ديربورن – بحضور مسؤولين رسميين وحكوميين منتخبين، بينهم النائب الديمقراطية في الكونغرس الأميركي ديبي دينغل ورئيس بلدية ديربورن جاك أورايلي، وضعت مجموعة مستشفيات «بومانت» بالتعاون مع «خدمات يونيفرسال الصحية» (يو أتش أس) حجر الأساس لبناء مستشفى للأمراض العقلية في مدينة ديربورن، حيث من المقرّر أن تبدأ الأعمال الإنشائية أوائل 2020 وأن يتم الانتهاء منها قبيل منتصف 2021.
ويندرج بناء المستشفى الجديد الذي تزيد مساحته عن 100 ألف قدم مربع، في سياق تلبية الاحتياجات المتزايدة في مجال الصحة العقلية والنفسية في منطقة ديترويت الكبرى، عبر توفير خدمات متطورة وذات جودة عالية، وفقاً لمسؤولين في «بومانت هيلث».
وسوف يضم المستشفى الجديد 150 سريراً، مع قابلية للتوسع في حال لم يلبّ الاحتياجات المطلوبة، كما ستبلغ كلفة المشروع الإجمالية قرابة 40 مليون دولار.
وحول المنشأة التي سيتم بناؤها في الجهة المقابلة لمستشفى «بومانت» في ديربورن، بالقرب من تقاطع شارعي روتندا وساوثفيلد، قال المدير التنفيذي لـ«بومانت هيلث»، جون فوكس: «إن خططنا للصحة العقلية تتجاوز جدران المنشأة الجديدة»، مضيفاً: «سيساعدنا المستشفى الجديد على تنسيق سلسلة خدمات الرعاية العقلية الشاملة للمرضى الداخليين والزائرين، إضافة إلى التدريب السريري والمناهج المبتكرة لتأمين الرعاية المطلوبة».
وأشار إلى أن «بومانت» و«يونيفرسال» ستوفران خدمات الرعاية المتخصصة للمرضى، إلى جانب الإقامة الطبية والتدريب السريري، وتكنولوجيا الصحة الحديثة، لافتاً إلى أن مجموعة مستشفيات «بومانت» ستظل «ملتزمة ببرامج التدريب الأكاديمي عالية التخصص، يما في ذلك برامج الدراسات العليا في الطب النفسي، وعلم الأدوية النفسية، وفرص التدريب السريري».
وسوف يكون المستشفى الجديد هو التاسع في مجموعة مستشفيات «بومانت»، التي تعتبر أكبر مزود للرعاية الصحية في ولاية ميشيغن، والتي تنتشر مشافيها الثمانية في منطقة ديترويت الكبرى (ديربورن، فارمنغتون هيلز، روياك أوك، تايلور، ترينتون، وين، تروي، غروس بوينت)، أما «خدمات يونيفرسال الصحية» فهي تعتبر أكبر مزود لخدمات الرعاية النفسية والسلوكية في الولايات المتحدة، وهي تدير حالياً مستشفيين للصحة العقلية في ولاية ميشيغن.
وبحسب مسؤولين في «بومانت»، فإنه من أجل إنشاء المستشفى الجديد، فقد تم عقد شراكة مع «يونيفرسال»، بسبب سجلها الحافل بالشراكات الأكاديمية وتعاونها مع الشبكات الإقليمية والكيانات المجتمعية، من أجل رفع مستوى الخدمات العقلية والنفسية في كافة أرجاء البلاد.
وتدير «يونيفرسال» المالك الأكبر في المشروع الجديد، أكثر من 200 مستشفى للصحة السلوكية في عموم أميركا، وتخدم ما يزيد عن 600 ألف مريض سنوياً، وسوف تناط بها مهمة الإشراف على العمليات اليومية وإدارة المنشأة الجديدة في مدينة ديربورن.
وأعرب رئيس قسم الصحة السلوكية في «يونيفرسال»، مات بيترسون، عن اعتزازه بالشراكة مع «بومانت هيلث»، وقال: «يمكن أن يؤدي دمج خدمات الصحة السلوكية مع خدمات الصحة الجسدية إلى تقليل زيارات المرضى غير الضرورية في أقسام الطوارئ، وتخفيض أعداد قبول المرضى الداخليين، إضافة إلى تعزيز الخدمات العلاجية، مما سيؤدي إلى نتائج أفضل، ورفع مستوى الرضا لدى المرضى وذويهم». وأضاف: «مع استمرارنا في تعميق الوعي والحوار حول قضايا الصحة العقلية والإدمان، فإننا ملتزمون بأولويتنا القصوى المتمثلة في إنقاذ الأرواح وتحسين المجمتعات».
وسوف تتضمن المنشأة الجديدة فرقاً متعددة التخصصات، بما في ذلك، الأطباء النفسيون واختصاصيو الطب الباطني والصيادلة المعتمدون والأخصائيون الاجتماعيون وعلماء النفس والمعالجون وغيرهم من موظفي الدعم السريري، إضافة إلى مركز تقييم متكامل، لدعم المجتمع ومراكز الطوارئ في مستشفيات بومانت»، وكذلك أقساماً لعلاج الاضطرابات الناجمة عن استخدام المرضى للعقاقير المخدرة.
وتعتبر الصحة العقلية في مقدمة اهتمامات مؤسسات الرعاية الصحية والمسؤولين الحكوميين والمشرعين ومنظمات الخدمة الاجتماعية في ميشيغن، وفي عموم الولايات المتحدة، حيث يعاني أميركي واحد من بين كل خمسة (أو حوالي 44 مليون من البالغين) من اضطرابات عقلية ونفسية قد تدفع بعض المرضى إلى الانتحار أو إيذاء النفس.
ووفقاً لـ«المعهد الوطني للصحة العقلية» و«مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها» (سي دي سي)، فإن الانتحار يعد أحد الأسباب الرئيسية للوفاة في ولاية ميشيغن، وقد ازدادت حوادث الانتحار بنسبة 33 بالمئة، بين عامي 1999 و2016.
وفي حفل وضع حجر الأساس، تحدثت النائب في الكونغرس الأميركي ديبي دينغل (ديمقراطية–ديربورن) عن المصاعب التي عانتها عائلتها من جراء تعاطي والدها للمخدرات ومعاناة شقيقتها من المشاكل النفسية، وقالت: «هذا يوم مثير، ليس فقط بالنسبة لسكان ديربورن، وإنما لجميع السكان في منطقة جنوب شرقي ميشيغن».
أضافت: «أعرف ماذا يعني التحدث إلى شخص تحبه، شخص بأشد الحاجة للرعاية (النفسية) ولكن ليس لديه مكان يلجأ إليه، أو أن مقدمي الخدمة العقلية بعيدون (عن مكان إقامته)»، لافتة إلى أن إنشاء المستشفى الجديد «يتيح توسيع خيارات العلاج في المجتمع، ويمكن المرضى من البقاء على مقربة من أصدقائهم وعائلاتهم، وهذا يؤدي إلى نتائج أفضل».
وختمت دينغل بشكر «بومانت» و«يونيفرسال» وبلدية ديربورن، على «جعل هذا المشروع الرائد حقيقة واقعة».
Leave a Reply