هامترامك – «صدى الوطن»
لم تتوقف موجة التغيير الدراماتيكي في مجلس بلدية هامترامك عند إقصاء عضوين حاليين في جولة الانتخابات التمهيدية التي أجريت في آب (أغسطس) الماضي، إذ أطاح الناخبون، الثلاثاء الماضي، بآخر الأعضاء الحاليين الساعين إلى إعادة انتخابهم، وهو العضو سعد المسمري الذي حل رابعاً في السباق الذي ضم ستة متنافسين على ثلاثة مقاعد مفتوحة.
وبالرغم من انتخاب ثلاثة وجوه جديدة لعضوية البلدية، إلا أن صناديق الاقتراع لم تغير شيئاً في التوازنات الإثنية القائمة داخل المجلس، حيث تم انتخاب مرشحين بنغاليين من خارج المجلس مكان عضوين بنغاليين حاليين، فيما فاز مرشح يمني هو محمد السميري، بمعقد العضو اليمني الحالي، المسمري.
كذلك حافظ الناخبون على الأغلبية المسلمة (أربعة من أصل ستة) في مجلس المدينة التي يشكل المهاجرون قرابة 45 بالمئة من إجمالي قاطنيها البالغ عددهم زهاء 23 ألف نسمة، معظمهم من العرب اليمنيين والبنغاليين والبولونيين.
تمثيل الجالية البنغالية ظل على حاله بانتخاب عضوين جديدين من أبنائها هما نعيم تشودري ومحمد حسن بعد إقصاء كل من أنام ميا وأبو موسى في انتخابات أغسطس التمهيدية،
أما تمثيل الجالية العربية، فسوف يبقى على حاله، بحلول السُميري مكان المسمري، أما العضو العربي الآخر في المجلس فهو العراقي الأصل فاضل المرسومي.
وأسفرت نتائج الاقتراع عن فوز المرشح نعيم تشودري بالمرتبة الأولى بواقع 1,380 صوتاً (21.3 بالمئة) تلاه المرشح محمد حسن بـ1,209 (18.7 بالمئة) ثم المرشح محمد السميري بـ1,133 (17.5 بالمئة).
أما أفضل الخاسرين فكان المرشح سعد المسمري الذي حاز على 1,086 صوتاً (16.8 بالمئة) تبعته المرشحة كاري بيث ليزلي بـ847 (13.1 بالمئة) ثم المرشح روبرت زولاك بـ813 (12.6 بالمئة).
وكان التصويت الغيابي قد لعب دوراً لافتاً في حسم النتائج النهائية، إذ صوّت غيابياً 1,265 ناخباً، في حين قصد أقلام الاقتراع 1,545 ناخباً للإدلاء بأصواتهم في الانتخابات التي بلغت نسبة الإقبال فيها 22.7 بالمئة، حيث صوّت 2,810 ناخبين من إجمالي المقترعين المسجلين في المدينة والبالغ عددهم قرابة 12,400 ناخب.
وعبر صحيفة «صدى الوطن»، وجّه تشودري رسالة شكر إلى ناخبيه، قال فيها: «أعزائي أعضاء مجتمع هامترامك، شكراً لكم على دعمكم الصادق وعلى إعطائي الفرصة لخدمتكم، وشكراً لكم على مشاركتكم في حملتي الانتخابية، وعلى العمل الجاد والدعم المخلص الذي أظهرتموه لي». وأضاف: «يشرفني أن أتلقى دعمكم.. فليبارك الله في مدينتنا هامترامك».
من جانبه، أعرب السميري عن شكره للناخبين الذين اختاروه لتمثيلهم في المجلس البلدي، لافتاً إلى أنه متحمس لتسلم مهامه والبدء بخدمة مجتمعه في الأول من شهر كانون الثاني (يناير) المقبل.
أما حسن، الذي قابلته «صدى الوطن» في أحد أقلام الاقتراع، الثلاثاء الماضي، فبدا واثقاً من الفوز في السباق رغم تشكيك الكثيرين بقدرته على الوفاء بوعوده المتمثلة بتخفيض الأعباء الضريبية على السكان والعمل على إيجاد مصادر بديلة لتمويل البلدية.
أما المرشحة بيث ليزلي، فقد بدا أنها تمتلك حظوظاً كبيرة بالفوز في الانتخابات العامة، بسبب مؤهلاتها الأكاديمية وانخراطها المجتمعي المستمر ومواظبتها على التواصل مع ناخبي المدينة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، ومع ذلك لم تنل سوى 847 صوتاً بينها 329 صوتاً غيابياً.
وعلى نفس المنوال، بدا وكأن المسمري قاب قوسين أو أدنى من الاحتفاظ بمقعده بعد فرز أقلام الاقتراع التي أظهرت تصدره للسباق، ولكن فرحة أنصاره لم تكتمل بعد فرز الأصوات الغيابية التي قذفته إلى المركز الرابع.
وعقب صدور نتائج الانتخابات، كتب المسمري على صفحته على فيسبوك: «في الانتخابات العامة، وبعد فرز صناديق الاقتراع، حصلنا على المركز الأول، وعند إضافة الأصوات الغيابية التي لم نعمل عليها كثيراً نظراً لحساسيتها القانونية، تفوق علينا ثلاثة مرشحين آخرين، وجئنا في المركز الرابع». وأضاف: «لقد قمنا بالاتصال بالفائزين الثلاثة وتهنئتهم بالفوز وتمنينا لهم التوفيق والسداد في المرحلة القادمة، وبما أنه لدينا عضو جديد من المجتمع اليمني الأميركي، وهو الأخ محمد السميري، فقد أكدت له بأنني على أتمّ الاستعداد للوقوف إلى جانبه وإفادته من الخبرات التي اكتسبناها خلال السنوات الأربع الماضية لكي يقوم بعمله على أكمل وجه، ولكي يمثل مجتمعه اليمني الأميركي خير تمثيل».
وتابع قائلاً: «شخصياً سأعتبر الفترة القادمة محطة نقاهة واستراحة من العمل الحكومي ولكنني سأواصل العمل على كل ما يخدم المجتمع، وسأكرس كل جهودي لرفع مستوى الوعي القانوني والخدماتي لدى أبناء مجتمعنا اليمني الأميركي».
وعزا إعادة ترشحه إلى استكمال تقديم الخدمات للسكان، وقال: «لقد أنجزنا الكثير من القرارات والخدمات، وواجهنا الصعوبات والتمييز ضدنا كأشخاص وكأقليات في المدينة. لا ننكر أنه يوجد هنالك بعض الأخطاء، فذلك وارد جداً بحكم أننا بشر نخطىء ونصيب، لكن النوايا كانت صادقة دائمة».
وأكد: «لم نعمل من أجل مصلحتنا الشخصية، وقد تجاوزنا كل الهمز واللمز ومحاولات التشويه أو العرقلة القانونية، وكان همنا الأول هو مصالح الناس ومصالح أبناء مجتمعنا اليمني الأميركي بشكل خاص، ولأنه كان لدينا بعض الخطط والبرامج التي لم تكتمل، فقد قررنا الترشح لولاية ثانية بدعم من أبناء الجالية وكامل مجتمع المدينة».
الصحفي في جريدة «هامترامك ريفيو»، تشارلز سركومب، أفاد لـ«صدى الوطن» بأن شعوراً عميقاً تملّكه –ليلة الانتخابات– بأن المدينة ستشهد قدوم ثلاثة وجوه جديدة إلى المجلس البلدي، مؤكداً أنه لم يتفاجأ بالنتائج.
وقال: «لقد كان نعيم (تشودري) يخوض حملة جادة، كما أن (محمد) السميري معروف في مجتمعه»، مضيفاً: «لست متأكداً من دوافع ترشح السميري الذي يمتلك الكثير من الأعمال التجارية، قد يكون غارقاً (في عمله) حتى أذنيه، ولكنه شخص متفائل دائماً».
Leave a Reply