بدء العد العكسي لانطلاق الانتخابات التمهيدية
دي موين
تواجه مساء الثلاثاء الماضي، ستة مرشحين ديمقراطيين للرئاسة الأميركية في المناظرة التلفزيونية الأخيرة بينهم قبل ثلاثة أسابيع من انطلاق الانتخابات التمهيدية في ولاية آيوا.
وتمكن ستة مرشحين فقط من تلبية شروط الحزب الديمقراطي للمشاركة في المناظرة التي نظمتها شبكة «سي أن أن» في مدينة دي موين بولاية آيوا، حيث ستُقام أولى جولات السباق التمهيدي يوم الثلاثاء، 3 شباط (فبراير) المقبل.
والمرشحون المتأهلون هم نائب الرئيس السابق جو بايدن وأعضاء مجلس الشيوخ الأميركي بيرني ساندرز (فيرمونت) وإليزابيث وورن (ماساتشوستس) وآيمي كلوبوشار (مينيسوتا)، إضافة إلى كل من رئيس بلدية مدينة ساوث بند بولاية إنديانا، بيت بوتيجيدج، والملياردير والناشط الليبرالي توم ستاير.
فيما كان من أبرز المرشحين المتغيبين عن المناظرة، فكانوا الملياردير النيويوركي مايكل بلومبرغ والنائبة الأميركية عن ولاية هاواي تولسي غابارد، ورجال الأعمال الآسيوي الأصل أندرو يانغ، إضافة إلى السناتور عن ولاية نيوجيرزي كوري بوكر الذي قرر الانسحاب من السباق عقب استبعاده من المناظرة.
ونصت شروط المشاركة في المناظرةعلى أن يحصل كل مرشح على 5 بالمئة في أربعة استطلاعات رأي توافق عليها اللجنة الوطنية للحزب الديمقراطي DNC، أو 7 بالمئة في استطلاعين مبكرين في الولايات التي سيبدأ منها السباق (آيوا، نيوهامبشير، ساوث كارولاينا، أو نيفادا)، إضافة إلى جمع تبرعات من 225 ألف مانح على الأقل.
ولا يزال السباق بين الديمقراطيين ضبابياً، إذ اظهر استطلاع في دي موين أن ستة من 10 ناخبين محتملين لم يحسموا رأيهم بعد.
وحسب وسائل إعلام أميركية، لم يتمكن أي من المرشحين من التقدم على رفاقه بشكل بارز في السباق، سواء في استطلاعات الرأي أو من حيث تقديم أفكار جذابة تميز أحدهم عن الآخرين.
وورن وساندرز
وفيما خلت المناظرة تقريباً من الحماسة والمواجهات الثنائية، قدم المرشحون مواقفهم بشأن التجارة والسياسة الخارجية والقضايا الداخلية من دون مناوشات تذكر، باستثناء التوتر الذي ظهر بين المرشحين اليساريين الأبرز في السباق، ساندرز ووورن، اللذين رفضا المصافحة عقب انتهاء المناظرة.
وكشف تسجيل صوتي بثته «سي أن أن» في اليوم التالي، أن وورن توجهت غاضبة نحو ساندرز بعد انتهاء المناظرة رافضة مصافحته قائلة: «أعتقد أنك وصفتني بالكاذبة على التلفزيون الوطني»، وذلك بعد نفيه خلال المناظرة ما نقلته عنه بأنها أخبرها في اجتماع خاص بينهما عام 2018، بأنه لا يمكن لامرأة أن تهزم ترامب بالانتخابات.
وقالت وورن في إحدى مداخلاتها أثناء المناظرة إن النساء هم أكثر قدرة على هزيمة ترامب، وأضافت قولها: «أعتقد أن أفضل طريقة للحديث عمن يمكن أن يفوز هي النظر في سجلات المرشحين… انظروا إلى الرجال على هذه المنصة: بشكل جماعي، خسروا في 10 انتخابات. الأشخاص الوحيدون على المنصة الذين فازوا في كل انتخابات خاضوها هم النساء»، في إشارة إلى نفسها وزميلتها السناتور كلوبوشار.
وردت على تعليق سابق لساندرز حول استبعاده احتمال فوز امرأة في انتخابات 2020، إنها تعارض هذا الأمر، ثم تابعت «بيرني صديقي، وأنا لست هنا لمحاولة التعارك معه».
في المقابل، نفى سارندرز صحة ما نسب إليه، وقال «لا أريد ان أضيع الوقت لأن هذا ما يريده دونالد ترامب وبعض وسائل الإعلام. لكن أي شخص يعرفني، يدرك أنه من غير الممكن أن أفكر أن امرأة لا تستطيع شغل منصب رئيس الولايات المتحدة. ابحثوا في يويتوب اليوم، ستجدون فيديوهات لي قبل 30 عاماً أتحدث فيها عن كيف يمكن لامرأة أن تكون رئيسة» للبلاد.
ويتنافس ساندرز مع وورن على أصوات التيار التقدمي في الحزب الديمقراطي، والذي تشكل الحركات النسوية جزءاً أساسياً منه.
إيران
اتسمت المناظرة التي استمرت ساعتين، بمواجهة هادئة بين المتنافسين خالفت توقعات المراقبين الذين رجحوا أن يشهد الحدث تراشقاً كلامياً بينهم.
واقتصر اشتباك المرشحين على قضايا خارجية تتعلق بنشر الجنود، والسياسات الدولية وخاصة تجاه إيران والعراق.
وقدم المرشحون مواقف متباينة حول السياسية الأميركية التي يجب تبنيها من أجل منع إيران من حيازة أسلحة نووية.
وقال بوتيجيدج إن «التأكد من عدم تطوير إيران لأسلحة نووية سيكون، بالطبع، أولوية لأنه جزء مهم في الحفاظ على سلامة أميركا»، مضيفاً قوله: «لكن لسوء الحظ، الرئيس ترامب جعل من الصعب على الرئيس القادم تحقيق هذا الهدف من خلال إلغاء الصفقة النووية الإيرانية».
وتابع أنه بالانسحاب من الاتفاق النووي، «جعلوا المنطقة أكثر خطورة وأطلقوا سلسلة من الأحداث التي نتعامل معها الآن، وتتصاعد أكثر فأكثر على شفا حرب مباشرة».
وقال بايدن في المناظرة مدافعاً عن الاتفاق النووي الذي توصلت إليه إدارة الرئيس باراك أوباما، «كنت جزءا من الصفقة… كانت تعمل».
وأضاف «لم يكن هناك أي تحرك من جانب الحكومة الإيرانية للاقتراب من امتلاك سلاح نووي. وانظروا إلى ما حدث.. نحن معزولون الآن».
وأوضح قوله: «نحن في وضع يقوم فيه حلفاؤنا في أوروبا بإجراء مقارنة بين الولايات المتحدة وإيران قائلين إنه يتعين على كل منهما التراجع. فقدنا مكانتنا في المنطقة، فقدنا دعم حلفائنا».
وقال إن «الرئيس القادم يتعين عليه أن يكون قادراً على إعادة ربط هؤلاء الأشخاص مع بعضهم البعض، وإعادة تشكيل تحالفاتنا والإصرار على أن تعود إيران إلى الاتفاق».
وهاجم ساندرز ترامب بأنه يسعى إلى «جر الولايات المتحدة إلى حرب أسوا من الحرب في العراق».
وهاجم ساندرز (78 عاماً) منافسه بايدن (77 عاماً) بسبب تصويته لصالح شن الحرب في العراق في عام 2003.
وتحدث ساندرز عن تبرير إدارة الرئيس جورج بوش للحرب في 2002، وقال «اعتقدت أنهم يكذبون… لم أصدقهم ولا للحظة. جو رأى ذلك بشكل مختلف»، مؤكداً أن الشعب الأميركي «سئم من الحروب التي لا تنتهي، والتي كلفتنا تريليونات الدولارات».
بايدن من جانبه أقر بأن تصويته في الكونغرس لصالح حرب العراق كان خطأ.
مواقف متفرقة
وفي أبرز المواقف الأخرى، قال ساندرز إنه يعارض الاتفاق الأميركي المكسيكي الكندي الجديد، وفي شأن التغير المناخي تعهد ستاير في حال انتخابه بأن يعلن عن حالة طوارئ مناخية، فيما دفعت وورن بفكرة فرض ضرائب على الأثرياء.
وساندرز الذي تعرض لأزمة قلبية في نوفمبر وشهدت نسبة التأييد له ارتفاعاً قليلاً في الاستطلاعات في الأسابيع الماضي، حاول جعل بايدن هدفه الأول.
ونشر ساندرز على «تويتر» فيديو مدته ثلاث دقائق ينتقد بايدن قبل المناظرة قائلاً «لا أعتقد أن سجل بايدن سيحشد الطاقة التي نحتاج لها لإلحاق الهزيمة بترامب».
ولم تختلف آراء المرشحين الديمقراطيين بشأن المضي قدماً في محاكمة العزل في مجلس الشيوخ، وقالت وورن «من مسؤولياتي» أن أشارك كعضو في مجلس الشيوخ.
Leave a Reply