نِك ماير – «صدى الوطن»
عشية الانتخابات الرئاسية التمهيدية 2020 بولاية ميشيغن، المقررة في العاشر من آذار (مارس) المقبل، خطت حملة المرشح الديمقراطي بيرني ساندرز خطوة واسعة باتجاه الجالية العربية في منطقة ديترويت، لتعزيز حظوظ السناتور اليساري، عبر عقد لقاء موسع مع فعاليات عربية أميركية في ديربورن، بعد نحو أسبوع واحد من قيام حملة رئيس بلدية نيويورك السابق مايكل بلومبرغ بعقد لقاء مماثل.
الاجتماع الذي عُقد يوم الأربعاء الماضي –في مكاتب صحيفة «صدى الوطن»– ضم ممثلين عن حملة ساندرز، في مقدمتهم منسق الحملة في ميشيغن مايكل فاسولو والمديرة الميدانية للحملة عليا فيليبس، إلى جانب شخصيات عربية أميركية بينها ناشر صحيفة «صدى الوطن»، الزميل أسامة السبلاني، والقاضي في محكمة ديربورن سالم سلامة، والمفوض في مقاطعة وين سام بيضون، ونائب رئيس مجلس ديربورن البلدي مايك سرعيني والناشط علي بلعيد المكلاني والمحامي عبد حمود وآخرين، لمناقشة أبرز القضايا التي تهم العرب والمسلمين الأميركيين في منطقة ديترويت.
وكانت حملة ساندرز، قد عززت حضورها في ميشيغن بالإعلان عن افتتاح خمسة مكاتب ميدانية في أنحاء متفرقة من الولاية، في ديترويت وديربورن وآناربر وفلنت وغراند رابيدز، كما قامت الحملة بتوظيف منسق عام ومدير ميداني على مستوى الولاية بأكملها، إضافة إلى أربعة مدراء إقليميين وأربعة منظمين ميدانيين، وذلك قبل أقل من ثلاثة أسابيع على موعد الانتخابات التمهيدية في ميشيغن.
وأعرب القادة العرب الأميركيون –خلال الاجتماع– عن مخاوفهم من استمرار سياسات التمييز والتنميط ضد العرب والمسلمين الأميركيين، الذين يُدرج الآلاف منهم على لائحة «قائمة مراقبة الإرهاب» دون إبداء الأسباب والمبررات الموجبة لذلك، إضافة إلى تعرض الكثيرين منهم إلى المضايقات والاستجوابات المطولة في المطارات، وعند المنافذ الحدودية، رغم نظافة سجلاتهم الجنائية وخلوها من السوابق والانتهاكات القانونية.
وطالب رئيس الموظفين في مقاطعة وين، أسعد طرفة، بضرورة إيجاد آلية واضحة وسريعة لإزالة أسماء الأشخاص المدرجين ظلماً على قوائم المراقبة الفدرالية، وقال: «يجب أن تكون هنالك طريقة للخروج من تلك القائمة»، مشبهاً الوضع الحالي بأنه «مثل ركوب قطار، لا يمكنك مغادرته»، في إشارة إلى غياب الآليات والوسائل الحكومية التي تمكن الأبرياء من إزالة أسمائهم من القائمة. وشدد طرفة قائلاً: «إن الطريقة الوحيدة لتحقيق ذلك، حالياً، هي مقاضاة الحكومة الفدرالية»، وهي آلية طويلة ومكلفة وغير مضمونة النتائج.
من جانبه، عرض السبلاني لممثلي حملة ساندرز الرئاسية حادثة توقيف شاب عربي من منطقة ديربورن كان متوجهاً إلى لبنان، وكيف تم احتجازه من قبل الضباط الفدراليين وإمطاره بمجموعة كبيرة من الأسئلة التي تضمنت استفسارات حول ولاءاته السياسية، وعما يعتزم عمله بمبلغ الألفي دولار الذي كان بحوزته، إضافة إلى أسئلة أخرى.
ووصف السبلاني «قائمة المراقبة» وسياسات التنميط المستمرة بأنها مصدر قلق للعرب الأميركيين يفوق قلقهم من السياسة الأميركية الخارجية التي تمت مناقشتها أيضاً.
وتداول المجتمعون حظوظ السناتور عن فيرمونت بالفوز بالانتخابات التمهيدية، وفرصه في هزيمة الرئيس دونالد ترامب خلال الانتخابات العامة التي ستجرى في تشرين الثاني (نوفمبر) القادم.
وقال أستاذ القانون في «جامعة ديترويت ميرسي»، وممثل حملة ساندرز، عامر زهر إن الأخير قد أثبت نفسه في مجال السياسة الخارجية، عندما جمع قدراً هائلاً من الدعم السياسي لـ«قانون إعلان الحرب» في مجلسي النواب والشيوخ، في نيسان (أبريل) الماضي، موضحاً بأن القرار كان سينهي دعم الولايات المتحدة للحرب التي تشنها السعودية على اليمن، لافتاً إلى أن ترامب استخدم حق النقض (فيتو) في مواجهة القرار.
وأشار الكوميديان الفلسطيني الأصل إلى أن ساندرز عارض باستمرار سياسات الاعتداء والقمع الإسرائيلي في فلسطين، وأنه اتخذ مواقف شجاعة وغير تقليدية لدعم حرية الفلسطينيين.
وفيما يتعلق بمسألة التنوع، قال زهر إن ساندرز تعهد أيضاً بأن إدارته «ستعكس أميركا»، في إشارة إلى أنها ستكون متنوعة ومتعددة الأطياف بما يتناسب مع النسيج الأميركي.
ساندرز: المفضل في ميشيغن؟
يتصدر ساندرز السباق التمهيدي للديمقراطيين بعد جولاته الثلاث الأولى حيث حقق نتائج لافتة في آيوا ونيوهامبشير ونيفادا، كما تشير استطلاعات الرأي الوطنية إلى أنه قادر على هزيمة الرئيس دونالد ترامب، حيث نال سناتور فيرمونت تأييد 50.5 بالمئة من المستطلعة آراؤهم مقابل 43.8 بالمئة لترامب، بحسب متوسط استطلاعات الرأي التي جمعتها مؤسسة «ريل كلير بوليتكس» في الفترة الأخيرة.
وتشعر حملة ساندرز بثقة حول فرصها بالفوز في ميشيغن، وتكرار تجربة 2016 حيث تمكن ساندرز من التفوق على منافسته هيلاري كلينتون بفارق ضئيل بلغ 1.4 بالمئة من الأصوات.
وقال فوسولو في بيان سابق: «من خلال الماكينة الانتخابية التي يتم بناؤها في ميشيغن، لن يتمكن بيرني ساندرز من الفوز بالانتخابات التمهيدية وحسب، بل سيتمكن من استعادة الولاية التي فاز بها دونالد ترامب قبل أربع سنوات».
وأضاف: «لدينا الآلاف من المتطوعين في جميع أنحاء الولاية، ويعمل موظفونا بلا كلل من أجل توسيع هذه الحركة المتعددة الأعراق والأجيال».
ويعتبر ساندرز ثالث مرشح ينخرط ميدانياً في الانتخابات التمهيدية للديمقراطيين في ولاية ميشيغن، بعد كل من السناتورة عن ولاية ماساتشوستس إليزابيث وورن التي افتتحت مكتباً لحملتها في ديترويت في الأول من ديسمبر الماضي، ورئيس بلدية نيويورك السابق مايكل بلومبرغ الذي افتتح ثمانية مكاتب في جميع أنحاء الولاية.
وخلال لقاء الفعاليات العربية، الأربعاء الماضي، أكد فاسولو أنه من داعمي «حركة مقاطعة إسرائيل» (بي دي أس)، ومناصري حقوق الفلسطينين، منذ فترة طويلة، مقراً –في الوقت نفسه– بأحقية مخاوف العرب الأميركيين فيما يتعلق بسياسات أميركا الخارجية وقوائم المراقبة والتنميط العنصري. وقال: «هذه قضايا مهمة حقاً، ولهذا السبب أنا هنا في هذه الحملة»، مضيفاً: «هذه القضايا لا تتعلق فقط ببيرني ساندرز، وإنما تتعلق بنا جميعاً».
وأعرب فاسولو عن اعتقاده بأن ساندرز لديه القدرة على استقطاب ناخبين جدد، وكذلك على توحيد الصفوف وجذب الاخرين إلى صناديق الاقتراع، مما سيساعده في نهاية المطاف على الفوز في الانتخابات. وقال: «بيرني يستقطب أشخاصاً جدداً، لم يشاركوا في الانتخابات من قبل، انظروا إلى ما حدث في ولاية نيفادا.. إنه المرشح الذي يفوز على دونالد ترامب، المرة تلو المرة في استطلاعات الرأي».
وأكد فاسولو على أن «التغيير الحقيقي يأتي من الأسفل إلى الأعلى»، مضيفاً: «لهذا السبب نحتاج إلى قادة تقدميين يقفون إلى جانب الشعب على كافة المستويات، وفي جميع الولايات، وهذا هو السبب في أن فريقنا يفخر بالحصول على دعم قادة ميشيغن المتفانين، الذين يقاتلون من أجل مجتمعاتهم بلا هوادة».
مسؤولون محليون يدعمون ساندرز
وكان أربعة مسؤولين محليين قد أعلنوا مؤخراً عن تأييدهم للسناتور عن ولاية فيرمونت في الانتخابات الرئاسية، الأمر الذي يعكس التحالفات الواسعة التي يبنيها ساندرز في ولاية ميشيغن.
وقالت حملة ساندرز، في بيان نشرته يوم 27 شباط (فبراير) الماضي، إنها حازت على تأييد النائبين في مجلس ميشيغن التشريعي آيزك روبنسون (ديترويت) ويوسف ربحي (آناربر)، إضافة إلى تأييد العضو في مجلس ديربورن هايتس البلدي دايف عبد الله والعضو في مجلس آناربر البلدي علي رملاوي.
وقد عزا المسؤولون الأربعة تأييدهم للمرشح التقدمي إلى سجل السناتور في مجال العدالة الاجتماعية والاقتصادية والعرقية، بما في ذلك قضايا مثل الإسكان الميسور التكلفة، والنقل العام والرعاية الصحية الشاملة والتعليم والهجرة والعدالة البيئية ومكافحة تغير المناخ.
وكانت عضو الكونغرس الديمقراطية عن ولاية ميشيغن، النائبة رشيدة طليب أول الداعمين لحملة ساندرز. واستضافت المشرعة الفلسطينية الأصل، السناتور اليساري عن ولاية فيرمونت بتجمع انتخابي أقيم في مدينة ديترويت خلال تشرين الأول (أكتوبر) الماضي.
وكانت تلك آخر زيارة انتخابية يقوم بها ساندرز إلى ميشيغن التي من المتوقع أن تستقطب المرشحين الطامحين للرئاسة، بعد انقضاء جولة الثلاثاء الكبير التي ستقام في 14 ولاية في 3 مارس المقبل.
ومن المتوقع أن يعلن العديد من القيادات السياسية والاجتماعية عن مواقفهم من المرشحين الديمقراطيين خلال الفترة القادمة. وستعلن «صدى الوطن» عن مرشحها المفضل في العدد القادم.
Leave a Reply