سياتل – وجه القضاء الفدرالي اتهامات إلى رجلين سعوديَين وآخر لبناني أميركي، بالتجسس على مستخدمين لمنصة التواصل الاجتماعي «تويتر» لصالح الحكومة السعودية، في قضية تثير تساؤلات جديدة حول قدرة المجموعة التكنولوجية العملاقة المتمركزة في كاليفورنيا، على حماية البيانات السرية لمسخدميها، خصوصاً في مواجهة الأنظمة القمعية.
وقال ممثل الادعاء العام الفدرالي، ديفيد أندرسون، في بيان إن «الشكوى الجنائية التي كشف عنها تتهم عناصر سعوديين بالبحث في الأنظمة الداخلية لـ«تويتر» من أجل الحصول على معلومات شخصية عن معارضين سعوديين والآلاف من مستخدمي تويتر».
وأضاف أن «قوانين الولايات المتحدة تحمي الشركات الأميركية من اختراق خارجي غير شرعي كهذا، ولن نسمح باستخدام الشركات الأميركية أو التكنولوجيا الأميركية أداة للقمع الخارجي وانتهاك قوانين الولايات المتحدة».
واتهم السعودي علي آل زبارة (35 عاماً) غيابياً، واللبناني الأميركي أحمد أبو عمو (41 عاماً) وجاهياً، باستخدام صفتهما كموظفين في «تويتر» للحصول على عناوين بروتوكول الإنترنت والبريد الإلكتروني وتواريخ الولادة من حسابات على «تويتر»، ونقل هذه المعلومات بعد ذلك إلى الرياض.
أما السعودي أحمد المطيري (30 عاماً) فهو متهم بأنه قام بدور وساطة بين الرجلين وحكومة بلده. كما يشتبه بأنه ساعد آل زبارة على الفرار من الولايات المتحدة في نهاية 2015 بعدما طرحت عليه إدارة «تويتر» أسئلة للمرة الأولى.
ويفيد محضر الاتهام أن المتهمين الثلاثة كانوا ينفذون توجيهات مسؤول سعودي لم تكشف هويته يعمل لصالح شخص أطلق عليه المحققون تسمية «عضو العائلة المالكة 1». ورجحت صحيفة «واشنطن بوست» بأنه ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان.
وتم القبض على أبو عمو يوم الخامس من تشرين الثاني (نوفمبر) الجاري في مدينة سياتل التي انتقل للعيش فيها للعمل مع شركة «أمازون» عام 2017، وهو المتهم الوحيد الذي تم القبض عليه حتى الآن في هذه القضية.
وأبو عمو عمل في مجال التسويق الإلكتروني في عدة شركات، بينها «بنك الراجحي» و«مايكروسوفت»، كما شغل منصب مدير المنتجات الرقمية في قناة «الحرة» الأميركية من 2011 إلى 2013 ثم انضم لـ«تويتر» لغاية 2015 قبل أن يتركها وينتقل لشركة «أمازون». وهو متزوج ولديه ثلاثة أطفال.
أبا عمو يواجه الآن اتهامات بمحاولة تضليل المحققين، بالإضافة إلى تهمة العمالة للسعودية
وتشير وثائق المحكمة الفدرالية في سياتل إلى أن أبو عمو –الذي يواجه أيضاً اتهامات بمحاولة تضليل المحققين– تجسَّس على العديد من الحسابات بين نهاية 2014 وبداية 2015 مقابل ساعة فاخرة ومبلغ 300 ألف دولار على الأقل.
وبحسب الشكوى أيضاً، فإن أبو عمو أعطى السعوديين معلومات حول مستخدمين اثنين لـ«تويتر» كانا من معارضي النظام، أحدهما لديه أكثر من مليون متابع، والثاني يدعي أنه من العائلة المالكة.
وقد رفض الادعاء العام الفدرالي طلب الإفراج عن أبو عمو، خشية هروبه خارج البلاد.
من جهة أخرى، قالت وزارة العدل الأميركية أن المطيري وآل زبارة يقيمان في السعودية على الأرجح، موضحة أنها أصدرت مذكرتي توقيف بحقهما.
ويشتبه بأن آل زبارة في 2015 سرب معطيات عن ستة آلاف حساب على الأقل وخصوصاً حول معارض سعودي لجأت عائلته إلى كندا، كما ورد في محضر الاتهام.
وآل زبارة حاصل على دكتوراه في أنظمة تشغيل الحاسب الآلي من «جامعة كولورادو» الأميركية. وانضم إلى «تويتر» عام 2013 وتدرج داخل الشركة حتى وصل إلى وظيفة هندسية تتيح له الوصول إلى معلومات المستخدمين، بما فيها أرقام هواتفهم، حسب تقرير لـ«نيويورك تايمز».
ويأتي توجيه الاتهام إلى هؤلاء بينما ما زالت العلاقات بين الولايات المتحدة والسعودية متوترة على خلفية جريمة قتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي في قنصلية بلاده في إسطنبول خريف 2018 إلى جانب استمرار الحرب العبثية على اليمن.
Leave a Reply