ديترويت – أظهر استطلاع للرأي أجرته منظمة غير ربحية لرصد مشاعر الديترويتيين حيال التغيرات التي تشهدها المدينة. أن 40 بالمئة من سكان الأحياء الفقيرة لمسوا تحسناً إيجابياً في أحيائهم خلال السنتين الماضيتين، في حين وصف 50 بالمئة ما يحصل في مدينتهم بأنه «تطهير سكاني».
وقال لوثر كيث، من منظمة «أرايز ديترويت» Arise Detroit، إن الاستطلاع الخطي أجري بغرض جسّ نبض سكان الأحياء الفقيرة تحديداً، وقد شمل 100 شخص من مختلف أنحاء المدينة، لافتاً إلى أن 18 بالمئة من المستطلعين فقط قالوا إن أحياءهم السكنية مستمرة بالتدهور بسبب الجريمة ومظاهر الخراب.
وفي حين تعيش مناطق وسط ديترويت (الداونتاون ومحيطها) ازدهاراً سكانياً وعمرانياً متواصلاً منذ خروج المدينة من الإفلاس قبل خمس سنوات، إلا أن الأحياء المترامية لا تزال تعاني من آفات مزمنة بالرغم من التقدم الملموس الذي شهدته في الآونة الأخيرة، بتحسين الخدمات البلدية وتعزيز حضور الشرطة إضافة إلى إزالة آلاف المنازل المدمرة وإقامة منتزهات جديدة.
ولكن حتى المستطلَعين الذين لمسوا تحسناً في أحيائهم، عبّروا عن مخاوف جدية بشأن الأوضاع المعيشية والخدمات العامة في مناطقهم في ظل التحولات التي تعيشها ديترويت، وفي مقدمتها تدني مستوى المدارس الحكومية ومعدلات الجريمة والفقر.
غير أن أبرز المخاوف بحسب كيث، فكانت بتوصيف أكثر من نصف المستطلعين لما يحدث في ديترويت على أنه «تطهير سكاني».
وأوضح بأن أكثر من 50 بالمئة ممن شملهم الاستطلاع قالوا إنهم رأوا أدلة على أن التحوّلات التي تشهدها ديترويت لا تقتصر على تحسين الأحياء فحسب، بل تنطوي أيضاً على طرد ممنهج للسكان المحليين، في إشارة إلى نزوح الفقراء من الأفارقة الأميركيين.
وسجلت ديترويت في العام 2015 أول زيادة في نسبة السكان البيض منذ خمسينيات القرن الماضي، وتقدر نسبتهم حالياً بحوالي 14 بالمئة من أصل 672,662 نسمة، وفق أحدث تقديرات الإحصاء الوطني لعام 2018، فيما تبلغ نسبة السود 79 بالمئة.
من جانبه، يقول رئيس بلدية ديترويت مايك داغن إنه يسعى لمعالجة مخاوف السكان، داعياً الناخبين إلى التصويت لصالح مقترح انتخابي تقدم به إلى مجلس البلدية تمهيداً لطرحه في استفتاء عام بانتخابات 2020، من أجل رصد 250 مليون دولار لإزالة جميع المنازل والمباني المدمرة في أحياء المدينة.
ويقول داغن إن التخلص من مظاهر الخراب في ديترويت من شأنه أن يحد من معدلات الجريمة ويحسن جودة المعيشة، مؤكداً أن «نصف أحياء المدينة بدأت بالنهوض.. وسنواصل العمل لتنهض كلها».
أما كيث، فقال إن «أرايز ديترويت» ترى أن السبيل لعودة ديترويت إلى أمجادها هو الوحدة، مشدداً على ضرورة التعاون لتحقيق نهضة حقيقية للمدينة.
Leave a Reply