لاس فيغاس – تعرض رئيس بلدية نيويورك السابق مايكل بلومبرغ لسلسلة هجمات من خصومه، الأربعاء الماضي، خلال أول مناظرة رئاسية ديمقراطية يشارك فيها، واعتبرت واحدة من أكثر المناظرات المثيرة للجدل حتى الآن.
ووجد الملياردير اليهودي نفسه في مرمى نيران جميع المرشحين، في المناظرة التي أقيمت في مدينة لاس فيغاس قبل ثلاثة أيام من الانتخابات التمهيدية التي ستقام في ولاية نيفادا يوم السبت 22 شباط (فبراير) الجاري (مع صدور هذا العدد)، وهي ثالث محطات السباق الديمقراطي –بعد آيوا ونيوهامبشير – لاختيار مرشح الحزب لمواجهة الرئيس دونالد ترامب في تشرين الثاني (نوفمبر) القادم.
السناتور بيرني ساندرز شن هجوماً حاداً على بلومبرغ متحدثاً عن سياساته «الفظيعة»، وقال إن اختيار مثل هذا المرشح «المثير للانقسام» لمواجهة ترامب في نوفمبر «ليس طريقة لزيادة إقبال الناخبين».
ورد بلومبرغ على اتهامات ساندرز بقوة: «لا أعتقد أن هناك أية فرصة لأن يهزم السناتور دونالد ترامب»، محذراً من أن ترشيح ساندرز يعني الإبقاء على ترامب لأربع سنوات إضافية بسبب الأجندة الراديكالية التي يتبناها السناتور اليهودي عن ولاية فيرومنت.
وفي هجوم عنيف على بلومبرغ، قالت السناتور إليزابيث وورن، التي تقاتل من أجل البقاء في حملتها الانتخابية، «يخاطر الديمقراطيون بشدة إذا استبدلنا مليارديراً مغروراً، بآخر».
وقالت السناتورة اليسارية «أودّ التحدث عن خصمنا. هو ملياردير ينعت النساء بالبدينات والمثليات. كلا أنا لا أتحدث عن دونالد ترامب. أتحدث عن مايكل بلومبرغ».
وأضافت، في انتقاد شديد لبلومبرغ «لن يفوز الديمقراطيون إذا كان لدينا مرشح لديه تاريخ في إخفاء عوائده الضريبية ومضايقة النساء ودعم السياسات العنصرية مثل القروض التمييزية وسياسات الاشتباه» التي اعتمدتها شرطة نيويورك لمكافحة الجريمة مستهدفة السكان الملونين، على حد قولها.
وانتقلت وورن التي فقدت زخمها أيضاً، إلى الهجوم فانتقدت ليس فقط الملياردير النيويوركي لكن أيضاً مرشحين اثنين معتدلين يهددان ترشيحها بعد أن حققا تقدماً مفاجئاً هما رئيس بلدية ساوث بند السابق بيت بوتيجدج والسناتورة أيمي كلوبوتشار.
وشكل ظهور بلومبرغ على مسرح المناظرات لأول مرة، اختباراً هاماً له، حيث سعى إلى تقديم نفسه على أنه الديمقراطي الأكثر قدرةً على هزيمة ترامب مسلطاً الضوء على دوره كـ«حلّال للمشاكل»، ورجل إداري ومحب للأعمال الخيرية، إلى جانب تصديه للمرشحين الخمسة الآخرين الذين تقاسموا مسرح المناظرة.
وقال ساندرز (78 عاماً): «مايك بلومبرغ يملك ثروة كبيرة توازي ما يملكه 125 مليون أميركي» هم الأكثر فقراً معتبراً أنه «أمر غير أخلاقي».
فردّ بلومبرغ «جنيت الكثير من المال وسأعطي كل شيء لتحسين هذا البلد».
بدوره، وجه جو بايدن، نائب الرئيس السابق، هجمات لاذعة لبلومبرغ، وانتقد ماضيه السابق كجمهوري. وأضاف مفاخراً «أنا الشخص الوحيد الذي سن قوانين للرعاية الصحية وهزم الرابطة الوطنية للسلاح».
أما بوتيجدج، والذي حقق فوزاً مفاجئاً في ولاية آيوا الافتتاحية، فقد أبدى انتقادات لاذعة لكل من ساندرز وبلومبرغ على حد سواء.
وقال بوتيجدج «لا يجب أن نختار بين مرشح يريد حرق هذا الحزب، وآخر يريد شراء هذا الحزب»، في إشارة الى ساندرز وأيضاً بلومبرغ الذي كان ديمقراطياً، قبل الترشح لمنصب رئيس بلدية كجمهوري، ثم مستقل، ثم عاد أخيراً إلى الحزب الديمقراطي في عام 2018. وقال بوتيجدج «دعونا نطرح شخصاً ديمقراطياً فعلياً».
وتغيب عن المناظرة مرشحان اثنان هما النائبة تولسي غابارد عن ولاية هاواي، والملياردير توم ستاير.
وأظهر استطلاع حديث لصحيفة «واشنطن بوست» وشبكة «أي بي سي نيوز»، الأربعاء الماضي، أن ساندرز يتصدر قائمة المرشحين الديمقراطيين على الصعيد الوطني بنسبة 32 بالمئة.
وجاء بايدن صاحب المركز الأول السابق، والذي عانى أكثر من مكاسب بلومبرغ، في المرتبة الثانية بنسبة 16 بالمئة، يليه بلومبرغ بنسبة 14 بالمئة، ثم وورن بنسبة 12 بالمئة. وأظهر استطلاع آخر، بلومبرغ في المركز الثاني بعد ساندرز.
ويقدّم بلومبرغ الذي تصنفه مجلة «فوربز» بأنه تاسع أغنى رجل في العالم مع ثروة تُقدّر بنحو 60 مليار دولار، نفسه على أنه المرشح القادر على استقطاب الوسط.
واعتمد الملياردير النيويوركي استراتيجية قلما استخدمت في تاريخ الانتخابات التمهيدية في الولايات المتحدة، بقراره عدم خوض الانتخابات في الولايات الأربع التي تصوت في فبراير (أيوا ونيوهامبشر ونيفادا وساوث كارولاينا). وسيدخل السباق في جولة «الثلاثاء الكبير» التي ستقام في الثالث من آذار (مارس) القادم في 14 ولاية أميركية.
وبينما يتصدر ساندرز السباق، تزداد شعبية بلومبرغ على المستوى الوطني. وبالنسبة لوورن وبايدن وبوتيجدج وسناتور مينيسوتا أيمي كلوبوتشار، فقد تكون جولة نيفادا، فرصة حاسمة لهم لإقناع الناخبين وتغيير مسار حملتهم الانتخابية قبل يوم «الثلاثاء الكبير» الذي ستسبقه الانتخابات بولاية ساوث كارولاينا في 29 فبراير.
من جانبه، يراقب الرئيس ترامب الانتخابات التمهيدية الديمقراطية بشكل منتظم ويسخر منها، ويلقّب بلومبرغ بـ«ميني مايك» أو «مايك الصغير» للسخرية من قامته التي تبلغ 170 سم.
وقال الرئيس الجمهوري أمام الآلاف من مناصريه في ولاية أريزونا، مساء الخميس الماضي «سمعت أنه سيحطّم نفسه هذا المساء». وأضاف «لا تهمّنا» معرفة من سيفوز في انتخابات الحزب الديمقراطي لأننا «نحن من سيفوز» في الانتخابات الرئاسية.
Leave a Reply