: «لقد كانت رغبتي على الدوام أن أدرس القانون، ولم تكن لديّ أية خطة بديلة».