فاطمة الزين هاشم
ينشغل العالم هذه الأيام بانتشار وباء فيروسي لا مضاد له. إنه وباء «كورونا» المميت الذي بات يهدد البشرية من مشرق الأرض إلى مغربها، بعد أن ظهر لأول مرة أواخر العام الماضي في مدينة ووهان الصينية التي أصبحت مع ضواحيها أكبر منطقة حجر صحي في العالم.
أشاع «كورونا» استنفاراً شاملاً وعارماً في جميع أنحاء المدن الصينية، وكبد الصين خسائر بشرية ومادية كبيرة، حيث تحولت المولات والمراكز السياحية ووسائل النقل العام إلى مدن أشباح وسط قيود صارمة على السفر من إقليم إلى آخر.
أما على الصعيد الدولي فإن معظم الدول عاجلت بإجلاء رعاياها من الصين، كما حثت أغلب الدول ومنها الولايات المتحدة رعاياها على عدم السفر إلى تلك الدولة وإجلاء حتى طواقم القنصليات خصوصاً من المنطقة التي انطلق منها الوباء، «ووهان». لكن الفيروس تسرب فعلاً إلى قائمة متنامية من دول العالم التي سارعت إلى اتخاذ اجراءات وقائية في المطارات لصد الفيروس قبل أن يدخل البلاد ويفتك بالعباد.
على مواقع التواصل الاجتماعي تفشت الأخبار كالفيروس، فعلى سبيل المثال أشيع بأن زعيم كوريا الشمالية قرر قتل كل مصاب بهذا المرض.
«كورونا» هو عبارة عن سلسلة كبيرة من الفيروسات التي سرعان ما تسبب العديد من الأمراض دفعة واحدة، مثل الالتهاب الرئوي وإصابة الجهاز التنفسي والالتهاب الحاد في الفم ورشح الأنف بما يشبه الإنفلونزا مروراً بالفشل الكلوي وضغط الدم وضعف عضلة القلب وصولاً إلى حالة الوفاة.
أما عن تاريخه فإنه قد اكتشف للمرة الأولى في مدينة جدة بالمملكة العربية السعودية عام 2012 حيث توفي 50 بالمئة ممن أصيبوا بهذا المرض، الذي لم يكتشف علاج له حتى اليوم، وإنما تمت معالجته فقط عبر دواء السعال وخافض الحرارة والتنفس الصناعي للحالات الشديدة لكنها وسائل لم تكن فعالة ولم تصل إلى درء خطر المرض، عبر اكتشاف لقاح مضاد له.
ولتفادي الإصابة بفيروسات «كورونا»، فيجب الاهتمام بالنظافة الشخصية والحرص على غسل اليدين بالماء والصابون باستمرار وتجنب الاحتكاك بالآخرين والحرص على استخدام المناديل والتخلص منها فورا عند حالة العطاس، كذلك الحرص على ارتداء الكمامات في الأماكن المزدحمة والأسواق واتباع نمط صحي بتناول الأطعمة الغنية بالفيتامينات والمعادن.
إن تجنب الاتصال المباشر بالمصاب هو أمر حاسم في تفادي الإصابة، ذلك لأن الفيروس سرعان ما ينتقل إلى الشخص الآخر عن طريق المصافحة أو استنشاق الهواء المتناثر من سعاله.
ولأن شر البلية ما يضحك كما يقال، أرسلت لي إحدى صديقاتي نكتة، حول كيفية تفادي الانتظار الطويل في حال دخول دائرة رسمية مكتظة بالمراجعين: اعطسي وقولي «لعنة الله على الساعة التي سافرت فيها إلى الصين»!
لحسن الحظ، لا تزال ميشيغن خالية من الفيروس بحسب مسؤولي الصحة في ولايتنا. وقاكم الله شر كل وباء أو مرض.
Leave a Reply