نك ماير – «صدى الوطن»
تحت عنوان «النضال من أجل العدالة»، أحيت «الرابطة العربية الأميركية للحقوق المدنية» ACRL حفلها السنوي الثامن على «مسرح فورد للفنون» بمدينة ديربورن، مساء الخميس الماضي، بحضور مسؤولين منتخبين وحكوميين ونشطاء حقوقيين ومدنيين بمنطقة ديترويت الكبرى.
وتم خلال الحفل تكريم كل من محامي الاستئناف العام بولاية ميشيغن فدوى حمود، و«مجلس العلاقات الأميركية الإسلامية» (كير)–فرع ميشيغن الذي يتعاون الرابطة في مواجهة السياسات الحكومية التعسفية التي تستهدف العرب والمسلمين في الولايات المتحدة.
حمود التي مُنحت «جائزة الشجاعة في الخدمة العامة»، كانت قد دخلت التاريخ كأول مسلمة وأول عربية تتولى ثاني أرفع منصب في مكتب الادعاء العام بولاية ميشيغن، في كانون الثاني (يناير) الماضي. وقد تم تكليفها لاحقاً بمقاضاة المسؤولين في أزمة تلوث مياه فلنت التي استقطبت الكثير من الاهتمام والجدل على المستوى الوطني.
وبعد تسلمها للجائزة، تحدثت المحامية اللبنانية الأصل عن أهمية الوحدة في مواجهة التحديات المشتركة، وقالت: «شكراً لكم على جمعنا هذا المساء، من أجل قضية مشتركة»، لافتة إلى أن التنوع العرقي والثقافي في الولايات المتحدة «هو قدرنا» وأنه «أعظم ميزة لدينا».
وأضافت: «هذه هي القوة التي يجب أن نستفيد منها خلال النضال من أجل الدفاع عن حقوقنا وحرياتنا من الهجوم المستمر».
من جانبها، تسلمت الناشطة في منظمة «كير–ميشيغن»، أيمي دوكور، «جائزة الإنجاز في الحقوق المدنية»، حيث تعهدت بأن تواصل المنظمة جهودها من أجل الدفاع عن حقوق المهاجرين والعرب والمسلمين الأميركيين.
وكانت الرابطة الحقوقية و«كير» قد عملتا معاً في العديد من القضايا ومن ضمنها العمل على إزالة أسماء أفراد عرب ومسلمين أبرياء من قائمة «حظر الطيران»، كما عملت المنظمتان على مساءلة الوكالات الحكومية حول المعايير المعمول بها لإدراج عشرات الآلاف على القائمة بدون مبررات واضحة.
ودعا عضو هيئة الأمناء في «الرابطة العربية الأميركية للحقوق المدنية»، القس ويندل أنتوني، الحاضرين إلى إسماع صوت المسحوقين والمهمشين، كما حثهم على الاحتفاء بذكرى داعية الحقوق المدنية الدكتور مارتن لوثر كينغ، مستحضراً واحدة من عباراته الشهيرة التي تقول: «في النهاية، لن نتذكر كلمات أعدائنا، بل صمت أصدقائنا».
المتحدثة الرئيسية في الحفل، كانت النائب الديمقراطية في الكونغرس الأميركي عن ولاية مينيسوتا بيتي مكّولوم التي تقدمت –في الآونة الأخيرة– بمشروع قانون في مجلس النواب الأميركي يحظر على إسرائيل استخدام المساعدات المالية الأميركية، المقدرة بمليارات الدولارات سنوياً، في اعتقال واستجواب وسجن الأطفال الفلسطينيين.
ورغم تراجع النائبة في الكونغرس الأميركي ديبي دينغل (ديمقراطية–ديربورن) عن دعم مشروع القرار الذي حمل الرقم 2407 إلا أن مكّولوم وصفت دينغل (التي كانت حاضرة في الحفل) بـ«القائدة المحترمة جداً في الكونغرس»، مشيدة بجهودها وجهود زميلتها النائبة العربية، الفلسطينية الأصل، رشيدة طليب (ديمقراطية –ديترويت) في الدفاع عن العدالة.
كلمة مكّولوم تمحورت حول موضوع النضال من أجل المساواة في الحقوق، وأهمية مساءلة الحكومة و«البقاء يقظين»، وقالت: «إن حماية الحقوق المدنية للعرب الأميركيين، تعني حماية حقوق جميع الأميركيين».
وتحدثت النائبة الديمقراطية باستفاضة حول دوافعها من أجل الدفاع عن حقوق الفلسطينيين، مشيرة إلى أنها حين قرأت مشروع «قانون مكافحة الإرهاب الفلسطيني لعام 2006»، افترضت أنه «لن يكون مقبولاً» من قبل زملائها المشرعين. وقالت: «ولكن ما حدث هو أنني كنت واحدة من عضوين صوّتا ضد مشروع ذلك القانون المتطرف»، الذي أقر قطع المساعدات عن سكان فلسطين المحتلة.
وأشارت إلى أن تصويتها ضد مشروع القرار، قد أثار حفيظة «لجنة الشؤون العامة الإسرائيلية الأميركية» (آيباك)، وقالت: «بعد ساعة من تصويتي، تلقى مكتبي مكالمة من أحد ممثلي «آيباك»، وقيل لي إن دعمك للإرهابيين ستكون له عواقب».
وأضافت: «لقد قالوا إنني سأخسر الانتخابات المقبلة، ولكنني في ذلك اليوم، أرسلت خطاباً لـ«آيباك» أخبرتهم فيه أن المنظمة لن يكون مرحباً بها إذا لم أتلقَ اعتذاراً مكتوباً». وتابعت: «لم يأتني أي اعتذار، ولكن الرسالة تسربت إلى وسائل الإعلام، وبعدها قامت «آيباك» بإنكار كل ما حدث».
بعد حادثة «آيباك»، تمكنت مكّولوم من التواصل مع الجماعات المؤيدة للعرب والفلسطينيين في جميع أنحاء البلاد، وبدأت بتثقيف نفسها حول قضايا العالم العربي وقامت بزيارة عدة بلدان عربية، كانت بينها فلسطين المحتلة.
وتحدثت مكّولوم في كلمتها ضد السياسات المثيرة للخلاف والضعائن، لافتة إلى أنها لاحظت «تشابهاً رهيباً» بين مواقف الرئيس دونالد ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وتعهدت بمواصلة النضال من أجل فلسطين والحقوق المدنية للمهاجرين والعرب الأميركيين في الولايات المتحدة. وقالت: «لم أحصل على اعتذار مكتوب، لكنني لم أتراجع أبداً.. لقد بدأت العمل على تعزيز الحقوق الفلسطينية منذ ذلك الحين».
Leave a Reply