ديربورن – «صدى الوطن»
انقلب مزاح بين طالب إفريقي أميركي وطالبة عربية في مدرسة «سميث» المتوسطة بمدينة ديربورن، إلى شجار عنيف أسفر عن كدمات ورضوض في رأس الفتاة التي توعدت عائلتها بتوجيه شكوى قانونية ضد إدارة المدرسة.
وتناقلت صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، خلال الأيام الماضية، مقطعاً مصوراً، مدته تسع ثوان، يظهِر تلميذاً أسود وهو يلكم زميلته عدة مرات قبل أن يسقطها أرضاً. وتشير المعلومات إلى أن العراك نشب في النادي الرياضي (جيم) بالمدرسة المتوسطة، قبل نهاية الدوام الرسمي ليوم 10 شباط (فبراير) الجاري.
وقامت الإدارة باتخاذ إجراءات تأديبية تضمنت إيقاف كلا الطالبين عن الدراسة بشكل مؤقت، ما دفع والدة الطالبة العربية إلى الإعراب عن استيائها من القرار، مؤكدة على أنها تعتزم توجيه اتهامات ضد الإدارة.
وقالت منيرة صفي الدين، إن ابنتها (12 عاماً) أصيبت بجرح فوق إحدى عينيها، وأن نظارتها حُطمت، كما أنها لاتزال تعاني من صداع بسبب تعرضها للضرب من قبل زميلها.
وفي إشارة إلى المقطع المصور، أضافت: «من الواضح أنه تقدم نحوها وسألها، ماذا هناك؟ أنا وأنت سنتعارك لمدة 30 ثانية، وقبل أن تتاح لها الفرصة للرد عليه، دفعها في صدرها، فقامت من ناحيتها بالدفاع عن نفسها».
وأشارت المنطقة التعليمية إلى أنه تم اتخاذ إجراءات تأديبية «مناسبة»، دون أن توضح طبيعة تلك الإجراءات. ووصف المتحدث باسم «مدارس ديربورن العامة» ديفيد موستونين، الحادثة، في بيان، الثلاثاء الماضي، قائلاً: «طالبان تركا الوضع يخرج عن السيطرة.. وقد اتخذت بحقهما إجراءات تأديبية مناسبة»، مضيفاً: «لانزال نجمع المعلومات حول ما جرى».
صفي الدين، قالت إن ابنتها أوقفت عن الدراسة بشكل مؤقت بسبب دفاعها عن النفس، معربة عن شعورها بأن الإدارة لم تتعامل مع الحادثة بالطريقة الصحيحة. وأضافت: «لقد ضربها على رأسها، ستعود هذه المرة إلى المدرسة، ولكنني أشعر بالقلق من أنها قد لا تعود إلى المنزل في المرة القادمة».
من جانبها، كتبت مديرة المدرسة زينة جبريل على المدونة الإلكترونية لإعدادية «سميث»: «الآن، ربما شاهد بعضكم فيديو لطالبين من طلاب المدرسة وهما يتعاركان مع بعضهما البعض»، مضيفة: «يظهر الفيديو اللحظات الأخيرة من العراك، والنتائج المؤسفة للغاية، للموقف الذي تصاعد على النحو الذي وصفه الشهود بأنه بدأ كمزاح فظّ وانتهى بشكل جدي وعدائي».
وتابعت بالقول: «إن كلا الطالبين تركا عواطفهما تخرجان عن السيطرة»، لافتة إلى أن «التزامنا القانوني بحماية خصوصية الطلاب لا يسمح لنا بتقديم تفاصيل حول الإجراءات التأديبية المتخذة، لكن يمكننا التأكيد لأولياء الأمور بأننا تحدثنا مع جميع الأطراف المعنيين لحل المشكلة».
وكتبت جبريل: «إن جزءاً من نمو الأطفال يتضمن تعلم كيفية التحكم في عواطفهم وتوتراتهم، ولايزال الكثير من طلاب المدارس المتوسطة يعملون على تطوير تلك المهارات، ومع ذلك لا يوجد عذر للطلاب كي ينخرطوا في هذا النوع من السلوكيات التي لن يتم قبولها في مدرستنا».
وختمت بالقول: «أعلم بأن الثواني القليلة من الفيديو لا تعكس السلوك العام لطلابنا أو ثقافتنا أو بيئتنا المدرسية».
Leave a Reply