ديترويت – استناداً إلى قانون الولاية الخاص بملاحقة تجار المخدرات، تقدم مكتب الادعاء العام في ميشيغن، الأسبوع الماضي، بدعوى قضائية ضد عدد من شركات الدواء مطالبة إياها بدفع تعويضات مالية ضخمة لدورها في تأجيج وباء الإدمان على العقاقير الأفيونية الذي أودى بحياة الآلاف من سكان الولاية خلال السنوات القليلة الماضية.
واختارت المدعي العام دانا نسل، التقدم بالدعوى أمام محكمة مقاطعة وين باعتبارها المقاطعة الأكثر تضرراً من وباء الأفيون، عدا عن كونها أكبر مقاطعات الولاية من حيث عدد السكان.
وقالت كيلي روسمان–مكيني، المتحدثة باسم مكتب الادعاء العام في ميشيغن، إن الدعوى ضد شركات «أميريسورس بيرغن» و«كاردينال هيلث» و«وولغرينز» و«مكّيسون»، رُفعت بموجب قانون الولاية الخاص بملاحقة تجار المخدرات، متوقّعةً أن يتجاوز حجم التعويضات حاجز المليار دولار.
بدورها، استبعدت نسل أن يكون هذا هو الإجراء القانوني الوحيد الذي ستتخذه ميشيغن ضد شركات الأدوية. وقالت في مؤتمر صحفي مشترك مع الحاكمة غريتشن ويتمر، يوم الثلاثاء الماضي، إن «وباء الأفيون لازال مستمراً بلا هوادة في ميشيغن، ولا يزال هذا الوباء يتغذى من قبل هذه الشركات على وجه التحديد لأن الغرامات والعقوبات التي فرضتها إدارة مكافحة المخدرات لم تنجح في تغيير سلوك هذه الصناعة».
وميشيغن هي أول ولاية أميركية تقاضي شركات الأدوية بموجب قانونها المحلي لمكافحة المخدرات، علماً بأن «قانون مسؤولية تجار المخدرات» الذي أقرته الولاية عام 1994 مخصص لملاحقة التجار المنخرطين في عمليات المخدرات على مستوى الشارع.
ووفقاً لوزارة الصحة والخدمات الاجتماعية في ميشيغن، تسبب وباء الأفيون بوفاة 2,053 شخصاً في الولاية بسبب تناولهم جرعات زائدة خلال عام 2017، بزيادة 13.8 بالمئة عن عام 2016.
كذلك بلغت التكلفة الإجمالية التي تكبدتها الولاية لعلاج إدمان الأفيون والجرعات الزائدة، أكثر من 110 ملايين دولار خلال العام 2018، أي ثلاثة أضعاف التكلفة لعام 2009، حسبما قالت المديرة التنفيذية الطبية في الوزارة، جونيه خلدون.
من جانبها، أشادت الحاكمة ويتمر بالدعوى القضائية التي وصفتها بأنها «خطوة حاسمة في الاتجاه الصحيح».
وبحسب نسل، فشلت شركات الأدوية بالسيطرة على مبيعات العقاقير الأفيونية من خلال صرف كميات كبيرة منها من دون مبرر طبي، واصفة سلوك تلك الشركات بأنه «مشروع إجرامي».
وبحسب لائحة الاتهام التي جاءت في 300 صفحة، تم توزيع أكثر من 2.8 مليار حبة مخدّرة من مشتقات الأفيون في ميشيغن بين عامي 2006 و2012. وأشارت نسل إلى أن أكثر من نصف مليار حبة تم توزيعها من قبل «مكّيسون»، ومثلها «وولغرينز» وهي ثاني أكبر سلسلة صيدليات في أميركا، هي الشركة الوحيدة من بين الشركات الأربع المذكورة في الدعوى، التي لها دور في توزيع العقاقير الأفيونية وبيعها بالتجزئة.
وأعربت نسل عن أملها في أن يصل إجمالي التسوية أو أحكام التعويضات التي ستنتج عن الدعوى إلى أكثر من مليار دولار، لتغطية التكاليف التي تكبدتها الولاية للتعامل مع وباء الأفيون، مثل الرعاية الصحية وتجهيزات الشرطة والملاحقات القضائية والإسكان وإعادة التأهيل وحماية الطفولة المبكرة.
وقالت «نريد أن نتأكد من أن الأموال التي ستأتي من أية تسويات أو أحكام متوقعة يتم استخدامها تحديداً لاستهداف وباء الأفيون ولإتاحة العلاج للأفراد الذين يحتاجون إليه».
Leave a Reply