ريفر روج – على الرغم من أن عدد سكانها لا يتجاوز 7,500 نسمة، تعاني مدينة ريفر روج الواقعة على الحدود الجنوبية لمدينة ديترويت، من ارتفاع كبير في جرائم القتل ومعدلات العنف المرتبطة بتجارة المخدرات، حيث سُجل مقتل أربعة أشخاص في حي سكني واحد في غضون أقل من شهرين.
وتحقق شرطة المدينة في هجوم مسلح استهدف شقة على شارع بيتشوود نهاية الشهر الماضي، حيث تمكن أحد الناجين من إيقاف دورية شرطة عابرة حوالي الساعة العاشرة ليلاً رغم إصابته بعدة عيارات نارية، وقام بالإبلاغ عن الهجوم ليتم نقله على الفور إلى المستشفى لتلقي العلاج وهو في حالة حرجة، فيما تم العثور على جثتي شخصين آخرين داخل الشقة.
والضحيتان هما امرأة تبلغ من العمر 52 عاماً ورجل عمره 48 عاماً، تبين أن اسمه دوريان باترسون وأنه من قدامى سكان الحي.
وقال أحد أصدقاء الضحية لقناة «فوكس» المحلية إن باترسون «كان يعرف جميع سكان الجوار والجميع يعرفونه»، مؤكداً أنه كان فاتحاً باب بيته للجميع وأنه كان يطعم الجوعى ويحرص على أن يكون كل شيء على ما يرام في الحي»
وتعهد صديق آخر للضحية يدعى كفين بريم، بالقصاص من قتلة صديقه باترسون بالقول «صدقوني إذا علمت باسم من قام بهذا فلن نحتاج إلى الشرطة»، مستدركاً بأن «هذا ليس تهديداً بل مجرد وعد، لأن هنالك كثيرين يحبون هذا الرجل».
وتظهر شرطة ريفر روج عجزاً متزايداً أمام مكافحة معدلات الجريمة المتنامية في أحياء المدينة الصناعية التي أصبحت شبه مهجورة، وتنتشر فيها أوكار المخدرات.
وكان شارع بيتشوود نفسه قد شهد في 4 كانون الأول (ديسمبر) الماضي، مقتل شابة تدعى تاميا كوك (23 عاماً)، وهي ابنة رقيب متقاعد في شرطة المدينة، وذلك إثر إصابتها بعدة عيارات نارية أثناء سيرها من سيارتها إلى مدخل منزلها. ولم تتمكن الشرطة حتى من تحديد هوية أي من المشتبه بهم في الهجوم.
وكذلك في 7 ديسمبر، لقي رجل يبلغ من العمر 31 عاماً، مصرعه بعدة عيارات نارية داخل شقة أخرى على شارع بيتشوود، وقد تبين أن الشقة كانت تستخدم لتصنيع وبيع المخدرات.
ونقلت قناة «فوكس» عن فريدريكس ويليام، وهو أحد قدامى سكان شارع بيتشوود، قوله إن الوضع في ريفر روج اليوم يذكره بأفلام الغرب الأميركي المتوحش (وايلد وست)، موضحاً أن «الجميع هنا يحملون الأسلحة، ولكنهم يركبون السيارات بدلاً من الأحصنة».
من جانبه، قال قائد شرطة المدينة، ليونيل لوبيز، إن دائرته تعمل على مدار الساعة وطوال أيام الأسبوع للكشف عن المجرمين، معرباً عن أمله في أن يتم القبض على الجناة قريباً.
وأبدى لوبيز تفهمه لمخاوف السكان من انتقام المجرمين، قائلاً: «كثيرون منهم خائفون، لا يريدون التحدث ولا يريدون أن يخبرونا بما يجري»، غير أنه أكد أن المحققين يحتاجون إلى تعاون السكان للكشف عن الجناة وإعادة الأمن إلى أحيائهم.
وتقع مدينة ريفر روج عند ملتقى نهري الروج وديترويت بالقرب من الجسر الدولي الجديد قيد الإنشاء بين ميشيغن ومقاطعة أونتاريو الكندية. وتغطي العقارات الصناعية المهجورة معظم أراضي المدينة التي تقدر مساحتها الإجمالية بنحو ثلاثة أميال مربعة فقط.
وشهدت ريفر روج انحداراً متواصلاً على مدى العقود الماضي، في ظل نزيف الوظائف وإغلاق المصانع وارتفاع مستويات التلوث والجريمة، علماً بأن المدينة بلغت ذروة ازدهارها أواسط القرن الماضي حين وصل عدد سكانها إلى 20 ألف نسمة.
Leave a Reply