مانشستر – بهامش ضئيل، تصدّر السناتور اليساري عن ولاية فيرمونت بيرني ساندرز الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي في ولاية نيوهامبشير بحصوله على حوالي 26 بالمئة من أصوات الناخبين في السباق المحتدم لاختيار مرشح الحزب لمنافسة الرئيس دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية المقبلة.
وقال ساندرز لأنصاره بعد إعلان فوزه، إن النصر في نيوهامبشير هو «بداية النهاية لترامب»، معرباً عن ثقته بأن الديمقراطيين سوف يتحدون في النهاية لهزيمة ترامب، وأضاف أن «السبب وراء فوزنا هو أننا نجمع حركة سياسية لا مثيل لها متعددة الأجيال ومتعددة الأعراق».
وأدلى قرابة 280 ألف شخص من الناخبين الديمقراطيين بأصواتهم في نيوهامبشير، واختار حوالي 76 ألفاً منهم التصويت لصالح ساندرز (78 عاماً).
وحلّ في المركز الثاني المرشح المعتدل بيت بوتيجدج بحصوله على 24.4 بالمئة من الأصوات، متفوقاً على السناتور عن ولاية مينيسوتا أيمي كلوبوشار التي حصلت على حوالي 19.8 بالمئة وحلت ثالثة.
وجاءت نتيجة الانتخابات مخيبة لكل من السناتور اليسارية إليزابيث وورن ونائب الرئيس الأميركي السابق جو بايدن اللذين حلّا في المركزين الرابع والخامس بـ9.2 بالمئة و8.4 بالمئة على التوالي.
وأصبح بايدن في موقف حرج بعد النتائج السيئة في آيوا ونيوهامبشير. وقد تحدثت وسائل إعلام أميركية عن الضغوط الهائلة التي يتعرض لها نائب الرئيس السابق لإحداث تغييرات في حملته الانتخابية المتعثرة، لاسيما بعد اعترافه غير المألوف بأنه سيخسر في انتخابات نيوهامشير قبل يومين من موعد الاقتراع.
في الوقت نفسه، حذر بايدن من المبالغة في تقييم هذه الخسائر، مشيراً إلى أن الحملة التي يخوضها المنافسون الديمقراطيون من أجل الترشح ستكون طويلة.
كما حذر بايدن من أن ساندرز الذي يقدم نفسه على أنه ديمقراطي اشتراكي سيكون، في حال ترشيحه، هدفاً سهلاً بالنسبة لحملة الرئيس دونالد ترامب، مضيفاً أن رئيس البلدية السابق لمدينة ساوث بند، بيت بوتيدجدج، الذي حقق فوزاً مفاجئاً في آيوا، لم يظهر بعد، قدرته على كسب دعم الناخبين.
وعلى عكس طريقة التصويت في أيوا –عبر مجالس انتخابية سادتها الفوضى في 3 شباط (فبراير) الجاري–أدلى ناخبو نيوهامبشير بأصواتهم بشكل تقليدي عبر الاقتراع السري.
وبناء على النتائج، سيتقاسم كل من ساندرز وبوتيجدج وكلوبوشار مندوبي ولاية نيوهامبشير، علماً بأن بوتيجدج كان قد فاز بالجولة الأولى من السباق الديمقراطي التي أقيمت في ولاية آيوا، والتي لا تزال نتائجها قيد المراجعة بسبب المشاكل التقنية التي أخرت صدور النتائج النهائية حتى الآن.
الجولات القادمة
بعد فترة قصيرة على إغلاق صناديق الاقتراع في ولاية نيوهامبشير، أعلن كل من السناتور عن ولاية كولورادو مايكل بينيت ورجل الأعمال من أصول آسيوية آندرو يانغ، انسحابهما من السباق الذي من المتوقع أن يشهد دخول الملياردير مايكل بلومبرغ ابتداء من «الثلاثاء الكبير» في 3 آذار (مارس) القادم حيث ستقام الانتخابات في 14 ولاية أميركية إضافة إلى إقليم ساموا والديمقراطيين في الخارج.
وقال يانغ لأنصاره: «تعلمون أنا رجل حسابات، والواضح الليلة من الأرقام أننا لن نفوز بهذا السباق». وأضاف المرشح البالغ من العمر 45 عاماً: «لست شخصاً يقبل التبرعات والدعم في سباق لا مكان للفوز فيه. ولهذا أعلن الليلة تعليق حملتي للرئاسة».
وحل يانغ ثامناً في نيوهامبشير خلف الملياردير توم ستاير والنائبة عن ولاية هاواي، تولسي غابارد التي أكدت عزمها على مواصلة حملتها الانتخابية «رغم محاولات إلغائها»، وفق تعبيرها.
أما الجولة المقبلة من السباق فستقام في ولاية نيفادا يوم السبت 22 فبراير، تليها انتخابات ولاية ساوث كارولاينا يوم السبت التالي في 29 فبراير.
ورغم تجاهله الاستحقاقات الأربعة الأولى في الانتخابات التمهيدية للديمقراطيين، إلا أن دخول بلومبرغ قد يشعل المنافسة مع حلوله رابعاً في استطلاعات الرأي الوطنية. وما يصب في صالحه، الإعلانات الممولة ذاتياً، والتي تبث بكثافة في الولايات التي ستصوت في 3 مارس، وبينها كاليفورنيا وتكساس وفيرجينيا ونورث كارولاينا.
وانتقدت السناتور وورن، رئيس بلدية نيويورك السابق –بلومبرغ– بسبب المبالغ الطائلة التي ينفقها على حملته الانتخابية. وقالت: «لا يمكنه شراء الفوز بانتخابات الرئاسة من خلال هذا الأسلوب».
كما أشارت السناتور كلوبوشار إلى أهمية عدم خلط السياسة بحجم الإنفاق الضخم لأي من المرشحين، فيما دعا ساندرز إلى تطبيق نظام التمويل العام للانتخابات في الولايات المتحدة. واتجه بلومبرغ إلى ضخ مئات الملايين من الدولارات في حملته الانتخابية لتمويل إعلانات تلفزيونية وإلكترونية.
Leave a Reply