تشارلستون – يدخل السباق التمهيدي للرئاسة الأميركية، منعطفاً حاسماً يوم الثلاثاء القادم، حيث ستقام الانتخابات في 14 ولاية أميركية في إطار ما يعرف بـ«الثلاثاء الكبير». وفي حين يبدو المرشح اليساري بيرني ساندرز، متقدماً على جميع منافسيه، إلا أن المشهد الانتخابي قد يشهد انقلاباً جذرياً مع دخول الملياردير النيويوركي مايكل بلومبرغ على خط المنافسة.
وتمكن السناتور «الديمقراطي الاشتراكي» عن ولاية فيرمونت، يوم السبت الماضي، من الفوز بالجولة التمهيدية في ولاية نيفادا، وذلك بعد تصدره الجولتين السابقتين في نيوهامبشير وآيوا، ليعزز بذلك تقدمه أمام منافسيه من أجل الترشح عن الحزب الديمقراطي لمواجهة الرئيس دونالد ترامب في الانتخابات المقرر إجراؤها في تشرين الثاني (نوفمبر) القادم.
وحسب نتائج الانتخابات في نيفادا، حصد ساندرز دعم نحو 46 بالمئة من المشاركين في التصويت، فيما تعود المرتبة الثانية إلى نائب الرئيس السابق، جو بايدن، الذي حصل على نحو 20 بالمئة من الأصوات، بعد نتائج ضعيفة حققها في آيوا ونيوهامبشير، لتصبح حملته في موقف حرج قد يدفعه إلى الانسحاب في حال عدم تحقيق نتائج جيدة في انتخابات «الثلاثاء الكبير».
أما المركز الثالث في سباق نيفادا، فكان من نصيب المرشح المثلي الجنس بيت بوتيجيدج الذي كان قد تصدر جولة آيوا بالتساوي مع ساندرز في عدد المندوبين. ويعتبر بوتيجدج حالياً أبرز المرشحين المعتدلين في السباق، بحسب ما أظهرت نائج الانتخابات في الجولات الثلاث الأولى.
ولا يزال أمام بايدن، فرصة لتعديل كفة الموازين وانتشال حملته، في حال الفوز بالجولة الرابعة من السباق والتي ستقام يوم السبت، 29 فبراير، في ولاية ساوث كارولاينا حيث يحظى بشعبية واسعة لدى الناخبين الأفارقة الأميركيين، وفقاً لاستطلاعات الرأي.
وبمقياس عدد المندوبين حتى الآن، أصبح لدى ساندرز 45 مندوباً، وبوتيجدج 26، وبايدن 15، مقابل 8 للسناتور اليسارية عن ولاية ماساتشوستس إليزابيث وورن، و7 لزميلتها السناتور عن ولاية مينيسوتا أيمي كلوبوتشار. وللفوز بتسمية الحزب، يتعين على المرشح جمع ما لا يقل عن 1,991 مندوباً من أصل 3,979.
وبعد إعلان فوزه في نيفادا، أعرب ساندرز في خطاب أمام مؤيديه عن قناعته بأن فريقه تمكن من تشكيل تحالف متعدد الأجيال والأعراق بإمكانه الفوز ليس في نيفادا فقط، بل وفي كافة مناطق البلاد، مبدياً ثقته بقدرته على تشكيل حكومة «تعتمد على الرحمة والحب والحقيقة، وليس على الجشع والفساد والكذب، كما هو عليه حالياً».
من جانبه، هنأ الرئيس دونالد ترامب ساندرز بفوزه في نيفادا، داعياً «بيرني المجنون» إلى عدم السماح لمنافسيه بالاستيلاء على فوزه، في إشارة إلى ما حصل في انتخابات 2016، حين رجح قادة الحزب كفة منافسته هيلاري كلينتون.
مناظرة عاشرة
قبل أربعة أيام من الجولة الرابعة التي ستقام في ساوث كارولاينا، شهدت الولاية الجنوبية، الثلاثاء الماضي، مناظرة ضمت جميع المرشحين الديمقراطيين المستمرين في السباق باستثناء النائبة تولسي غابارد عن ولاية هاواي، التي حرمت من المشاركة من معظم المناظرات بموجب القيود التي فرضتها اللجنة الوطنية للحزب الديمقراطي.
وفي مناظرة ساوث كارولاينا، التي أقيمت في مدينة تشارلستون، وهي العاشرة للمرشحين الديمقراطيين، واجه ساندرز، سيلاً من الهجمات من منافسيه الساعين لتحسين موقفهم الانتخابي.
ولأول مرة توسط ساندرز المرشحين، وذلك بالنظر إلى تقدمه عليهم في استطلاعات الرأي، ولم يستثنه أحد من الهجوم المباشر بمن فيهم حليفته الأيديولوجية، إليزابيث وورن، التي قالت إنها ستكون رئيسة أفضل منه.
وكان بلومبرغ محط اهتمام المرشحين الديمقراطيين خلال أول ظهور له في مناظرة أجريت قبل أسبوع في لاس فيغاس، ولكن بسبب أدائه الذي وصف بالسيء، توجهت الأنظار إلى سناتور فيرمونت البالغ من العمر 78 عاماً.
واستغل بلومبرغ المناظرة الثانية له لتوجيه سهامه نحو ساندرز، قائلاً إن كلاً من ترامب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين يعتقدان أن ساندرز هو الحلقة الأضعف لدى الديمقراطيين».
كما تعرض ساندرز لانتقادات من بايدن وبوتيجدج وكلوبوتشار المحسوبين على تيار الاعتدال في الحزب الديمقراطي، بسبب برنامجه الاشتراكي ومقترحاته الراديكالية للرعاية الصحية والتعليم.
وأكد خصوم ساندرز أن تمويل برنامجه الراديكالي «ما زال غامضاً»، خصوصاً بشأن النظام الصحي. وهذا سيمنح –في نظرهم– الرئيس ترامب نقطة قوة بمواجهة ساندرز في الانتخابات.
وقال بوتيجدج: «أنا سأقول لكم ما هي فاتورة خطط ساندرز. الفاتورة هي بقاء دونالد ترامب أربع سنوات إضافية».
ورد ساندرز بأن «الأفكار التي كانت تبدو متطرفة قبل أربع سنوات أصبحت تهيمن بشكل ما». وأكد أن مواقفه «ليست متطرفة… وموجودة في كل دول العالم»، مشدداً على أن «الرعاية الصحية حق إنساني للجميع».
وفي السياق، دان بايدن تصريحات سابقة لساندرز تنم عن «إعجاب» بحكم الرئيس الكوبي فيديل كاسترو. كما ذكّر بلومبرغ من جهته بـ«الإرث القاتم» الذي تركه الديكتاتور الكوبي. ودافع ساندرز عن نفسه بالتأكيد أن الرئيس السابق باراك أوباما أدلى بتصريحات مماثلة، قبل أن يؤكد أنه يدين بلا تحفظ كل الأنظمة الاستبدادية.
من جانبه، قال الملياردير توم شتاير إن ساندرز والمرشحين الآخرين «جزء من قيادة ديمقراطية فاشلة»، بحاجة إلى استبدال.
Leave a Reply