كورونا – أكد خبراء نفسيون أن المتهم مارك لوتانسكي (50 عاماً) غير مؤهل عقلياً للمحاكمة أمام القضاء، رغم اعترافه بقتل شاب عشريني وأكل جزء من خصيتيه إثر تواعدهما عبر تطبيق إلكتروني في منزله بمقاطعة شياواسي (وسط ميشيغن) مساء 24 كانون الأول (ديسمبر) الماضي.
وتم العثور على الضحية كفين بيكون (25 عاماً) مذبوحاً ومعلقاً في منزل المتهم، بعد قيام أهله بالإبلاغ عن اختفائه بسبب تغيبه، صبيحة اليوم التالي، عن حضور فطور عائلي بمناسبة عيد الميلاد المجيد.
ووجد التقرير الرسمي الصادر عن «مركز الولاية للطب النفسي الجنائي»، أن «لوتانسكي غير مؤهل للمحاكمة في الوقت الراهن»، مما دفع محكمة مقاطعة شياواسي الواقعة بمدينة كورونا، يوم الخميس الماضي، إلى الإعلان عن تأجيل محاكمته إلى حين أن يقرر الخبراء في مستشفى الأمراض العقلية أنه مؤهل للمحاكمة.
وقال المحامي العام في المقاطعة، دوغلاس كوروين «إن شرطة الشريف سوف تنقل المتهم إلى مستشفى في آناربر للعلاج، وهي منشأة مقفلة، تمنع خروج المرضى».
وأضاف «لا أريد للناس أن يخافوا.. سوف يبقى هناك.. وسوف يقومون بمراجعة ملفه دورياً، فإذا استعاد الأهلية العقلية سوف يرسلون إلينا تقريراً بذلك لنعيده إلى سجن المقاطعة لإخضاعه إلى المحاكمة».
وبحسب قانون ميشيغن، يمكن مواصلة محاكمة المتهم بعد إخضاعه للعلاج، حيث أمام السلطات مهلة 15 شهراً أو ثلث العقوبة القصوى (بحسب أيهما أكثر)، لمعالجة المتهم لعرضه أمام المحكمة.
ويواجه لوتانسكي تهمة القتل إضافة إلى تهمة تقطيع وتشويه جثة، وهي تهم تصل عقوبتها القصوى إلى السجن لمدى الحياة.
وكان الضحية بايكون قد ذهب مساء 24 ديسمبر الماضي للقاء لوتانسكي بعد تعارفهما عبر تطبيق «غريندر» للمواعدة، والذي يستخدمه أصحاب الميول الجنسية الشاذة على نطاق واسع. وقد تبين أن الضحية كان يبحث عن علاقة مثلية عنيفة، وفق المحققين.
وفي اليوم التالي تم الإبلاغ عن اختفاء بايكون إثر تخلفه عن حضور فطور عائلي في منزل أسرته بمنطقة فلنت. وقادت التحقيقات، الشرطة إلى منزل لوتانسكي الواقع في بلدة نائية بمقاطعة شياواسي المجاورة، حيث تم العثور على جثة بايكون عارية ومتدلية من سقف المنزل يوم 28 ديسمبر الماضي.
ولدى التحقيق معه، أقر لوتانسكي بأنه طعن الضحية في ظهره ثم ذبحه من عنقه قبل أن يعلقه في السقف بواسطة حبل. كما اعترف بأنه قطع جزءاً من خصيتي بايكون وقام بطهيه وأكله، وفقاً لوثائق المحكمة.
وتم نقل لوتانسكي في وقت سابق من شهر شباط (فبراير) الجاري، إلى المستشفى لتلقي العلاج بعدما وُجد داخل زنزانته غائباً عن الوعي لامتناعه عن تناول الطعام.
وتشير السجلات إلى أن لوتانسكي لديه تاريخ طويل من الأمراض العقلية والنفسية، حيث تم تشخيص إصابته بالاكتئاب الحاد وانفصام الشخصية ومشاكل أخرى أثناء قضية طلاقه من زوجته بين عامي 2010 و2012، كما أنه كان يمتنع عن تناول الأدوية الموصوفة له، وفقاً لمحامي الدفاع.
وأعرب والدا الضحية عن خشيتهما من أن يعتمد لوتانسكي على ماضيه للإفلات من عقوبة قتل ابنهما، لاسيما وأنه أدلى بأقوال غريبة خلال مثوله أمام القضاء في 30 ديسمبر الماضي، حين قال إن اسمه الحقيقي هو إدغار توماس هيل، وإنه من عائلة توماس البريطانية النبيلة في ويلز، مؤكداً أن جذوره الملكية تحول دون محاكمته.
وتشير التقارير إلى أن لوتانسكي دأب على ممارسة الجنس السادي مع الذكور، وقد كشف أحد جيرانه، أنه أنقذ أحد ضحايا المتهم في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي.
وقال جار لوتانسكي –مايكل باركس– إنه تفاجأ قبل شهرين برجل ينزف ويستغيث طلباً لمساعدته وكان عارياً تماماً باستثناء ارتدائه تنورة جلدية.
وأضاف «كان يلتقط أنفاسه بصعوبة وهو يصرخ قائلاً: أرجوك ساعدني، أبعده عني.. إنه يريد أن يؤذيني! عندها، جاء مارك –الذي لم أكن أعرفه من قبل– ونزل من سيارته وكان حافياً ويرتدي تنورة جلدية».
حينها، اتصل باركس بالشرطة التي حضر عناصرها إلى المكان وأخذوا الرجل الذي كان ينزف، دون أن توجه أية تهمة إلى لوتانسكي.
وقالت شرطة ولاية ميشيغن في بيان، إنها تواصل التحقيق في سلوكيات لوتانسكي دون استبعاد أن يكون له ضحايا آخرون، مشيرة إلى أن هؤلاء قد يكونون خائفين جداً من كشف ما حصل لهم.
Leave a Reply