حسن عباس – «صدى الوطن»
حالما أيقنت سيدة الأعمال أنيسة عجمي، حاجة نساء الجالية العربية إلى متجر عصري للملابس الأنيقة والراقية، لم تتردد في الإقدام على تحقيق حلمها الذي رافقها لسنوات عديدة بافتتاح بوتيك Desert Rose (وردة الصحراء)، الذي أبصر النور في شهر كانون الثاني (يناير) الماضي، في الوسط التجاري الغربي لمدينة ديربورن.
بعد عام ونصف من التخطيط المتأني والعمل الجاد، نجحت الشابة اللبنانية الأصل (29 عاماً) في استئجار محل ضمن مجمع «واغنر بلايس» على شارع ميشيغن أفنيو، وهو أحد مشاريع شركة «فورد» التي ترمي إلى توفير المزيد من أماكن التسوق والسكن والمكاتب في «دوانتاون» غرب ديربورن، بالقرب من مقرها الرئيسي.
شكّل افتتاح Desert Rose، تحدياً كبيراً لسيدة الأعمال الشابة، الحائزة على شهادة بعلم النفس من جامعة «وين ستايت»، لعدم امتلاكها الخبرة الكافية في إدارة المتاجر على الواقع، حيث كانت قد أدارت لبضع سنوات متجراً عبر الإنترنت لبيع الملابس النسائية، لكن ولعها الشديد بالأزياء مكّنها في نهاية المطاف من تحقيق ما كانت تصبو إليه، في جلب شيء فريد إلى ديربورن.
جودة العلامات التجارية للملابس المعروضة في «وردة الصحراء»، تظهر بوضوح لافت أناقة صاحبته ولمستها الراقية في اختيار الموديلات الأنيقة والعصرية، إضافة إلى ذوقها الرفيع، الذي يبدو أنه أحد الصفات التي تتحلى بها سيدة الأعمال الشابة، والأم لطفلين.
وتعزو عجمي اهتمامها بالأزياء والموضة إلى أيام يفاعتها الأولى، حيث تقول: «لقد كنت دائماً مهتمة بالأزياء، خاصة الملابس، إذ كان شهر آب (أغسطس) أفضل أوقات السنة بالنسبة لي، لأنه كان شهر العودة إلى المدرسة، وهذا يعني أنه شهر التسوق، ويعني.. اقتناء ملابس جديدة».
في يفاعتها، عملت عجمي في بيع الألبسة في مجمع «سومرست» التجاري بمدينة تروي، وتعلمت خلال تلك الفترة مهارات البيع والتواصل مع الزبائن، ودفعها حبها للأزياء إلى التفكير العميق بدراسة تصميم الأزياء في الجامعة، إلا أنها عدلت عن تلك «الفكرة المحفوفة بالمخاطر، لكون العمل في مجال الأزياء لم يكن مزدهراً في ولايات الغرب الأوسط عموماً»، بحسب ما أفادت لـ«صدى الوطن».
وبمرور الأيام، اكتسبت عجمي مزيداً من الثقة بنفسها وبمشروعها المستقبلي، وبادرت إلى افتتاح متجر إلكتروني، وهي في سن الـ24. وعندما أنجبت طفلها الأول، أوقفت عملها التجاري عبر الإنترنت بشكل مؤقت، وبدأت التفكير جدياً بتأسيس عمل تجاري لبيع الألبسة النسائية في سوق تجارية.
وفي هذا السياق، تقول: «لقد بدأت أفكر بافتتاح متجر والبدء بتطوير علامة تجارية، وكذلك بدأت التفكير في نوعية زبائني وفي طرق تسويق علامتي التجارية».
استغرق بحثها وتخطيطها حوالي ثلاث سنوات، وعندما حضرت –العام الماضي– ندوة تثقيفية لسيدات الأعمال في مدينة ديترويت، بمشاركة صاحبة بوتيك «فيرني»، لورا هوروث، أدركت الشابة اللبنانية الأصل أن حلمها قد قارب على إبصار النور.
وتعلل عجمي تأسيس متجرها الجديد إلى كون الملابس المتوفرة في الأسواق لا تناسب أذواق الكثير من السيدات المهتمات بالموضة والأناقة، وتقول: «أعرف الكثير من السيدات اللواتي يقدن سياراتهن إلى المتاجر من أجل التسوق، على الرغم من أن بيع الملابس عبر الإنترنت ينمو بشكل كبير، ولكن عندما يتعلق الأمر بالملابس تحديداً، يتعين علينا الأخذ بالاعتبار أن أجساد الناس متنوعة وتتغير مع التقدم في السن، وتصبح عملية شراء الملابس وإعادتها عبر الانترنت، أكثر صعوبة وإحباطاً».
وتضيف: «أردت حقاً أن أجلب لمنطقة ديربورن متجراً جميلاً، لأن منطقتنا تفتقر لمثل هذه المحلات منذ زمن.. لقد أردت إحضار تلك النوعية الراقية والعصرية من الملابس النسائية إلى المدينة»، مؤكدة «بصرف النظر عن كونه متجري، أريد أن أرى ديربورن تعود كما كانت»، قبلة للمتسوقين.
وأخيراً وجدت عجمي مستثمراً لإطلاق مشروعها، وتقدمت بطلب إلى شركة «فورد لاند»، وتحول الحلم إلى حقيقة.
البوتيك الذي اُفتتح في يناير الماضي، يوفر تجربة تسوق مريحة وسلسة، إذ تخلق تصاميمه الداخلية المبهجة أجواء جذابة، تذكر بمتاجر بيع الملابس في أحياء كاليفورنيا الراقية.
ومن أجل إغناء متجرها، زارت عجمي العديد من المعارض التجارية، وأجرت بحوثاً مكثفة على العلامات التجارية التي تناسب الزبونة المثالية لـDesert Rose، والتي تتميز بأنها: امرأة شابة، مثقفة، عصرية، تعيش في ديربورن، ولكنها تمتلك اهتماماً بالأزياء والموضة، وفقاً لعجمي.
والمتجر يعكس فعلاً هذا التصور، فالملابس مصنوعة من أقمشة ذات جودة عالية ومشغولة بدقة عالية وذوق رفيع، فضلاً عن توفر تشكيلات عصرية متنوعة للزبونات المسلمات المحتشمات.
وتقول عجمي: «لدي فكرة واضحة عمن هي زبونتي، وما إذا كانت ملابسنا تناسب ذوقها ورغباتها أم لا، ولكن بما أن المتجر لم يفتتح رسمياً إلا منذ فترة قصيرة، فإنني أتطلع إلى تلبية جميع رغبات النساء اللواتي يقصدن متجري».
وتمتلك عجمي فلسفة خاصة لنوعية الملابس التي يمكن أن تعرض في متجرها، وهي فلسفة نابعة من تجربتها العملية وفهمها العميق لثقافة المجتمع المحلي، فهي تتطلع إلى مواءمة الأزياء التي تنتج في هوليوود ونيويورك مع رغبات الزبونات المسلمات. وتقول «إذا كانت الزبونة متحفظة، فيمكننا تعديل الأزياء مع الحفاظ على رقيها، بأسلوب يراعي الحساسيات الثقافية والاجتماعية».
يقع Desert Rose Co على العنوان 22001 ميشيغن أفنيو، سويت 150، ويمكن الاطلاع على بعض التشكيلات عبر زيارة صفحات المتجر على وسائل التواصل الاجتماعي.
Leave a Reply