فارمنغتون هيلز – «صدى الوطن»
رفع «مجلس العلاقات الأميركية الإسلامية» (كير) شكوى قانونية إلى «دائرة الحقوق المدنية» بولاية ميشيغن، ضد «كلية هنري فورد»، وضد أحد أساتذها لإدلائه بتعليقات معادية للمسلمين بحق طالب من أصول لبنانية.
وفي مؤتمر صحفي، أقيم –الثلاثاء الماضي– في مدينة فارمنغتون هيلز، أعلن المدير التنفيذي لـ«كير»–فرع ميشيغن، داود وليد، أن المنظمة تقدمت بشكوى مضايقة وتمييز عنصري ضد الكلية التي تضم أعداداً غفيرة من العرب والمسلمين، وضد البروفسور مايكل توماس بسبب تعليقاته العنصرية بحق الطالب علي جابر.
وأشارت المحامية في «كير»، أيمي دوكور، إلى أن جابر كان قد تقدم –في وقت سابق– بشكوى إلى إدارة «كلية هنري فورد» ضد توماس، ولكن الإدارة لم تقم بفعل أي شيء حيالها، لافتة إلى أن الإداريين «عرضوا عليه (جابر) الانتقال إلى صف دراسي آخر»، بينما لا يزال توماس يزاول عمله في الكلية ويقوم بتدريس طلاب آخرين.
المتحدثة باسم الكلية، روندا ديلونغ، قالت إن الكلية «تأخذ جميع المزاعم على محمل الجد»، مضيفة في رسالة إلكترونية: «لم يتم اتخاذ أية إجراءات لأن الكلية تتبع القواعد المعمول بها، والتي تشتمل على التحقيق الكامل في الحادثة» قبل الإقدام على تدابير ما. وتابعت: «عندما تكتمل التحقيقات، سنتخذ الإجراءات الضرورية والمناسبة، وفقاً لسياسات الكلية ومهمتها، وكذلك وفقاً لقوانين الولاية والقوانين الفدرالية».
وأشارت ديلونغ إلى أن الكلية ملتزمة بتوفير فرص متكافئة للطلاب بغض النظر عن الدين أو العرق أو الجنس أو غيرها من العوامل الأخرى، مضيفة: «وفقاً لقوانين الولاية وللقوانين الفدرالية، ووفقاً كذلك للوائح المحلية والقيم الأساسية الخاصة بنا، فإن الكلية تحظر أي شكل من أشكال التمييز، ولا تتسامح معه».
مسؤولو «كير»، أكدوا على أن «كلية هنري فورد» تضم آلاف الطلاب المسلمين، فضلاً عن أنها تقع في قلب «مجتمع إسلامي كبير في أميركا»، مشيراً إلى ضرورة مراعاة الحساسيات الثقافية والدينية للمجتمع المحلي.
وفي هذا السياق، طالبت دوكور بتوقيف البروفسور توماس عن متابعة التدريس في «كلية هنري فورد»، مطالبة بإخضاع الكادر التعليمي والموظفين في الكلية لبرامج تدريبية خاصة تؤهلهم لتفهم الحساسيات الثقافية والدينية للطلاب. وقالت: «على الأقل، إنه (جابر) يستحق الاعتذار».
من جانبه، روى الطالب اللبناني الأصل تفاصيل ما جرى بينه وبين الأستاذ الذي يدرّسه مادة «مدخل إلى الأعمال»، لافتاً إلى أن دراسته تأثرت سلباً بما جرى بينه وبين توماس، وأكد أنه أصيب بالإحباط، وأن مشاعر الهم والغم تسيطر عليه عند ارتياده الكلية، وقال إنه بات عاجزاً عن التركيز على دروسه وواجباته الأكاديمية رغم كونه من الطلاب المتفوقين، مشيراً إلى أن الطبيب أخبره بأنه يعاني من «اضطراب ما بعد الصدمة».
ولم يتسنَّ الوصول للبروفسور توماس للتعليق على اتهامات الطالب الذي تنحدر أصوله من مدينة النبطية في الجنوب اللبناني، مع الإشارة إلى أن توماس هو إفريقي أميركي حائز على شهادة البكالوريوس في إدارة الأعمال، وشهادة ماجستير من «جامعة لورانس التكنولوجية» بمدينة ساوثفيلد.
جابر، وهو من سكان مدينة ديربورن هايتس، أشار إلى أنه طلب من البروفسور توماس بعض النصائح لمساعدته في إدارة صفحة أنشأها على موقع «فيسبوك»، باسم «ذا ليبانون تايمز»، لكن الأستاذ في قسم إدارة الأعمال بـ«كلية هنري فورد» استشاط غضباً عندما رأى مضمون الصفحة، وعمد إلى التشكيك بولاء جابر لأميركا، ووصمه بالتطرف والراديكالية ودعم الإرهاب.
وفي هذا الإطار، أفاد جابر لـ«صدى الوطن»، قائلاً: «بحكم العلاقة الودودة بيننا، وبحكم أنه كان بين أساتذتي المفضلين، فقد طلبت منه إسداء بعض النصائح لمساعدتي في إدارة الصفحة التي أنشأتها على «فيسبوك»، وفي تأسيس منظمة غير ربحية لمساعدة الفقراء والمعوزين، ولكنني فؤجئت بأنه انفجر غاضباً وقال لي أمام ثلاثة من زملائي: أراهن بأنك لا تستطيع السفر جواً، أو مغادرة الولايات المتحدة، وبأنك مدرج على لائحة المراقبة» الخاصة بالإرهابيين المحتملين.
وأكد جابر –خلال المؤتمر الصحفي– على أنه يحب أميركا التي ولد فيها، مستدركاً «ولكنني أحب لبنان أيضاً»، لافتاً إلى أن صفحة الفيسبوكية لا تتعاطى في الشؤون السياسية، وقال: «إن أقسى تعليقات الأستاذ كانت قوله لي بأنه عمل مع وكالات إنفاذ القانون، وبأنه سوف يراقبني»، مضيفاً: «لقد شعرت بأنني مهدد».
الطالب المتفوق الذي حافظ على معدل 3.7 خلال دراسته في الكلية، طوال الـ18 شهراً الماضية، حاول لاحقاً التواصل مع توماس عبر البريد الإلكتروني، معرباً عن صدمته وشعوره باليأس والمرارة من الأستاذ الذي يكنّ له كل الاحترام والتقدير. ولكن توماس رد عليه بأن «رسالته طويلة جداً، وأنه «يجب أن يكون قادراً على التعامل مع الأسئلة الصعبة التي يطرحها الأميركيون حول أشخاص مثله».
وخصّ جابر «صدى الوطن»، ببعض العبارات التفصيلية من الحوار الذي جرى بينه وبين أستاذه الذي أطلق سهام اتهاماته على الطالب اللبناني الأصل، والتي كان بينها:
– إذا وضعت اسمك في بيانات الحكومة، فإن النتيجة ستأتي بعلم أحمر.
– انس أمر ذلك العاهر، لبنان، لماذا تريد مساعدة لبنان؟
– لماذا تريد دعم بلد يروّج للإرهاب؟
– متى كانت آخر مرة حاولت فيها مغادرة الولايات المتحدة، أراهن بأنك لا تستطيع ذلك!
– صفحتك على الـ«فيسبوك» تروج للإرهاب!
– جميع متابعيك على صفحة الفيسبوك هم مسؤولون حكوميون يقومون بمراقبتك الآن!
– لقد سألتك لثلاث مرات حتى الآن، ما هي دوافعك ضد أميركا؟
– شيء ما ليس مفهوماً بشأنك، لماذا تحاول جعل الناس يكرهون أميركا؟
– لبنان ليس مختلفاً عن البلدان العربية الأخرى، إنه يدعم الإرهاب!
– اللبنانيون مثل العرب الآخرين مدرجون على «لائحة المراقبة»!
– إرسال 200 دولار لأحد أقاربك في لبنان تصرف مشبوه وراديكالي.. ومن المحتمل أن يكون قريبك إرهابياً.
Leave a Reply