مجرم خطير ظل طليقاً بطلب من وكالة فدرالية كان يعمل لديها مخبراً
ديترويت – أعلن قائد شرطة ديترويت جيمس كريغ، الاثنين الماضي، عن القبض على رجل مطلوب بست جرائم قتل في ثلاث مدن، وذلك بعدما حاول الانتحار بإطلاق النار على نفسه أثناء مطاردته من قبل الشرطة يوم الاثنين الماضي.
وأعرب كريغ عن ارتياحه للقبض على كينيل براون (40 عاماً) الذي نقل إلى المستشفى وهو في حالة صحية حرجة. لكن المفاجأة المثيرة للاستياء، جاءت بإعلان المتحدث باسم المحكمة الفدرالية في ديترويت، ديفيد أشينفلتر –الثلاثاء الماضي– عن أن براون كان طليقاً بطلب من وكالة أمنية فدرالية كان يعمل لديها مخبراً.
وقال أشينفلتر إن براون ترك طليقاً رغم سجله الجنائي ومخالفاته المستمرة لقيود المراقبة، حيث تم ضبطه مراراً باستخدام المخدرات كما كان يتغيب باستمرار عن جلسات علاجه من الإدمان، إضافة إلى ضبطه وهو يقود سيارته مخموراً.
وعلق كريغ قائلاً إنه يشعر بالاستياء الشديد لأن براون ظل طليقاً رغم انتهاكه المستمر لقيود المراقبة التي فرضت عليه بسبب قضايا جنائية سابقة.
وأضاف «لقد أزهقت أرواح ستة أشخاص بعد منحه الفرصة تلو الأخرى». وتابع قائلاً: «يجب أن يشرح أحدهم لعائلات ضحايا براون سبب السماح لهذا الرجل بالبقاء خارج السجن. أدرك الحاجة إلى المخبرين، لكن هل كانت المعلومات التي قدمها تستحق ستة أرواح؟».
وتبين أن براون كان يعمل مخبراً لدى إدارة مكافحة الكحول والتبغ والأسلحة (أي تي أف) مقابل 150 دولاراً لقاء كل معلومة كان يزود بها المحققين حول عصابة للمخدرات تنشط في جنوب غربي ديترويت.
وفي السياق، قال المدعي العام الفدرالي في شرق ميشغن، ماثيو شنايدر، إن تحقيقاً فدرالياً قد فُتح لمعرفة سبب إبقاء براون طليقاً طوال هذه الفترة، قبل أن يبدأ البحث عنه بتهمة قتل ستة أشخاص على الأقل.
وكانت عملية مطاردة براون قد بدأت حوالي الساعة 1:30 بعد ظهر الاثنين المنصرم، عقب رصده إثر بلاغ تلقته الشرطة حول قيام براون بالتسكع في مكتبة على الميل الثامن وتعاطي المخدرات فيها، وفق ما أفاد به أحد موظفي المكتبة. واستعانت شرطة ديترويت بكلاب بوليسية وباشرت بعملية تفتيش ميدانية انتهت بعد ساعة ونصف برصد براون وهو يقفز فوق سور أحد المنازل بمدينة أوك بارك المجاورة قبل أن يطلق رصاصة واحدة على رأسه، لكنه ظل على قيد الحياة، بحسب قائد الشرطة.
وقال كريغ في مؤتمر صحفي أن اعتقال براون جاء نتيجة عمل شرطة ديترويت «على مدار الساعة» وبمساعدة وكالات أمنية أخرى، بسبب الخطورة الكبيرة التي يشكلها المتهم على المجتمع.
وقال كريغ إن براون أطلق رصاصة واحدة على رأسه بعد محاصرته من الشرطة، لافتاً إلى أنه تم اعتقال صاحبته بتهمة مساعدته على الاختباء من الشرطة.
ويشتبه المحققون بأن براون ارتكب سلسلة جرائم مسلحة في مدن ديترويت وهايلاند بارك وريفر روج على مدى شهرين تقريباً، حيث قام بقتل ستة أشخاص والاستيلاء على سيارتين إضافة إلى إصابة شخص آخر بجروح.
وقال كريغ إن براون متهم بقتل رجل في مدينة ريفر روج يوم 8 كانون الثاني (يناير) الماضي، قبل أن يقتل شخصين آخرين في 30 يناير، بالمدينة نفسها. وفي 18 فبراير، قتل المشتبه به شخصاً رابعاً في مدينة هايلاند بارك. وبعد ثلاثة أيام تم ربط براون أيضاً بمقتل رجل آخر في شرق ديترويت.
كذلك قال كريغ إن براون نفذ في 22 فبراير عمليتي سطو مسلح استولى من خلالهما على سيارتين في غضون 19 دقيقة في ديترويت.
وفجر السبت الماضي –أي قبل يومين من اعتقال براون عثرت الشرطة على جثة رجل يبلغ من العمر 36 عاماً داخل منزل مهجور على شارع مينيسوتا، يشتبه بأنه قتل على يد براون نفسه إثر خلاف بينهما حول المخدرات.
والجدير بالذكر أن براون واجه بين العامين 1997 و2000 تهمة القتل من الدرجة الثانية وأربع تهم جنائية أخرى في مدينة ريفر روج، وقد اعترف حينها بتهمة الفرار من الشرطة، وأُسقطت عنه بقية التهم، وظل في السجن حتى العام 2010.
وفي صيف 2014 قبض على براون وبحوزته مسدس مسروق، مخالفاً القانون الفدرالي الذي يحظر حيازة الأسلحة على أصحاب السوابق الجنائية، وقد حكم عليه بالسجن لمدة 21 شهراً والمراقبة لمدة سنتين، حيث قام بعدة انتهاكات للقيود المفروضة عليه بعد الإفراج عنه في تموز (يوليو) 2017 لكنه ظل طليقاً بسبب عمله كمخبر لإحدى الوكالات الفدرالية.
ومن بين الانتهاكات، أظهرت الفحوص تعاطي براون للكوكايين والماريوانا والأفيون خمس مرات بين أيلول (سبتمبر) وتشرين الثاني (نوفمبر) 2018، عدا عن تغيبه المستمر عن مواعيد الفحص الدورية وجلسات العلاج من الإدمان.
Leave a Reply