واشنطن – ندد أعضاء ديمقراطيون في الكونغرس، بينهم ممثلون عن ولاية ميشيغن، ومرشحون للرئاسة الأميركية، بخطة الرئيس دونالد ترامب لتسوية الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وأكدوا أنها لن تساعد على تحقيق السلام في منطقة الشرق الأوسط.
وكان ترامب قد كشف رسمياً –الثلاثاء الماضي– بحضور رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، عن خطته التي تضع شروطاً مشددة لقيام دولة فلسطينية على أجزاء من الضفة الغربية وقطاع غزة، ومن دون القدس المحتلة التي تنص الوثيقة أنها «عاصمة إسرائيل وغير قابلة للتجزئة».
وأشارت عضو الكونغرس الديمقراطية عن ولاية ميشيغن، رشيدة طليب، إلى أن الصفقة صدرت في اليوم الذي تم فيه توجيه الاتهام رسمياً إلى رئيس وزراء دولة الاحتلال بنيامين نتنياهو بالفساد.
وقالت طليب، التي تنحدر من أصول فلسطينية: «إن هذه الحيلة السياسية لا تجعلنا أقرب إلى السلام أو العدالة، بصفتي عضواً في الكونغرس لا اعتبرها بداية».
من جهته، تحدى عضو الكونغرس آندي ليفين (ديمقراطي–ميشيغن) تأكيد ترامب على أن الاقتراح سيؤدي إلى حل الدولتين، وقال: «حل الدولتين بالاسم فقط، هذا ليس سلاماً دائماً من شأنه حماية مستقبل إسرائيل، أو تحقيق تطلعات الفلسطينيين في تقرير المصير».
وفي السياق ذاته، قالت عضو الكونغرس الديمقراطية عن ديربورن ديبي دينغل: إن الخطة «تؤدي إلى تفاقم القضايا في المنطقة»، كما أنها تفشل في ضمان قيام دولة فلسطينية قابلة للحياة.
وأضافت دينغل، التي تمثل جالية عربية كبيرة في منطقة ديترويت: «هذا الاقتراح ينطوي على احتمال زيادة الصراع والاحتلال، وليس محاولة جادة لإحلال السلام في المنطقة».
ووصف السناتور الديمقراطي في مجلس الشيوخ كريس فان هولن خطة ترامب للسلام بأنها «كارثة القرن»، وقال في تغريدة على موقع «تويتر»: «إن هذه الخطة ضد السلام، ولن تؤدي إلا إلى مزيد من الانقسام والصراع».
وأضاف أن ادعاء إحلال السلام دون إشراك أحد أطراف الصراع –في إشارة إلى الفلسطينيين– هو بمثابة خدعة سياسية تقوّض فرصة حقيقية لحل الدولتين.
كما انتقد المرشح الرئاسي، السناتور الديمقراطي بيرني ساندرز، الخطة ووصفها بغير المقبولة، مؤكداً أنها ستؤدي إلى استمرار الصراع. وأضاف في تغريدة على «تويتر» إن «أية صفقة سلام يمكن قبولها لا بد أن تتسق مع القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة». وقال السناتور اليهودي الأميركي عن ولاية فيرمونت: «يجب على إسرائيل إنهاء احتلالها، والسماح للفلسطينيين بتقرير مصيرهم في دولة مستقلة جنباً إلى جنب إسرائيل»، مضيفاً أن طرح ترامب «لم يقترب من تحقيق السلام، وأنه على العكس سيعمق الخلافات ويطيل أمد الصراع، وهذا غير مقبول».
ووصفت عضو الكونغرس عن ولاية مينيسوتا، إلهان عمر، خطة الرئيس الأميركي لتسوية الصراع الفلسطيني الإسرائيلي بـ«المخزية والماكرة والمناهضة للسلام».
وأبلغ السناتور الديمقراطي كريس ميرفي كبير مستشاري ترامب، جاريد كوشنر، والسفير الإسرائيلي لدى واشنطن، بأن الخطة المقترحة تشكل تراجعاً عن سياسة أميركية استمرت عقوداً إزاء الشرق الأوسط.
وأضاف ميرفي أن هذه الخطة لم يتم التفاوض عليها مع أحد سوى الإسرائيليين، لذلك فهي ليست خطة للسلام على الإطلاق. وأكد أن «الضم أحادي الجانب لغور الأردن والمستوطنات القائمة، التي تعتبر غير قانونية بموجب القانون الأميركي والقانون الدولي، سيعيق عملية السلام لعقود، ويخاطر بالعنف الحقيقي وزعزعة الاستقرار داخل أماكن مثل الأردن».
واعتبر ميرفي أن الصفقة «تعرض أمن الولايات المتحدة وإسرائيل للخطر على المدى الطويل».
وقالت المرشحة الرئاسية، السناتور الديمقراطية عن ولاية ماساتشوستس إليزابيث وورن إن الخطة ليست إلا تثبيتاً لضم الضفة الغربية، كما أنها لا توفر أية فرصة لدولة فلسطينية حقيقية. ووصفت وورن الخطة بأنها «شيك على بياض لضم أراضي الضفة الغربية»، وأنها «لا تقدم أية فرصة لإنشاء دولة فلسطينية»، مؤكدة أن إطلاق خطة دون التفاوض مع الفلسطينيين ليس فعلاً دبلوماسياً، «بل إنه عار، سأعارض أي ضم أحادي الجانب بكل الأشكال، وسأقف ضد أية سياسة تدعم ذلك».
Leave a Reply