السباق الديمقراطي للرئاسة 2020
ديربورن – «صدى الوطن»
رغم أن الصوت العربي الأميركي في منطقة ديترويت الكبرى قد صبّ بنسبة ساحقة في مصلحة المرشح الرئاسي الديمقراطي بيرني ساندرز، إلا أن سناتور فيرمونت مُني بهزيمة كبيرة أمام منافسه جو بايدن، في الانتخابات التمهيدية للرئاسة، التي أجريت بولاية ميشيغن يوم الثلاثاء الماضي.
نتائج الانتخابات في ولاية ميشيغن، كشفت عن نيل نائب الرئيس الأميركي السابق 838.564 صوتاً (52.9 بالمئة) مقابل 576,916 ناخباً (36.4 بالمئة) صوتوا لصالح المرشح اليساري.
وأظهرت الأرقام النهائية، تقدم بايدن على ساندرز في مقاطعات ميشيغن الـ83، بما فيها مقاطعة وين، رغم التقدم الكاسح لسناتور فيرمونت في المدن ذات الكثافة العربية، لاسيما في ديربورن وديربورن هايتس وهامترامك.
ففي الأحياء الشرقية لـ«عاصمة العرب الأميركيين»، حيث أغلبية السكان من أصول لبنانية ويمنية وعراقية، نال ساندرز 5,331 صوتاً (81.73 بالمئة) مقابل 1,097 (16.82 بالمئة) لبايدن.
وفي الطرف الجنوبي من المدينة، «الساوث أند» ذات الأغلبية اليمنية، حاز ساندرز على 593 صوتاً (91.5 بالمئة) مقابل 46 فقط (7 بالمئة) لنائب الرئيس الأميركي السابق الذي يحظى بدعم واسع من قيادات الحزب الديمقراطي.
أما في أقلام الاقتراع في الأحياء الغربية من ديربورن، فقد أعطى 4,833 ناخباً أصواتهم لساندرز (57.3 بالمئة) مقابل 3,417 لبايدن (40.5 بالمئة).
كما صبت أغلبية الأصوات الغيابية بديربورن في صالح ساندر، بواقع 11,875 صوتاً (62.9 بالمئة) مقابل 5.963 (32.6 بالمئة) لبايدن.
أما في مدينة ديربورن هايتس التي سجلت إقبالاً منحفضاً على أقلام الاقتراع، حصل ساندرز على 5,549 صوتاً (60 بالمئة) من أصل 9326 ناخباً أدلوا بأصواتهم، فيما حصل بايدن على 3,130 صوتاً (33 بالمئة).
أما في مدينة هامترامك التي تضم أغلبية يمنية وبنغالية، فقد صوّت 3,548 من أصل 12,841 ناخباً مسجلاً، وقد انتخب 73 بالمئة منهم ساندرز، مقابل 22 بالمئة منحوا أصواتهم لبايدن.
فوز ساندرز العريض في المدن ذات الكثافة العربيةتجاء نتيجة طبيعية لشعبية المرشح «الديمقراطي الاشتراكي» في أوساط العرب الأميركيين، والتي تجلت بشكل واضح من خلال دعم العديد من المؤسسات والمنظمات السياسية العربية الأميركية، وفي مقدمتها «اللجنة العربية الأميركية للعمل السياسي» (أيباك) وصحيفة «صدى الوطن».
وكانت حملة المرشح المعروف بتأييده للقضية الفلسطينية قد أقامت –السبت قبل الماضي– مهرجاناً انتخابياً حاشداً في إعدادية «سالاينا» في «الساوث أند»، بحضور ساندرز الذي أعاد التأكيد أمام المئات من أنصاره العرب الأميركيين على وعوده الانتخابية بالعدالة الاجتماعية والتوعية المناخية والمساواة العرقية وحقوق العمل والرعاية الصحية للجميع.
وعلى الرغم من أن حملة بايدن لم تسعَ للتواصل مع العرب والمسلمين الأميركيين في منطقة ديترويت، إلا أن نائب الرئيس الأميركي السابق حاز على دعم فئات ضيقة من الناخبين العرب لاسيما المنتمين للحزب الديمقراطي الذي يدعم بايدن بشكل صريح على حساب ساندرز.
اليوم الانتخابي
يوم الثلاثاء الماضي، بدأت العملية الانتخابية بوتيرة بطيئة في مدينة ديربورن، حيث سجلت «صدى الوطن» إقبالاً خجولاً على صناديق الاقتراع، وبحلول الظهيرة، بلغ عدد المصوّتين قرابة 100 ناخب فقط في ابتدائية «أوكمان»، و370 في إعدادية «وودوورث»، و200 ناخب في «سالاينا».
ولكن في ساعات ما بعد الظهر، غصّ مبنى بلدية ديربورن بمئات المراجعين الراغبين بالتسجيل للانتخابات، مستفيدين من القانون الجديد الذي يجيز التسجيل للانتخابات في يوم الاقتراع.
والتقت «صدى الوطن» العديد من الناخبين فور خروجهم من أقلام الاقتراع، حيث أكدوا للصحيفة أنهم صوّتوا لصالح ساندرز، ما عدا ناخب واحد اكتفى بالقول: «لقد أعطيت صوتي لبايدن، لكي يخسر ساندرز صوتاً»، مضيفاً: «لا أحب الاشتراكيين. أعرف أن بايدن غير قادر على هزيمة ترامب، وبغض النظر عمن سيفوز بتسمية الحزب الديمقراطي، فإنني سأصوّت لترامب في الانتخابات العامة».
نورا عون (18 عاماً) ووالدتها شاركتا في الانتخابات الرئاسية للمرة الأولى في حياتهما، وصوّتتا بـ«نعم» لساندرز. وقالت الأم التي تقيم في الولايات المتحدة منذ أكثر من ثلاثين عاماً: «هذه أول مرة أشارك فيها بالانتخابات، وما دفعني إلى المشاركة هو حماسة أبنائي ودعمهم لساندرز».
عليّ بري، وهو شاب في منتصف العشرينات، أفاد بأنه صوّت لساندرز بلا تردد، لأنه المرشح الذي يدعم الحقوق المدنية للفلسطينيين ويدين السياسات العنصرية الإسرائيلية بحق الشعب الفلسطيني. وقال: «في البيت الأبيض، لدينا رئيس أعطى القدس والجولان للإسرائيليين، ونحن بأمس الحاجة لرئيس يؤمن بحق الفلسطينيين في تقرير مصيرهم وإقامة دولتهم المستقلة على ترابهم الوطني».
وعزا محمد الهيدس (52 عاماً) تأييده لساندرز بسبب تواصله مع الجاليات العربية والإسلامية في منطقة ديترويت من أجل التعرف على مشاكلها وهواجسها، لافتاً إلى أن حملة بايدن «لم تبد أي اهتمام بنا»، على حد تعبيره.
الناشط اليمني المخضرم علي بلعيد، وصف طروحات ساندرز بأنها «حلم الكثير من الأميركيين»، خاصة تلك المتعلقة بمجانية التعليم الجامعي والرعاية الطبية، مضيفاً بالقول: «إن ساندرز هو أول مرشح رئاسي يقصد الجالية في معقلها الأساسي، ألا وهو مدينة ديربورن، أما المرشحون الآخرون، فلا أحد تواصل معنا، ولهذا فهو يستحق أصواتنا عن جدارة، بغض النظر عن نتائج الانتخابات».
وفي مدينة هامترامك، كان التصويت الغيابي منخفضاً للغاية مقارنة مع انتخابات المجلس البلدي للمدينة، العام الماضي، ولكن الإقبال على صناديق الاقتراع كان غير مسبوق بحسب مسؤولين محليين أفادوا لـ«صدى الوطن» بأن إقبال الناخبين ازداد بشكل كبير مع حلول المساء، وقال أحد المشرفين على الأقلام الاقتراعية الثلاثة في «مركز هامترامك المجتمعي» بأن أكثر من ألف ناخب أدلوا بأصواتهم حتى الساعة الرابعة مساء.
ولم يتوان معظم الناخبين الذين تحدثت إليهم «صدى الوطن» عن إعلان تأييدهم لسناتور فيرمونت، مبدين حماستهم لعناوين حملته المتمحورة حول العدالة الاجتماعية وحقوق العمل والرعاية الصحية.
ووصف كليرك مدينة هامترامك أوغست غيتشلاغ الإقبال على صناديق الاقتراع بـ«غير المسبوق»، وقال: «خلال ست سنوات، لم أشهد هذه الكثافة من الناخبين المسجلين»، حيث بلغت نسبة المشاركة في الانتخابات حوالي 28 بالمئة، وهي نسبة تمثل ارتفاعاً ملحوظاً بالمقارنة مع نسبة المشاركة الانتخابية في السباق التمهيدي للرئاسة قبل أربع سنوات.
Leave a Reply