واشنطن – أبلغ البيت الأبيض، الكونغرس بأنّه يرفض التعاون مع التحقيق الجاري بشأن احتمال إطلاق إجراءات لعزل الرئيس دونالد ترامب، معتبراً أنّ هذا التحقيق يفتقد إلى الشرعية الدستورية.، وأنه محاولة لإلغاء نتائج انتخابات 2016 وحرمان الأميركيين من الرئيس الذي اختاروه بحرية.
وفي رسالة من ثماني صفحات وقّعها محامي البيت الأبيض بات سيبولوني، رفض الأخير التحقيق الجاري في مجلس النواب والهادف إلى كشف ما إذا استغلّ ترامب منصبه بطلبه من أوكرانيا فتح تحقيق يطاول جو بايدن، المرشّح الديمقراطي الأوفر حظاً لمواجهته في الانتخابات الرئاسية المقبلة.
وقال سيبولوني في رسالة بعثها إلى الرئيسة الديمقراطيّة لمجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي إن «تحقيقكم يفتقد إلى الأسس الشرعية الدستورية وأدنى مظاهر الحياد»، مضيفاً أنه في ظل هذه الظروف «لن يسمح الرئيس ترامب لإدارته بالمشاركة في هذا التحقيق المنحاز».
واحتج البيت الأبيض خصوصاً على عدم إجراء مجلس النواب تصويتاً رسمياً لإطلاق التحقيق، بينما باشرت اللجان الفرعية بطلب الشهود وإصدار مذكرات استدعاء.
وتابع محامي البيت الأبيض «نأمل، على ضوء الثغرات الكثيرة التي رصدناها في إجراءاتكم، أن تتخلوا عن جهودكم الحالية الباطلة والرامية إلى إطلاق إجراءات العزل وأن تنضموا إلى الرئيس في التركيز على الأهداف الكثيرة التي تهم الأميركيين».
وبدأ الديمقراطيون الذين يسيطرون على مجلس النواب –في 24 أيلول (سبتمبر) الماضي– تحقيقاً لعزل ترامب بشبهة أنه طلب من نظيره الأوكراني فلاديمير زيلينسكي التحقيق حول خصمه السياسي جو بايدن، وابنه هانتر بايدن المشتبه بتورطه في قضايا فساد بشركة غاز أوكرانية كان يعمل فيها بالرغم من افتقاده لأية مؤهلات أو خبرة سابقة في مجال الطاقة.
وتفجرت القضية في أعقاب شكوى سرية من موظف في الاستخبارات الأميركية بشأن محادثة هاتفية بين ترامب وزيلنسكي في 25 تموز (يوليو) قال فيها المبلّغ السري إن الرئيس الأميركي ضغط على نظيره الأوكراني لإعادة فتح تحقيق بشأن فساد هانتر بايدن.
من جهته، هاجم الرئيس ترامب، الحزب الديمقراطي متهماً رئيسة مجلس النواب بالخيانة، ومنافسه المحتمل جو بايدن بالفساد.
كما هاجم ترامب رئيس لجنة الاستخبارات في مجلس النواب آدم شيف الذي يقود التحقيقات بشأن عزله، متهماً إياه بتلفيق كلام على لسانه.
وقال إن «شيف خدع الشعب الأميركي، لقد اختلق نص المكالمة… المكالمة كانت مثالية ولكن شيف اختلق مكالمته، وثبت لاحقا أن المبلّغ كان متواطئاً مع الديمقراطيين وكان يعمل مع أحد خصومي الذي يمكن أن أخوض الانتخابات ضده، كل المسألة عبارة عن عملية احتيال، وربما تصل إلى المحكمة العليا لا أعلم».
وكان شيف قد قال للصحافيين الثلاثاء الماضي تعليقاً على منع إدارة ترامب، السفير الأميركي لدى الاتحاد الأوروبي غوردون سوندلاند من الإدلاء بشهادة في إطار التحقيق: «نعتبر عدم السماح بمثول هذا الشاهد دليلاً إضافياً على عرقلة الوظائف الدستورية للكونغرس».
كذلك صوب ترامب على بيلوسي قائلاً إنها قد تكون مدانة بالخيانة بسبب ما وصفه بعلمها بتلفيق شيف لمكالمته الهاتفية مع رئيس أوكرانيا.
وقال ترامب على «تويتر» «نانسي بيلوسي كانت تعرف كل أكاذيب آدم شيف الكثيرة وعمليات التحايل الكبيرة التي ارتكبها على الكونغرس والشعب الأميركي».
من جانبها، قالت بيلوسي الثلاثاء الماضي في بيان صحفي إن إعلان البيت الأبيض رفضه التعاون هو «ببساطة محاولة أخرى لإخفاء الحقائق حول الجهود المشينة لإدارة ترامب للضغط على قوى أجنبية من أجل التدخل في انتخابات 2020».
أما بايدن فقد أعرب صراحة عن دعمه لعزل ترامب من منصبه، قائلاً إن الرئيس «حنث باليمين الدستورية التي قطعها على نفسه عند تولي الرئاسة وخان وطنه وارتكب أفعالا تستلزم عزله» دون ذكر تفاصيل إضافية.
وعلق ترامب على تصريح بايدن قائلاً: «إن بايدن يسقط كالصخرة وهناك تسجيل له في قضية فساد، لا أعتقد أنه سيخرج من هذه الأزمة، إنه لم يعد في مقدمة السباق الديمقراطي، أشعر بالأسف له، أُمسك به وهو متلبس، ولو حدث هذا لجمهوري لأخذوه إلى الكرسي الكهربائي، فهناك معايير مختلفة».
وأضاف «ما قاله على الفيديو، الإعلام الزائف لا يريد أن يسمعنا إياه، إنه شيء محزن ما يحدث له، إنه يغرق وحملته الانتخابية تغرق»، وذلك في إشارة إلى تصريحات أدلى بها بايدن أمام «مجلس العلاقات الخارجية» حول تهديده الرئيس الأوكراني السابق بحرمانه من قرض ميسر بقيمة مليار دولار في حال لم يطرد المدعي العام الذي كان يحقق في فساد شركة ابنه، في غضون ست ساعات، وهو ما حصل، بحسب ما قاله بايدن في الفيديو.
وغرّد ترامب عبر «تويتر» قائلاً: «بالمناسبة، أحب أن أخوض الانتخابات ضد جو بايدن… لكني لا أظن أن هذا سيحدث. جو النعسان لن يتمكن من بلوغ خط البداية، وبالنظر إلى كل الأموال التي ربما حصل عليها مع عائلته عن طريق الابتزاز، يجب على جو أن ينسحب».
Leave a Reply