ديربورن – «صدى الوطن»
فقدت الجالية العربية بمنطقة ديترويت وجهاً إعلامياً ريادياً برحيل الإعلامي أحمد بري الذي وافته المنية في أحد مستشفيات ديربورن، الثلاثاء الماضي، عن عمر ناهز 75 عاماً.
وترافقت نعوات الإعلامي اللبناني الأصل باستذكار دوره الريادي في مجال الإعلام المتلفز خلال حقبة الثمانينيات والتسعينيات من القرن الماضي، عبر برنامجه التلفزيوني الذي كان يبث باللغة العربية على قنوات الكابل في مدينتي ديربورن وديربورن هايتس، منذ العام 1989 وحتى 2003.
وكان ابن بلدة تبنين في الجنوب اللبناني قد أبدى التزاماً مبكراً بقضايا الجالية العربية، وتناول عبر برنامجه مجمل المسائل التي تمس حياة العرب الأميركيين اليومية ومصالحهم السياسية والاقتصادية، بشفافية وجرأة.
وقال المحامي عبد حمود: «لقد كان بري إنساناً عظيماً ومتواضعاً للغاية، وكان دائماً في قلب الجالية العربية، يحاول على الدوام القيام بأشياء لصالح مجتمعنا». وأضاف: «طوال سنوات عمله كإعلامي، عمل على إيصال صوت العرب الأميركيين حول القضايا التي تهمهم، ولم يستسلم لضغوط المتنفذين أو القوى الخارجية خلال تغطياته للأخبار والقضايا العربية الأميركية».
وأشار المؤسس المشارك لمنظمة «اللجنة العربية الأميركية للعمل السياسي» (أيباك) إلى أن الإعلامي الريادي تمتع بمناقبية عالية وبحيادية إيجابية خلال برنامجه التلفزيوني الذي تميز بكونه منصة للآراء المتنوعة والمتعارضة.
وكان بري قد استضاف حمود مرات عديدة في برنامجه التلفزيوني، كما غطى على مدار سنوات أنشطة «أيباك»، كجزء من مثابرته على تغطية الأخبار السياسية، العربية الأميركية، وفقاً لحمود.
من جانبه، أشاد ناشر «صدى الوطن» الزميل أسامة السبلاني بجهود بري في الحقل الإعلامي المتلفز، في فترة زمنية كان فيها العرب الأميركيون يتشوقون إلى معرفة أخبار أوطانهم الأم، وكذلك أخبار مجتمعهم المحلي. وقال: «في تلك الفترة، لم تكن هناك فضائيات عربية وكانت وسائل الإعلام الأميركية لا تعنى بأخبار جاليتنا إلا في الحدود الدنيا، فكانت فترة البث العربي على قنوات الكابل هي النافذة التلفزيونية الوحيدة المتاحة آنذاك».
وأضاف: «كان الجميع يتشوقون إلى معرفة آخر الأخبار من بري.. قبل ظهور القنوات الفضائية، ووسائل التواصل الاجتماعي، التي غيّرت مفاهيم الصحافة والإعلام في العالم».
وبث السبلاني تعازيه لعائلة الفقيد، وقال: «لقد كان أحمد صديقاً طيباً، ساهم في خدمة مجتمعنا عبر مسيرته الإعلامية. كان إنساناً خلوقاً ومحترماً وصاحب رؤية، وسوف نفتقد كثيراً حضوره الهادئ والرصين».
الأمين العام السابق لـ«المجمع الإسلامي الثقافي» بديربورن، الحاج موسى قدوح، ترحّم على فقيد الجالية العربية، وقال: «لقد كان أحمد بري إعلامياً متميزاً، كما كان صاحب كلمة رصينة، بحيث نال ثقة المشاهدين واحترامهم، سواء اتفقوا أو اختلفوا معه».
وأضاف: «على المستوى الإنساني، اتصف بري بأخلاقه العالية واحترامه لنفسه ولأصدقائه، وقد خسرنا برحيله إعلامياً كان ملتزماً بقضايا جاليتنا إلى أبعد الحدود، وسوف يبقى في ذاكرة العديد من أجيالنا العربية في منطقة ديترويت».
بدوره، أشار رجل الأعمال علي جواد إلى أن بري صنع فرقاً كبيراً في المشهد الإعلامي بالنسبة لمعظم العرب الأميركيين الذين كانوا يعيشون في مدينتي ديربورن وديربورن هايتس في تسعينيات القرن الماضي، خاصة لأولئك الذين لا يجيدون التحدث بالإنكليزية».
وأضاف مؤسس «النادي اللبناني الأميركي» بالقول: «لقد حللت ضيفاً على برنامجه في العديد من المناسبات، كما أنه واظب على تغطيات أنشطة النادي اللبناني الأميركي»، مستذكراً دوره البارز في تغطية أخبار «عناقيد الغضب» التي شنتها إسرائيل على لبنان عام 1996.
وأكد جواد أن التغطية التلفزيونية للعدوان الإسرائيلي جيّشت مشاعر العرب الأميركيين وحفزتهم على تنظيم صفوفهم والمبادرة إلى تنظيم مظاهرات منددة بالاحتلال الإسرائيلي، وقال: «في تلك الأيام، نظمنا تظاهرة كبيرة في العاصمة واشنطن، للتعبير عن استنكارنا للاعتداءات الصهيونية على شعبنا».
تجدر الإشارة، إلى أن بري من مواليد بلدة تبنين عام 1944، وكان قد هاجر إلى الولايات المتحدة في سن الـ16 عاماً. خدم في الجيش الأميركي، وعمل لسنوات طويلة في شركة «فورد» لصناعة السيارات، قبل أن يطلق برنامجه التلفزيوني عام 1989.
ووري جثمانه الثرى في مقبرة «ميموريال غاردنز» بمدينة وستلاند.
الفقيد متزوج من السيدة وفاء حيدر بري، ولهما أربع بنات: نسمة، عبير، أزهار وبلسم، وسوف تقبل عائلته التعازي في «المجمع الإسلامي الثقافي» بديربورن، يوم السبت، بين الساعتين الثانية والثالثة بعد الظهر.
«صدى الوطن»، تتقدم من عائلة الفقيد ومن أبناء الجالية العربية بأحز التعازي، سائلة الله العلي القدير أن يسكنه فسيح جنانه.
Leave a Reply