لانسنغ – استخدمت حاكمة ميشيغن، الديمقراطية غريتشن ويتمر، حق النقض (الفيتو) ضد مشروع قانون أقرته الأغلبية الجمهورية في مجلس الولاية التشريعي، لإلغاء حظر فُرض –العام الماضي– على صيد الغزلان بأفخاخ الطعام في معظم أنحاء ميشيغن منعاً لتفشي فيروس فتّاك يمكن أن ينتقل مستقبلاً إلى البشر.
وذكّرت ويتمر، المشرعين، بقانون أقره ناخبو الولاية في استفتاء أجري عام 1996، ويقضي بوضع سلطة تنظيم الصيد في ميشيغن بيد «هيئة الموارد الطبيعية» التي أقرت العام الماضي حظراً شاملاً على نصب الأفخاخ للغزلان والأيائل في جميع أنحاء شبه الجزيرة السفلى من الولاية، وبعض أجزاء شبه الجزيرة العليا، منعاً لتفشي فيروس «زومبي الغزلان» أو ما يعرف باسم «مرض الهزال المزمن» CWD الذي فتك بأعداد كبيرة من الغزلان في 24 ولاية أميركية بينها ميشيغن خلال السنوات القليلة الماضية.
وقالت الحاكمة إن الحظر الذي فرضته الولاية استند إلى «أدلة علمية قوية» تشير إلى أن استخدام الطعام لاستدراج الغزلان إلى الأفخاخ يعطل حركة الحياة البرية الطبيعية وقد يتسبب في تجمع الغزلان وبالتالي زيادة احتمال تفشي الفيروس بينها، مؤكدة أن رفع الحظر سيشكل تهديداً لسلامة الحيوانات البرية والمواشي والألبان في الولاية.
وكان الجمهوريون الذين يسيطرون على الأغلبية في مجلسي نواب وشيوخ الولاية، قد أقروا مقترحاً تشريعياً يدعو إلى تعليق الحظر لمدة سنتين قابلة لإعادة النظر من قبل السلطة التشريعية، غير أن المقترح قوبل بمعارضة شبه كاملة من المشرعين الديمقراطيين، قبل أن تسقطه الحاكمة بحق الفيتو.
واتهمت النائبة الجمهورية ميشيل هوتينغا، راعية مشروع القانون، الحاكمة الديمقراطية بأنها منفصلةٌ تماماً عن واقع احتياجات سكان المناطق الشمالية في الولاية، حيث تتواجد أعداد هائلة من الغزلان والأيائل.
وأكدت هوتينغا أن الحظر المطبّق منذ العام الماضي لم يمنع المرض الفيروسي من مواصلة انتشاره، بل ساهم في تأجيجه عبر إبعاد السكان عن ممارسة الصيد.
وأضافت أن تقليص أعداد الغزلان عبر الصيد هو أفضل طريقة للحد من تفشي الفيروس، داعية ويتمر إلى التعاون معها من أجل التوصل إلى تسوية حول هذه القضية.
ويقول الخبراء إن فيروس «زومبي الغزلان» ينتشر من خلال الاتصال المباشر بين الحيوانات، ولكن أيضاً بشكل غير مباشر من خلال تلوث المياه أو الطعام به.
كما تشير الدراسات إلى أن هناك خطراً حقيقياً في إصابة أنواع حيوانية أخرى تأكل لحوم الحيوانات المصابة أو تلامس سوائل أو براز الغزلان.
وتم توثيق أول إصابة بالفيروس في ميشيغن عام 2015، لكن المرض تفشى على نطاق واسع خلال العامين الماضيين، وفق ما أظهرت فحوصات الغزلان في الولاية.
وتشمل أعراض المرض المميت، هزالة الغزال وتعثر وعدم تناسق حركته، إضافة إلى عدم خوفه من البشر والاقتراب منهم بشكل عدواني، ولذلك سمي الفيروس بـ«زومبي الغزلان» حيث تتصرف الغزلان مثل مخلوقات «الزومبي» (الأموات الأحياء) التي تعرض في أفلام هولييود.
وبالرغم من عدم الإبلاغ عن أية إصابة بشرية بـ«مرض الهزال المزمن» حتى الآن، إلا أن الخبراء لا يستبعدون إمكانية انتقال العدوى إلى البشر في المستقبل، كما حصل مع «جنون البقر».
ومنذ العام 1997، توصي منظمة الصحة العالمية بأهمية منع دخول الأمراض الحيوانية المعروفة إلى السلسلة الغذائية البشرية.
Leave a Reply