نك ماير – «صدى الوطن»
صوّت أعضاء «اللجنة العربية الأميركية للعمل السياسي» (أيباك) بالإجماع –الأربعاء الماضي– على دعم المرشح الديمقراطي للرئاسة الأميركية بيرني ساندرز، ودعم مقترح انتخابي بتمويل مدارس كريستوود العامة بمدينة ديربورن هايتس، في الانتخابات التي ستجرى في ولاية ميشيغن، يوم الثلاثاء القادم 10 آذار (مارس) الجاري.
وتشترط «أيباك» التي تأسست عام 1998 أن يتقدم المرشحون على المستويين المحلي والوطني بطلب خطي لنيل دعمها، كما ينص دستورها الداخلي على أن «لكل عضو واحد صوت واحد».
وشهد الاجتماع الذي عقد بمكاتب «صدى الوطن» في مدينة ديربورن، نقاشات مطولة ومستفيضة لاختيار المرشح الديمقراطي الذي يأخذ في الحسبان مصالح العرب والمسلمين الأميركيين ومخاوفهم من السياسات التنميطية والتمييزية التي ازدادت وتيرها سوءاً في ظل إدارة الرئيس دونالد ترامب.
وكان ناشر «صدى الوطن»، الزميل أسامة السبلاني قد استهل الاجتماع بتقديم مقترح لدعم المرشح الديمقراطي ذي الميول الاشتراكية، لافتاً إلى أنه سياسي ثابت على مبادئه، ويستحق الإعجاب. وقال: «إذا قابلتم ساندرز الذي يبلغ اليوم 78 عاماً، عندما كان في سن الثامنة عشر من عمره، فسوف تدركون أنه لم يتغير، مازال متمسكاً بنفس القضايا والمبادئ، وهذا بالنسبة لي شيء يستحق الإعجاب».
ووافق المؤسس المشارك لـ«أيباك»، المحامي عبد حمود، على ما قاله السبلاني، لافتاً إلى أنه يجب دعم ساندرز بناء على المزايا التي يتحلى بها كمرشح رئاسي، وليس بسبب الاعتقاد الذي يروجه البعض، بأن القاعدة الديمقراطية في أوساط العرب الأميركيين بولاية ميشيغن، غير متحمسة للتصويت له.
ويعرف ساندرز في المشهد السياسي بأنه يقف في طليعة المحاربين من أجل العدالة الاجتماعية والتوعية المناخية والمساواة العرقية وحقوق العمل والرعاية الصحية الشاملة، كما انتقد السياسات التمييزية والتنميطية للعرب والمسلمين خلال العقدين المنصرمين، ولاسيما لائحة «مراقبة الإرهاب» التي تشكل قلقاً مستمراً لأبناء الجاليات العربية والإسلامية في الولايات المتحدة، لما ينتج عنها من إجراءات تضييقية على المسافرين في المطارات وعند المنافذ الحدودية.
ولم تقتصر مطالب أعضاء «أيباك» حول معالجة معضلة لائحة «مراقبة الإرهاب»، وإنما طرح الأعضاء أيضاً العديد من القضايا الضاغطة الأخرى، وفي مقدمتها السياسة الأميركية المجحفة تجاه الشعوب العربية، لاسيما تجاهل حقوق الشعب الفلسطيني.
من جانبه، قال العضو في مجلس مفوضي مقاطعة وين، سام بيضون: «إن الخيار الأفضل لمجتمعنا هو الوقوف إلى جانب شخص يقف معنا»، مضيفاً: «أعتقد أن بيرني ساندرز يتحدث بألسنتنا ويتبنى مواقفنا، وهو الوحيد الذي يعبر عن رفضه للظلم الواقع على الفلسطينيين».
أما الكوميديان وأستاذ القانون في جامعة «ديترويت ميرسي» عامر زهر، فقد قلل من أهمية الانتصارات التي حققها المرشح الديمقراطي جو بايدن في انتخابات «الثلاثاء الكبير»، نظراً لزخم حملة ساندرز الشعبية والحيوية. وقال: «محاولة الفوز بالرئاسة الأميركية عبر الأداء المعتدل لن تنجح»، في إشارة إلى أن ساندرز سيقلب الموزاين الانتخابية ويتمكن من مواجهة الرئيس دونالد ترامب في نوفمبر القادم.
وأضاف: «عام 2000 كان آل غور هو المرشح المعتدل، وقد خسر السباق الرئاسي، وعام 2004 خسر جون كيري، وعام 2016 خسرت هيلاري كلينتون»، لافتاً إلى أن التاريخ سيعيد نفسه في الانتخابات الحالية.
وخلال الاجتماع، أبرقت النائب العربية الأميركية في الكونغرس الأميركي رشيدة طليب (ديمقراطية–ديترويت) باتصال هاتفي أشادت فيه بنزاهة السناتور عن ولاية فيرمونت واهتمامه الحقيقي والمبدئي بمجمل المسائل التي يناقشها في العلن ويطرحها خلال جولاته الانتخابية، وقالت إنه مهتم حقاً بالمسائل التي يطرحها سواء في الاجتماعات المنفردة أو اللقاءات المفتوحة، مما ينطوي على أهمية ذات مغزى كبير بالنسبة للعرب والمسلمين الأميركيين.
وأضافت بالقول: «إنه شخص حقيقي، لا يقول شيئاً مختلفاً خلف الأبواب المغلقة.. إنه يعني ما يقوله».
وبعد التصويت بالإجماع على دعم ساندرز، قامت النائب الفلسطينية الأصل بالتغريد عبر حسابها على موقع «تويتر» الذي يتابعه نحو 936 ألف شخص، حيث كتبت: «خبر هام.. لقد صوّتت «أيباك» بالإجماع على تأييد المرشح الرئاسي الديمقراطي بيرني ساندرز»، مضيفة: «أيباك.. هي منظمة سياسية رئيسية في ميشيغن تسهم في إقبال 80 ألف ناخب على صناديق الاقتراع»، وختمت بالقول: «لنصنع معاً الانتصار في ميشيغن!».
نعم لمدارس كريستوود
وعلى مستوى الانتخابات المحلية، صوّت أعضاء «أيباك» بالإجماع على دعم مقترح بإصدار سندات دين لتمويل مدارس كريستوود العامة بمدينة ديربورن هايتس، بعدما استعرض مدير مدارس كريستوود، الدكتور يوسف مسلم، الأسباب الموجبة لدعم المقترح الذي أفشله الناخبون لمرتين متتاليتين خلال العام الماضي.
وفي الانتخابات التمهيدية، التي ستقام يوم 10 مارس الجاري، ستتضمن ورقة الانتخاب في أقلام الاقتراع المخصصة لأحياء وسط وشمال ديربورن هايتس مقترحاً بزيادة الضريبة على الأملاك التجارية والصناعية والسكنية المؤجرة بمقدار 3 مل (٣ بالألف من قيمة العقار الضريبية)، لمدة 16 عاماً، تنتهي في 2035، من أجل تمويل مدارس كريستوود العامة الخمس، التي تضم زهاء 3,800 طالب معظمهم من أصول عربية. ولن تشمل الزيادة الضريبية المنازل التي يسكنها أصحابها.
Leave a Reply