المقترح ينص على حظر عمليات الإجهاض بعد اكتشاف نبض قلب الجنين
حسن عباس – «صدى الوطن»
التجأ تحالفٌ شعبي يهدف إلى تقييد الإجهاض في ولاية ميشيغن، إلى مجتمع الجالية الإسلامية، من أجل حشد الدعم لعريضة انتخابية تدعو إلى حظر عمليات إجهاض الأجنة في حال تم اكتشاف نبضات القلب.
والتقى ممثلون من «تحالف هارتبيت–ميشيغن» بفعاليات ورجال دين مسلمين في منطقة ديترويت الكبرى –الأسبوع الماضي– لتفعيل قدرة المبادرة على جمع التواقيع المطلوبة لإقرار المقترح.
«هارتبيت»، التي تعني «نبض القلب»، هي مبادرة شعبية على مستوى البلاد تسعى إلى تقييد عمليات الإجهاض في حال اكتشف الأطباء أن قلوب الأجنة تنبض. وتسمح القوانين الفدرالية حالياً بإجراء عمليات الإجهاض في جميع الحالات، بموجب قرار صادر عن المحكمة الدستورية العليا في الولايات المتحدة، الصادر عام 1973 في القضية المعروفة باسم «رو ضد وايد»، والذي نصّ على أن الدستور الأميركي يحمي حرية النساء الحوامل وخيارهن بالإجهاض.
ولكي يتم إقرار مبادرة «هارتبيت» في ميشيغن، يتعين جمع حوالي 340 ألف توقيع صحيح، خلال 180 يوماً تنتهي في 30 كانون الأول (ديسمبر) الجاري. وبعد ذلك يرفع المقترح إلى الهيئة التشريعية لإقراره في مجلسي نواب وشيوخ الولاية لكي يصبح قانوناً نافذاً في الولاية.
ويسعى «تحالف هارتبيت» إلى جمع قرابة نصف مليون توقيع لتفادي التواقيع المخالفة للمواصفات، بحسب ما أفاد رئيس التحالف كوري شانكلتون لـ«صدى الوطن»، معرباً عن ثقته بأن التحالف سيتمكن بحلول 30 ديسمبر من جمع العدد المطلوب، خاصة في ضوء الجهود المبذولة مع المجتمعات المتعددة في منطقة مترو ديترويت، وفي مقدمتها المجتمع الإسلامي.
وكان ممثلون عن التحالف قد التقوا بفعاليات إسلامية خلال اجتماع دوري لـ«معهد السياسات الاجتماعية والتفاهم» ISPU في ديربورن، يوم الأربعاء 27 تشرين الثاني (نوفمبر) المنصرم، بحضور العديد من الشيوخ والأئمة. وتوصل المجتمعون سريعاً إلى تفاهم متبادل حول عنوان اللقاء وأهدافه، وصوّت الحضور بالإجماع حول أهمية دعم مقترح «قانون هارتبيت»، بحسب ما أفاد إمام «المنظمة الإسلامية في أميركا الشمالية» IONA مصطفى الترك لـ«صدى الوطن».
ولم يحتج أعضاء التحالف لبذل جهد يذكر لإقناع رجال الدين بدعم المقترح، لاسيما وأن الشريعة الإسلامية تحرّم الإجهاض، وأن التصورات الفقهية الإسلامية حول حياة الأجنة تتفق مع نتائج الأبحاث الطبية في هذه المسألة.
وتشير المعلومات الطبية أن قلب الجنين يبدأ بالنبض في حوالي الأسبوع السادس من الحمل، ويمكن للأم سماع نبضات قلب الجنين ورؤيتها في حال إجراء فحص مبكر بالموجات فوق الصوتية. وفي الأسبوع الثامن من الحمل، قد يتمكن الطبيب من كشف النبض بالاستعانة بجهاز «دوبلر»، وفي وقت مبكر من الأسبوع العاشر يمكن سماع نبض الجنين.
وخلال الاجتماع، لفت شانكلتون إلى أن عريضة مقترح «قانون هارتبيت» تمت صياغتها من قبل ستة محامين، وصودق عليها من قبل «المركز الأميركي للقانون والعدالة»، وقال: «إذا نجح المشروع في ميشيغن، فسوف تنضم ولايتنا إلى ولايات أخرى»، في إشارة إلى كنتاكي وأوهايو الواقعتين (بالإضافة إلى تينيسي) ضمن دائرة محكمة الاستئناف الفدرالية السادسة في مدينة سنسيناتي، التي على الأرجح ستنظر في دستورية القانون بحال إقراره، لافتاً إلى أن ذلك سيكون له تأثير كبير لدى المحكمة العليا في حال وصلت القضية إليها.
ووصف شانكلتون اجتماعه مع الفعاليات الإسلامية «بالمثير للحماسة»، وقال: «هذه فرصة فريدة لكي نقف معاً ونعمل من أجل هدف مشترك».
من جانبه، قال العضو في «تحالف هاربيت»، ميريت آلينغر إن المسلمين استقبلوا ممثلي التحالف بحرارة، لافتاً إلى أن الحقائق الطبية المتعلقة بالكشف عن نبض الأجنة، والتي تتراوح بين 6–12 أسبوعاً، تتطابق مع ما يعتقده الكثير من المسلمين.
وكان ألينغر قد قرر التواصل مع المجتمع الإسلامي حين أدرك إمكانية ضرورة التعاون مع المسلمين في هذه المبادرة، وقال: «كنت أنا وزوجتي نأخذ العرائض إلى الكنائس.. كنا نعيش في مدينة ترافيرس سيتي (شمال ميشيغن)، وخلال تأدية الصلوات في أحد الأيام، تساءلنا.. من سيتواصل مع المجتمع الإسلامي؟».
وأضاف: «لقد شعرنا وكأن الرب تحدث إلينا، وقررنا أنه قد حان الوقت لتقديم العريضة إلى المجتمع الإسلامي. في البداية شعرنا بالفضول حول موقفهم من حماية الأجنة في الأرحام.. وأحسسنا بأن الله قادنا حتى نذهب إليهم».
وأشار ألينغر إلى أن الأئمة المسلمين أظهروا اهتماماً بالغاً في معرفة تفاصيل مشروع «قانون هارتبيت»، وأبدوا استعدادهم على الفور للوقوف إلى جانبنا، بمجرد ما أبلغناهم بأننا نقف ضد الإجهاض، مؤكداً أن المبادرة لا تنص على معاقبة الأمهات اللواتي يجهضن، بل يلاحق الأطباء الذين يجرون عمليات الإجهاض بعد رصد نبضات القلب.
وحتى نهاية الأسبوع الماضي، كان الائتلاف بحاجة إلى قرابة 100 ألف توقيع، وقال ألينغر إن المجتمع الإسلامي لديه القدرة على دفع مبادرة «هارتبيت» نحو «الاكتمال والتحقق»، في حال نجح الأئمة في تحصيل التواقيع على الـ30 ألف عريضة التي سّلمها لهم التحالف خلال الاجتماع.
وفي حال نجح مشروع القانون في ميشيغن، فسوف تنضم الولاية إلى سبع ولايات أخرى أقرت قوانين مماثلة، وهي: أركنسو، داكوتا الشمالية، آيوا، كنتاكي، مسيسيبي، جورجيا، وأوهايو.
Leave a Reply