ديترويت – أعلنت النائبة رشيدة طليب الأحد الماضي عن دعمها لحملة السناتور بيرني ساندرز للرئاسة 2020، في تجمع حاشد ضم حوالي 4,500 شخص في ثانوية «كاس» بمدينة ديترويت، وخيم عليه خبر وفاة عميد الكونغرس الراحل جون كونيرز.
وافتتحت النائبة الفلسطينية الأصل، كلمتها بالطلب من الحضور بالوقوف دقيقة صمت احتراماً لمسيرة كونيرز، الذي توفي عن عمر ناهز 90 عاماً، قضى منها 53 عاماً ممثلاً عن ديترويت في مجلس النواب الأميركي، قبل استقالته عام 2018 على خلفية اتهامه بالتحرش الجنسي من قبل عدة مساعدات سابقات له، في إطار حملة «مي تو» (أنا أيضاً) التي أطاحت بالعديد من الوجوه السياسية والاجتماعية في الولايات المتحدة قبل نحو سنتين.
طليب التي انتخبت في 2018 لتولي مقعد كونيرز، أشادت بسيرة النائب الراحل، مؤكدة أنه «لم يتردد يوماً في القتال من أجلنا، والقتال من أجل الحقوق المدنية والمساواة».
ووسط صيحات التأييد للسناتور اليساري عن فيرمونت، أعلنت طليب عن دعمها رسمياً لحملة ساندرز، منضمة بذلك إلى زميلتيها اليساريتين في مجلس النواب، ألكساندريا أوكاسيو كورتيز (نيويورك) وإلهان عمر (عن مينيسوتا).
وقالت طليب: «إن الأمة تستحق زعيم لديه حلول تحويلية، لا تقيدها الشركات أو الحكمة التقليدية»، مؤكدة «أننا نستحق شخصاً يكتب مشاريع القوانين اللعينة…نحن نستحق بيرني ساندرز»، في إشارة إلى مقولة المرشح الرئاسي الشهيرة أثناء إحدى المناظرات التلفزيونية للديمقراطيين الشهر الماضي.
ويشار إلى أنه في سباق الرئاسة 2016، كان ساندرز قد تفوق على منافسته هيلاري كلينتون في الانتخابات التمهيدية للديمقراطيين في ميشيغن، قبل أن يخسر أمامها في نهاية السباق الوطني.
ورغم تأخره في استطلاعات الرأي خلف إليزابيث وورن وجو بايدن، يسعى ساندرز إلى تكرار المفاجأة التي حققها قبل أربع سنوات، بالفوز بالجولة التمهيدية للديمقراطيين التي ستقام في ميشيغن خلال شهر آذار (مارس) 2020.
وفي كلمته، أشاد ساندرز بالراحل قائلاً: «عندما انتخبت لعضوية الكونغرس عام 1990، كنت أرغب في الانضمام إلى لجان تتمتع بقيادة تقدمية قوية وجون (كونيرز) أدخلني في هذه اللجان».
ووصف السناتور اليهودي الأميركي، عميد الكونغرس الراحل بأنه «بطل الحقوق المدنية» و«المسؤول الأول» عن اعتماد الاحتفال السنوي بذكرى الزعيم الحقوقي الراحل مارتن لوثر كينغ جونيور»، مؤكداً أن كونيرز كان من أوائل الذين قالوا بأن «الرعاية الصحية هي حق من حقوق الإنسان»، في إشارة إلى برنامج ساندرز الانتخابي الداعي إلى توفير طبابة مجانية للجميع تحت سلطة الدولة، وذلك في سياق طروحاته الاشتراكية الأخرى الداعية إلى توفير التعليم المجاني وزيادة الضرائب.
وأثني ساندرز على طليب قائلاً: «ما فعلته رشيدة في أقل من عام واحد جعلها شخصية وطنية، ليس فقط في الوقوف ضد بذاءة وقبح دونالد ترامب، لكنها دفعت بقوة كبيرة ضد جشع وفساد الشركات الكبرى، كما تصدت للمنظومة السياسية أيضاً». وأضاف: «نحن بحاجة إلى رؤية جديدة للأميركيين وهذا ما تدور حوله حملتنا.. أما أهم معارضة نواجهها.. هي تقييد خيالنا» مؤكداً أنه عندما نتوحد وندافع عن العدالة، ونكون مستعدين لمواجهة نخبة الشركات، فلا يوجد شيء لا يمكننا تحقيقه».
وجاء التجمع الانتخابي الحاشد بعد جولة ميدانية قام بها ساندرز برفقة طليب في أنحاء متفرقة من مدينة ديترويت، استمع خلالها إلى شكاوى ومطالب السكان المحليين، حيث انتقد الإعفاءات الضريبية التي تحصل عليها الشركات الكبرى في المدينة.
وقال: «خلال الحملة، نسمع كثيراً كلمة الاشتراكية. حسناً، ما آراه هنا هو مثال على «الاشتراكية لأصحاب المليارات» الذين يحصلون على مبالغ هائلة من المساعدات الحكومية والإعفاءات الضريبية… لكن بالنسبة للأطفال، لا يوجد ما يكفي من المال لتعليم لائق.. كما لا يمكن للفقراء أن يحصلوا على مياه شرب نظيفة».
Leave a Reply