السلطات الصحية تؤكد 12 إصابة بالفيروس .. وموجة هلع تسبب إقبالاً كثيفاً على شراء السلع الضرورية
لانسنغ – مباشرة بعد انتهاء التصويت في الانتخابات التمهيدية للرئاسة الأميركية في ميشيغن، أعلنت حاكمة الولاية غريتشن ويتمر، ليل الثلاثاء الماضي، حالة الطوارئ لمواجهة فيروس كورونا (كوفيد–19) بعد تأكيد إصابة شخصين بالمرض الوبائي في مقاطعتي وين وأوكلاند، وهما المقاطعتان الأكثر اكتظاظاً بالسكان في ولاية ميشيغن.
وقالت ويتمر في مؤتمر صحفي عقدته في لانسنغ إلى جانب مسؤولين في إدارتها: «لقد انتقل الفيروس إلى ميشيغن.. أرجو أن تتأكدوا من أن أقاربكم وأصدقاءكم يتخذون كافة الإجراءات الوقائية الممكنة».
وأدى إعلان الحاكمة إلى موجة من الهلع بين السكان، وسط مخاوف متزايدة من الفيروس الذي تحول إلى وباء عالمي، وقد أعلنت الحاكمة مساء الخميس الماضي إغلاق جميع المدارس العامة في الولاية من مرحلة الحضانة إلى الثانوية من الاثنين المقبل حتى السادس من نيسان (أبريل) القادم، وذلك بعد رصد عشرة إصابات إضافية بفيروس كورونا في غضون يوم واحد.
وقالت الحاكمة في بيان «هذه خطوة ضرورية لحماية أطفالنا وعائلاتنا والصحة العامة»، مؤكدة أنها تواصل التنسيق مع القطاع التعليمي لتوفير الدعم اللازم للمعلمين والأهالي والطلاب، لاسيما الذي يعتمدون على الوجبات المدرسية كمصدر غذاء أساسي لهم.
القرار الحكومي جاء استجابة للإصابات المؤكدة بفيروس كورونا، والتي بلغ عددها 12 حالة، ليل الخميس الماضي. ووصفت الحاكمة الديمقراطية القرار بأنه اتخذ كاستجابة لتطويق فيروس كورونا والحد من انتشاره بين سكان الولاية.
من جانبه، قال المشرف العام على المدارس العامة في ولاية ميشيغن مايكل رايس: «إن إغلاق المدارس، من مرحلة الحضانة حتى المرحلة الثانوية، هو الخيار المسؤول الذي سيقلل من خطر تعرض الأطفال والمعلمين والأسر من انتشار فيروس كورونا»، مضيفاً بأن دائرة التعليم بميشيغن ستواصل العمل مع شركائها لمساعدة الطلاب والمعلمين في جميع المناطق التعليمية لاجتياز هذه المرحلة».
وكانت ويتمر قد دعت في مؤتمر صحفي عقدته الأربعاء الماضي إلى إلغاء أو تأجيل جميع التجمعات العامة والمؤتمرات والاعتماد على الإنترنت للدراسة أو العمل إذا كان ذلك ممكناً، لمنع تفشي الفيروس الذي لم يستطع العلماء حتى الآن تطوير لقاح له.
كما دعت الحاكمة، المستشفيات إلى الحد من إدخال الزوار وإجراء الفحوص للأفراد قبل السماح لهم بالدخول.
وأضافت أن «ميشيغن ستتجاوز الأزمة»، مؤكدة قولها «نحن سكان ميشيغن أقوياء» مطالبة الجميع باتخاذ كافة التدابير الوقائية الضرورية للحفاظ على السلامة العامة.
وقالت: «أحث جميع سكان ميشغن على أخذ هذه التوصيات على محمل الجد ومشاركتها مع أصدقائهم وعائلاتهم وزملائهم في العمل».
وتابعت «علينا جميعاً أن نكون آمنين وأن نكون أذكياء لحماية أنفسنا وأحبائنا وزملائنا في العمل والناس عموماً»، تاركة للشركات والاعمال التجارية حرية اتخاذ القرار المناسب للحفاظ على السلامة العامة وإبطاء انتشار المرض.
وقد لجأت عدة شركات كبرى مثل «كويكن لونز» للقروض و«روك فنتشر» للترفيه و«بلو كروس بلو شيلد» للتأمين الصحي، إلى الطلب من موظفيها العمل من منازلهم، فيما لاتزال شركات أخرى تعمل وفق المعتاد، وأبرزها مصانع السيارات.
ودخلت الولاية دوامة كورونا بعدما جاءت نتيجة التحاليل إيجابية لدى شخصين مقيمين في مقاطعتي وين وأوكلاند، لهما تاريخ من السفر الدولي والداخلي وهما رجل وامرأة في منتصف العمر، وفق السلطات الصحية في الولاية التي قالت إنها ستعامل الحالتين على أنهما «حالات مؤكدة» حتى قبل تأكيد الإصابتين من قبل «المركز الأميركي لمكافحة الأمراض والوقاية منها» (سي دي سي).
وبحلول الخميس الماضي، ارتفع عدد الإصابات في ميشيغن، إلى 12 شخصاً، حيث تم رصد حالات في مقاطعات إنغهام وكنت وواشطنو ومونتكالم وأوكلاند وسان كلير، فيما لا يزال حوالي 554 شخصاً في ميشيغن ينتظرون نتائج الفحوصات أو يخضعون للمراقبة، إلى حين إعداد هذا التقرير.
وتسبب إعلان الحاكمة بموجة من الذعر بين السكان الذين سارعوا في اليوم التالي إلى شراء السلع الأساسية من الغذاء والدواء ومنتجات النظافة مما أدى إلى إفراغ رفوف المتاجر الكبرى من البضائع، لاسيما المناديل الورقية والسوائل المعقّمة.
وبادرت جامعة «ميشيغن ستايت» في إيست لانسنغ، صباح الأربعاء الماضي، إلى تعليق الدراسة والمحاضرات، وتحويل الدروس بالكامل إلى النظام الإلكتروني حيث سيتمكن الطلبة من مواصلة دراستهم عبر الإنترنت دون الحاجة للحضور شخصياً وذلك تلافياً لانتشار فيروس كورونا، على أن يظل القرار سارياً لغاية 20 نيسان (أبريل) المقبل على الأقل.
ولاحقاً، اتخذت جميع الجامعات الحكومية الأخرى في ميشيغن قرارات مماثلة بوقف الصفوف التعليمية، وأبرزها جامعتا «ميشيغن–آناربر» و«وين ستايت».
كذلك تم إلغاء عدة احتفالات عامة من بينها مسيرة القديس باتريك السنوية في حي «كوركتاون» في ديترويت.
وفي حال واصل الفيروس تفشيه في ميشيغن، فقد يتم إغلاق دور السينما والمسارح والمدارس العامة ودور الحضانة واختصار الصلوات في دور العبادة، إضافة إلى تأجيل الجلسات القضائية في المحاكم أسوة بمناطق أخرى تعاني من وباء كورونا.
وباء عالمي
وجاء الإعلان عن وصول فيروس كورونا إلى ميشيغن بالتزامن مع إعلان منظمة الصحة العالمية عن تحول الفيروس المميت إلى «وباء عالمي» بعد تفشيه في القارات الخمس حيث بات يؤثر في الحياة اليومية والاقتصادية لعدد متزايد من الدول. مخلفاً حوالي 4,700 وفاة وأكثر من ١٣٠ ألف إصابة في 110 بلدان وأقاليم حول العالم.
وتسبب الفيروس في اضطرابات اقتصادية كبيرة، أثرت على حركة الطيران العالمي، وتسببت في تباطؤ الطلب على النفط، فيما دخلت الأسواق المالية في حالة من الهلع.
وفي الولايات المتحدة، كشفت بيانات «سي دي سي»، ارتفاع عدد الإصابات بفيروس كورونا إلى أكثر من 1,300 شخص في 39 ولاية إضافة إلى العاصمة واشنطن. وقد توفي منهم حتى إعداد هذا التقرير 40 شخصاً.
ودفع الانتشار السريع لكورونا، الولايات المتحدة إلى اتخاذ خطوات عاجلة في محاولة للحد من انتشار المرض، من أبرزها إغلاق مدارس وجامعات في ولايات عديدة وتوجيه دعوات للمواطنين بتوفير الأدوية والغذاء كإجراء احترازي، إضافة إلى إلغاء حفلات ومناسبات عامة.
وشاع الاضطراب في جميع مناحي الحياة، من ديزني لاند إلى المحكمة العليا ومن وول ستريت إلى البيسبول وكرة السلة، بعدما تسبب تفشي كورونا في إغلاقات واسعة النطاق وتعطيلات اقتصادية.
ومع تنامي القلق من الانتشار السريع للفيروس تهاوت سوق الأسهم الأميركية مجدداً كما علقت دوريات رياضية محترفة وجامعية المباريات وأوقفت مسارح برودواي العروض وأغلقت المدارس والجامعات أبوابها.
وتعكس وتيرة الإغلاقات التي لم يسبق لها مثيل، المخاوف المتزايدة من خروج تفشي الفيروس شديد العدوى عن نطاق السيطرة ما لم تمنع السلطات التجمعات الكبيرة.
ومع إغلاق كثير من الشركات مكاتبها وطلبها من الموظفين العمل من المنزل، تزايدت المخاوف من حدوث ركود تزامناً مع تزايد عدد الإصابات في الولايات المتحدة والتي قفزت إلى أكثر من 1,300.
ويرى خبراء أن بقية الولايات يجب أن تحذو حذو هذه الإجراءات، كخطوة احترازية، قبيل انتشار المرض بشكل أكبر. ودعت وزارة الصحة الاميركية المواطنين الأكثر عرضة للمرض وتحديداً كبار السن وأولئك الذين يعانون من أمراض مزمنة، إلى تخزين الغذاء والدواء والاستعداد للبقاء في المنزل.
وتقول «سي دي سي» إن كبار السن والأشخاص الذين يعانون من حالات طبية مزمنة خطيرة، معرضون للإصابة بالكورونا أكثر من غيرهم. لذلك فإن أي شخص فوق الستين ويعاني من مشاكل صحية، يجب عليه تجنب الأماكن المزدحمة مثل المسارح، والمراكز التجارية، وحتى التجمعات الدينية، وذلك تفادياً للعدوى.
إعلان الطوارئ
بالإضافة إلى ميشيغن، أٌعلنت حالة الطوارئ في 14 ولاية أميركية هي واشنطن وكاليفورنيا وماريلاند وكنتاكي ويوتا ونيويورك وفلوريدا وأوريغون ونيوجيرزي وكولورادو وماساتشوستس ونورث كارولاينا وأريزونا، إضافة إلى ولاية فيرجينيا، فيما من المتوقع أن تعلن حالة الطوارئ في ولايات أخرى.
ويسمح إعلان حالة الطوارئ لحاكم الولاية والمسؤولين التنفيذين تفعيل خطط الاستجابة للطوارئ وتشغيل المراكز المختصة بها بدون إجراء مناقصات أو المرور ضمن الإجراءات التقليدية.
ويسمح أيضاً بحصول الولاية أو المنطقة على مساعدات فدرالية أو على مستوى الولاية لدفع الأموال مقابل تلك التي تقوم بإنفاقها على الاستجابة للأزمة. وسوف تحصل ولاية ميشيغن على منحة فدرالية بقيمة 14.5 مليون دولار من «سي دي سي» للمساعدة في احتواء فيروس كورونا، وذلك من ضمن موازنة خاصة بقيمة 8.3 مليار دولار وقعها الرئيس دونالد ترامب الأسبوع الماضي.
كذلك يساعد إعلان الطوارئ على تركيز الجهود في الولاية، والسماح للمسؤولين باستخدام الأموال لتوظيف أفراد وشراء معدات وتوفير مخزونات ضرورية.، إضافة إلى تنبيه السكان إلى ضرورة الانتباه لوجود مشكلة معينة واتباع قواعد وإرشادات معينة.
ويتيح إعلان الطوارئ لحكام الولايات عدم الامتثال لبعض القوانين، مثل فرض الحجر الصحي من دون إذن قضائي، وتقييد حرية التجمعات، وتغيير القوانين الصحية، لكن لفترات زمنية معينة يحددها الحاكم أو رئيس البلدية.
شائعات حول انقطاع الخبز
.. وأفران «الياسمين» و«الشمس» تنفيان
تسبب إعلان حالة الطوارئ في ولاية ميشيغن، إثر تسجيل أول إصابتين بفيروس كورونا –الأربعاء الماضي- بتهافت المستهلكين على شراء المواد الغذائية بوتيرة غير مسبوقة، ما أدى إلى فقدان بعض المواد الأساسية من الأسواق المحلية، لاسيما الخبز والمياه المعبأة.
وسرت شائعات حول إمكانية توقف الأفران المحلية عن إنتاج المخبوزات، مما فاقم موجة الهلع في أوساط الجالية العربية، وتسبب بفقدان الخبز من معظم المتاجر المحلية بسبب الإقبال الكبير على شرائه.
ونفياً للشائعات أفادت إدارتا «أفران الشمس» و«أفران الياسمين»، وهما من أكبر الشركات المنتجة للخبز العربي في منطقة ديترويت-ويندزر، لـ«صدى الوطن» بأنه لا صحة للشائعات المتدوالة حول توقف المنشأتين عن إنتاج الخبز وضخه في الأسواق وفق المعتاد.
وأكد بيان صحفي صادر عن كلتا الإدارتين، بأن «أفران الشمس» و«أفران الياسمين» مستمرتان في إنتاج الكميات المعهودة من المخبوزات، وملتزمتان بتوصليها إلى المتاجر والمحلات العربية بمنطقة ديترويت.
Leave a Reply