ديربورن – «صدى الوطن» – أقيم مساء الأربعاء الماضي الحفل السنوي الأول لمنظمة «الندوة للفكر الحر»، في المتحف العربي الأميركي بمدينة ديربورن وسط حضور حاشد ومتنوع من أبناء الجالية في منطقة ديترويت الكبرى.
المنظمة الحديثة تعرّف عن رؤيتها بما يلي: «الندوة هي منظمة غير ربحية، تتلخص رؤيتها بتعزيز الفكر النقدي والإبداع الفني والأدبي واحتضان التفكير المبني على العقلانية في المحيط الذي نعيش فيه».
الحفل الذي تخلله عشاء «بوفيه»، قدمته الشاعرة روى زيناتي التي ألقت قصيدة بعنوان «الفكر الحر»، قبل أن يلقي الزميل عباس الحاج أحمد كلمة باللغة العربية مستعرضاً هموم الشباب العربي الأميركي وتطلعاته.
وفي إطار حثه على ضرورة مواكبة تطور العصر قال الحاج أحمد: «انظروا إلى الشركات الرائدة في العالم سنة 2006، كانت في الطليعة خمس شركات طاقة، وشركة تكنولوجيا واحدة هي «مايكروسوفت». وبعد عشر سنوات فقط، انعكست الآية تماماً. فأصبحت خمس شركات تكنولوجيا، وشركة طاقة واحدة!».
وأضاف «هذا التغيير الكبير عنوانه البيانات والمعلومات والذكاء الاصطناعي… وما بين هموم بلادنا ومجتمعاتنا وسياساتنا وما بين ثورة التكنولوجيا العالمية يظهر إكسير الصراع في مكان واحد. وهو العقل». وتابع قائلاً: «من أجل الابتكار لا بد لهذا العقل من أن يكون حراً. لذلك كانت ندوتنا للفكر الحر».
وفي كلمته باللغة الإنكليزية، عرض وسام شرف الدين، القيم الأساسية التي تقوم عليها المنظمة، قائلاً: «نحن نقف مع العقل، مع التقدم، احتراماً لجميع المكتبات والكتب التي أحرقت… نقف للعلماء والكتاب والفنانين في العالم، وخاصة في العالم العربي حيث يتعرضون للتهديد أو العزلة أو الطرد أو السجن أو التعذيب أو القتل بسبب تفكيرهم الحر أو تعبيرهم الحر… لابن سينا، ابن رشد، أبو العلاء المعري، نقف ليعقوب بن إسحاق الكندي، نصير الدين الطوسي، جابر بن حيان، عبد الله بن المقفع، الذي صلب وشوي أمام الناس بسبب أفكاره.. نقف لكل مفكر ديني أو علماني تعرض للاضطهاد بسبب تفكيره الحر، لفرج فودة ومهدي عامل، لعلي الوردي وعلي شريعتي، نقف لنجيب محفوظ ، العربي الوحيد الذي فاز بجائزة نوبل للآداب، والذي تعرض للطعن في الرقبة بسبب تهمة التجديف. نقف لفدوى طوقان، لمنال الشريف، للجين الهذلول، لنوال السعداوي ، لياسمين العرياني، لجميع سجناء الرأي في كل مكان، لجميع المحرومين من الحق الأساسي في تقرير المصير وجميع الذين يعانون من الفصل العنصري والأزمات الإنسانية المستمر لرمز الصمود والمقاومة، فلسطين».
ومن ثم ألقت المتحدثة الرئيسية في الحفل مديرة المتحف العربي الأميركي الدكتورة ديانا أبو علي كلمتها مشيرة إلى أهمية عمل الجمعيات الثقافية وضرورة انخراطها بنشاطات المتحف.
واختتم الحفل رئيس المنظمة الأستاذ الجامعي عون جابر، بكلمة شكر قال فيها: «إن التنوع في مشارب وانتماءات الحضور الكريم في هذه القاعة، لهو أكبر دليل على أن الثقافة والحضارة والتراث وكل ما يجمعنا يفيض ويغمر كل الحدود التي صنعتها قوى التخلف والاستبداد وقوى التعصب الظلامي».
وحثّ جابر، الحضور وأبناء الجالية عموماً على الانخراط بالنشاطات الثقافية، داعياً الجميع إلى المشاركة في أمسية شعرية باللغة العربية للشاعرة دنيا ميخائيل، ستقيمها «الندوة» بالتعاون مع «منتدى الرافدين».
وفي برنامجها لشتاء 2020 تستضيف «الندوة»، المؤرخ والأكاديمي الفلسطيني الأميركي الدكتور رشيد الخالدي لمناقشة أحدث مؤلفاته حول القضية الفلسطينية. كما تستضيف المفكر والمؤرخ وعالم الاجتماع اللبناني الدكتور أحمد بيضون في ربيع 2020 .
كذلك أشار جابر إلى أن «الندوة» تعمل أيضاً لاستضافة الشاعر محمد علي شمس الدين والشاعرة عناية جابر في أمسية بعنوان «قصيدة ونغم»، إلى جانب إقامة ندوة شعرية تجمع الشاعرة زينب عساف مع الشاعر أبو مدين الساحلي.
وفي الإطار الاجتماعي، قال جابر إن «الندوة» تعمل أيضاً على تنـظيم لقاء مفتوح لمناقشة وباء الإدمان المستفحل في أوساط الشباب بمشاركة مختصين.
والجدير بالذكر أنه تم الإعلان عن تأسيس «الندوة» قبل أشهر خلال أمسية شعرية أحياها الشاعر شوقي بزيع.
وتخلل الحفل أيضاً عرض فيديو من إعداد وتصوير حسن بزي يقدم رؤى وشهادات لعدد من ناشطي الجالية العربية الأميركية.
واختتمت الأمسية مع الفنان زياد نصر وفرقته الذين قدموا ألحاناً وأغاني لمارسيل خليفة، سيد درويش، والشيخ إمام وغيرهم، إضافة إلى مقاطع تراثية أثارت حماسة الحضور لأداء رقصة «الدبكة» الفولكلورية.
Leave a Reply